وكالة مهر للأنباء- شيرين سمارة: يحاول بعض اللبنانيين اعادة المخرج الأمريكي "ستيفن سيبلبرغ" الى الواجهة في لبنان متناسين ما تبرع به اثناء حرب2006 لاسرائيل معنويا ومادياً متجاهلين دماء شهداء حرب 2006 وكأنهم يقولون دماء الشهداء ليس الا ماءا هدرا على الأرض جف بمرور شمس الزمان عليه منقسمين بين مؤيد ومعارض حول مخرج يصرح على الملأ بأنه يقدم روحه و كل ما يملك من اجل العدو الإسرائيلي. بينما أمر وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور_ليبرمان اذاعة الجيش الاسرائيلي بمنع بث اغاني شاعر اسرائيلي معروف بعدما كتب قصيدة قارن فيها الفتاة الفلسطينية عهد التميمي التي تحاكم حاليا في محكمة عسكرية، بكل من جان دارك وآن فرانك.
للاطلاع اكثر على الموضوع و تسليط الضوء على تفاصيله قامت مراسلة وكالة مهر للأنباء، بحوار مع الصحفي اللبناني والباحث السياسي توفيق شومان. فيما يلي نص الحوار
س: ماهي اصداء السماح بعرض فيلم "ذا بوست" في لبنان؟
اليوم على سبيل المثال كان هناك وقفة احتجاجية في ترأسها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة السيد محمد رعد للتاكيد على ضرورة منع التطبيع مع العدو الإسرائيلي
المسألة على ما بات يعرف في لبنان تسللاً تطبيعياً ثقافياً على المستوى السياحي والثقافي وهي مسألة تتجاوز وتتعدى الابعاد الساسية وقبل فترة تم القاء القبض على ممثل مسرحي لبناني و لازال لغاية الان في السجن ومن الواضح ان العدو الإسرائيلي يسعى إلى فتح نوافذ للتطبيع معه وللعمالة معه من خلال طرق ومنافذ غير سياسية وغير امنية.
على ما يبدو أن العدو الإسرائيلي في المرحلة المقبلة قادمة على تطبيع اوتجنيد اشخاص او ممثلين او فنانين لهذه الطريقة لذلك هنا بات الربط بين اعتقال الممثل "عيتاني" والتطبيع وفيلم "ذا بوست" بمعنى ان هناك مسعى اسرائيلي وهدف واستراتيجية اسرائيلية للتطبيع الثقافي والفني بحيث ان هذين المجالين يمكن الا يشكلا شبهات وحقيقة ان هذه هي المرة الاولى التي يجري فيها العدو الصهيوني العمل على هذه.
س: كيف ترى مستوى ممارسة الرقابة على الافلام في لبنان؟ هناك جهات تشكو من عدم رعاية المعايير الاخلاقية في الافلام.
في الحقيقة هذه اشكالية كبرى في لبنان لما له علاقة بالمستوى الرقابي. هذه الاشكالية قائمة على مستويين المستوى الاول تقريب الانتاج الفني العالمي على مستوى الفيلم يأتي من هولييود وبالتالي من الولايات المتحدة الأمريكية واللوبيات الصهيونية، واللوبي اليهودي المرتبة الأولى في صناعة الفن الأمريكي.
اللبنانيون وفق هذه لاشكالية انقسموا إلى طرفين طالما ان في هولييود الانتاج الاساسي انتاج صهيوني او على الاقل بعلاقة ما مع اللوبي الصهيوني اما ان تكون المقاطعة لهولييود او انوع معينة من الرقابة لذلك هذا الجدال لازال قائما في لبنان.
س: في حال تم عرض الفيلم هل من شأنه اثارة ضجة في لبنان ام أن صوت المواطن العربي بات ركيكا بعد ربيع اصفر شهدناه في السنوات الماضية في المنطقة؟
في الحقيقة هناك شريحتان في لبنان: الشريحة الأولى التي تنتمي إلى محور المقاومة فهي على الأقل صرخت داخل مجلس الوزراء برأيها وحاولت منع الفيلم هناك شريحة اخرى ولا أظن انها بهذا المستوى من الهواجس والمخاوف وربما قد لا تنظر إلى الامر بالمنظور الخطير الذي ينظر اليه رافضو هذه القضية.
في الواقع هناك انقسام ولكن اعتقد ان رفع الصوت هذه المرة باتجاه بعض المخرجين المتعاملين مع العدو الإسرائيلي والذين يدفعون اموالاً لإسرائيل ويدفعون تبرعات لإسرائيل. اعتقد ان المرحلة المقبلة ستكون على مستوى الرقابة اللبنانية وعلى المستوى الشعبي اكثر فعالية واكثر حذراً.
انا اعتقد انه كان بالامكان تحاشي ومنع الفيلم لان منع الفيلم لا يترتب بأي خطورة على لبنان وكان بامكان وزير الداخلية ووزير الاعلام اتخاذ مثل هذا القرار وبذلك منع التطبيع مع العدو الإسرائيلي ووضع معايير محددة لعرض افلام السينمائية التي تنتجها هوليوود اظن هذه المرة ربما مرت الامور ولكن في المرات او المحاولات الاخرى اعتقد انه لن تكون بهذا الاسلوب على ما اعتقد انه سيكون فيما بعد محددات واضحة لمراقبة الانتاج على المستوى المالي ومحتوىالمادة التي تصنعها الولايات المتحدة الامريكية
س: هل تتوقع ان يلتزم لبنان بالقانون الذي يدرج المخرج ستيفن سبيلبرغ، على اللائحة السوداء لمقاطعة إسرائيل التي قررها مكتب المقاطعة التابع لجامعة الدول العربية؟
نعم انا اعتقد ان بهذه المسألة من الان فصاعداً سيكون هناك نقاش اوسع حول ما له علاقة بالتطبيع الفني او الثقافي مع العدو الإسرائيلي او ما له علاقة بالمجال السياحي واعتقد ان الامر لن يقتصر على ما تنتجه هوليوود لان هناك فنانون عالميون من مختلف الجنسيات الغربية بالتحديد موالين للعدو لإسرائيلي بالتالي يقدمون تبرعات مالية للاسرائيلي واعتقد ان النقاش سيرتفع في المرحلة المقبلة الى هذا المستوى ان كل فنان مهما كان مستواه ونوع الفن الذي يقدمه او كان ممثل او مخرج ومعروف تعامله مع العدو الإسرائيلي سوف يتم تحديد هذه الفئة على المستوى اللبناني وبالتالي الالتزام في المقاطعة العربية للعدو الإسرائيلي حيث هناك قانون في لبنان واضح مجرد التواصل او التطبيع مع العدو الإسرائيلي جرم يحاسب عليه القانون.
س: بما تفسر اصوات في لبنان تنادي بانه لا ضرر من عرض الفيلم وان كان مخرجه داعما لاسرائيل متناسين مآسي حرب 2006؟
المسألة تتفرع إلى فرعين الاول بعض الفئات اللبنانية ربما مستوى الموقف العدائي من العدو الصهيوني لا يهمها اما المستوى الثاني شريحة تعتبر ان هؤلاء اجانب وبالتالي القانون اللبناني لا ينطبق عليهم. بالطبع هذه الشريحة تبرر بتبريرات غير منطقية وغير طبيعية. هذان هما المبرران الأساسيان لهما. ولكن اعتقد انه مجرد ان دق ناقوس الخطر باتجاه التطبيع اعتقد ان مساحة هؤلاء مع الايام سوف تتقلص او على الاقل لا ترتفع بالاخير لان هناك عدو اسرئيلي يجب مقاطعته بكافة الاشكال الامنية الفنية السياسية الاقتصادية والتجارية وحتى السلمية.
لبنان اليوم منقسم الى فريقين فريق يعتبر ان الاولوية له محلية وبالتالي عربية وبالتالي يجب ان يكون هناك نوع من العلاقات مع الغرب بالتحديد وبالتالي ينظر الى اسرائيل باعتبارها لا تشكل خطرا محدقا وهذا خطأ بطيبعة الحال اما الفريق الثاني وهو الفريق المناهض للتطبيع او التواصل مع العدو الصهيوني واعتقد انه ستكون النتيجة ايجابية وهذا مؤشر ايجابي لمنع اتساع مساحة لتواصل والتطبيع الفني او التعاطي مع العدو الإسرائيلي./ انتهى/