وكالة مهر للأنباء، _ المحلل السياسي "ناجي غانم"، ترامب المولع بالتغريد عبر موقع تويتر كتب عبر حسابه الشخصي يقول لقد إرتكبت الولايات المتحدة حماقة بمنحها 33 مليار دولار لباكستان خلال أكثر من 15 سنة مضت، ولم تمنحنا (إسلام أباد) بالمقابل سوى الأكاذيب والخداع، وظنت أن قادتنا سفهاء.
الهجمة الإعلامية التي شنتها الولايات المتحدة على باكستان تزامنت مع الإعلان عن استراتيجة الأمن القومي الأمريكية الجديدة، والتي تحث إسلام أباد على إتخاذ إجراءات ضد "الملاذات الآمنة للإرهابيين" في البلاد.
إلا أن باكستان لم تقف مكتوفة الأيدي بل دافعت عن موقفها بهذا الخصوص معتبرة إن الأموال التي قدمتها الولايات المتحدة لها طيلة السنوات الـ 15 الماضية، لم تكن عملاً خيرياً، بل كانت لقاء خدمات معينة دون أن تشير إلى طبيعة هذه الخدمات.
إلا أن وزير الخارجية الباكستاني، "خواجة محمد آصف" كشف عن فحوى هذه الخدمات بالقول إن الجيش الأمريكي إستخدم الأراضي الباكستانية لخدمة مصالح واشنطن في أفغانستان.كما وجه أيضاً صفعة قوية للحليف الأمريكي عندما قال أن على واشنطن ألا تستخدم باكستان كبش فداء لفشل الجيش الأمريكي في الحرب في أفغانستان.
وبغض النظر عن الأسباب التي دفعت ترامب وإدارته إلى توجيه الإتهامات علنية لأقرب حلفائها في المنطقة إلا أن حرب الإتهامات والإتهامات المضادة التي خرجت إلى العلن بين واشنطن وإسلام أباد وتراجعت بسببها العلاقات بينهما إلى أدنى مستوياتها تكشف بوضوح عن مستوى تورط الطرفين في دعم ومساندة المجموعات الإرهابية التي يدعون محاربته.
فليس خافياً على أحد الدور الذي قامت به الولايات المتحدة في إنشاء الجماعات الإرهابية في المنطقة عموماً وفي أفغانستان بشكل خاص وتقديم الدعم والمساندة لها سواء بشكل مباشرة أو عبر حلفاؤها في المنطقة من أمثال تركيا والسعودية وتاريخ نشأة وتطور تنظيم القاعدة خير دليل على ذلك.
وبالنسبة لباكستان فليس خافياً على أحد أيضاً دور أجهزة المخابرات الباكستانية في إنشاء ورعاية حركة طالبان التي حكمت أفغانستان لعدة سنوات وإنهارت بعد ذلك بعد اجتياح القوات الأمريكية للبلاد فلجأت إلى ممارسة عمليات إستنزاف وحرب عصابات ضد الجيش الحكومي الأفغاني والقواعد العسكرية الأمريكية.
لكن؛ يبدو إن التهديدات الأمريكية أتت اُكلها مع باكستان ودفعتها إلى اتخاذ تدابير تتعلق بما تسميه عملية مكافحة الإرهاب خاصة مع احتمال أن تتخذ السلطات الأمريكية قرارا بشأن المساعدات المالية التي تقدمها لإسلام أباد.
فقد قامت السلطات الباكستانية بإغلاق نحو 2500 مدرسة دينية تروج الفكر الوهابي التكفيري المدعوم سعودياً في مختلف أنحاء البلاد ضمن تنفيذ خطة العمل الوطني التي أعلنتها رئاسة الوزراء الباكستانية وبحسب ما كشفت عنه وثائق لوزارة الداخلية الباكستانية. كما أعلنت إسلام أباد عن إتخاذ إجراءات أمنية على حدودها مع أفغانستان لمنع تسلل المسلحين ووصول الدعم العسكري إلى الجماعات المسلحة هناك.
لكن السؤال المطروح هو هل إن مثل هذه الإجراءات الباكستانية ستسهم في عملية اجتثاث الإرهاب في باكستان وأفغانستان أم إن ما قامت به سلطات إسلام أباد لم تكن سوى إجراءات رمزية لا تسمن ولا تغني من جوع.
المعلومات المتوفرة عن عدد المدارس الدينية الممولة من قبل التيارات التكفيرية والوهابية السعودية والتي لا تزال تواصل نشاطها في باكستان تشير إلى أن عدد هذه المدارس تتجاوز الـ 12 ألف مدرسة فيما الحدود الباكستانية الأفغانية تمتد إلى 2640 كلم ولا تزال أجزاء منها غير مرسمة بصورة نهائية أو متداخلة ببعضها البعض وبالتالي يصعب على أي جيش في المنطقة أن يسيطر عليها تماماً./انتهى/