وكالة مهر للأنباء - سمر رضوان: يوجد مساران لحل الأزمة السورية سياسياً، مسار جنيف ومسار استانا وسوتشي، ومن المفترض أن يكون المسيران متكاملان ومتناغمان لحل الأزمة السورية، لكن الواقع يشير إلى أنهما متصارعان ويسيران في خطّين متوازيين لا يمكن أن يلتقيا مهما امتدّا.
حول المؤتمر الوطني للحوار السوري في سوتشي والوثيقة المصاغة لتعديل الدستور السوري، تقول عضو مجلس الشعب، الأستاذة منال الشيخ أمين في حديث خاص لوكالة مهر للأنباء:
إن مسار جنيف الذي تقوده واشنطن والدول المشاركة في سفك الدم السوري هدفه إطالة زمن الأزمة في سوريا حتى حصول واشنطن على مبتغاها من تقاسم الكعكة السورية، إلا أنّ مسار أستانا_ سوتشي الذي تقوده روسيا هدفه جمع السوريين على طاولة مستديرة، وإقرار مستقبلهم بنفسهم، أي مساعدة السوريين على الاتفاق على الحل الملائم للازمة بحوار سوري_ سوري.
وتضيف النائب الشيخ أمين أن الصراع بين المساريين سيؤدي في النهاية إلى إنهاء مسار جنيف المشبوه وهذا ما صرح به الجعفري في نهاية مؤتمر جنيف التاسع عندما علق على الوثيقة المسربة من قبل واشنطن، حيث قال: " لقد تصرّف واضعو هذه الورقة غير الرسمية من خلال اللغة التي صاغوا بها ورقتهم تلك بطريقة غير مسؤولة، صوّرت العملية السياسية في جنيف كما لو أنها ماتت، واضعو هذه الورقة غير الرسمية يحاولون من دون قائد إعطاء الانطباع بأنهم يحاولون إحياء العملية السياسية في جنيف، هم يقتلونها ويمشون في جنازتها كما يقول المَثَل".
وتتابع باقتباس حول موقف بعض المسؤولين في إيران من الوثيقة منهم محمد جواد ظريف الذي قال: "ليس بإمكان أمريكا والسعودية تغيير الواقع الموجود في المنطقة"، وقول شمخاني: " سياسات دول كالسعودية والإمارات مليئة بالأخطاء الاستراتيجية والتكتيكية، أما الخارجية الروسية فقد ذكرت "تصرفات التحالف الدولي بقيادة واشنطن تشير إلى أنّ الغرب غير معني بوحدة وسلامة الأراضي السورية".
من هذا المنطلق تقول النائب الشيخ أمين إنه لا يوجد شيء على الأرض تعول عليه واشنطن حتى تطرح هكذا وثيقة فالورقة الكردية تحرق على يد حليفها أردوغان الذي شعر بالخطر وعدم الاطمئنان للأمريكيين وإن مشروع التقسيم سيطال بلاده إذا لم يتحرك للقضاء على الحلم الكردي ببناء دولة كردية محاذية لبلاده، وورقة ما تبقّى من إرهابيي النصرة تحرق على يد الجيش العربي السوري والحلفاء في إدلب والغوطة الشرقية.
وتشير النائب السورية إلى أنّ هذه الوثيقة لها هدف واحد وهو إحباط الحوار السوري في سوتشي المقرر عقده في 29 و30 من هذا الشهر، والدليل على ذلك تصريحات يحيى العريضي الناطق باسم معارضة السعودية "الهيئة العليا للتفاوض" بعدم حضور مؤتمر سوتشي وتصريحات المسلحين في الغوطة الشرقية بعدم الاعتراف بالهدنة التي رعتها روسيا، إضافة إلى تصريحات الخارجية الأمريكية أن المسار الأساسي للحل هو مسار جنيف والتقليل من أهمية مسار سوتشي، معتبرة أن كل هذه التصريحات هي مؤشرات دامغة على تقويض وإفشال مؤتمر سوتشي.
وتعتبر النائب الشيخ أمين أن ما جاء في الوثيقة عن التقسيم وتقويض سلطات الرئيس والانتخابات وإلى ما هنالك، مدعاة للسخرية والضعف الواضح في السياسة الأمريكية والبعد عن الواقع، والحقيقة الدامغة أنّ من يسيطر على الموقف على الأرض هم رجال الجيش العربي السوري والحلفاء.
وتكمل أنّ القيادة الروسية ستعقد المؤتمر في موعده المحدد ولن تكترث للأوهام الأمريكية، وبحضور 1600 شخص يمثّلون كل أطياف المجتمع المدني السوري ومن ضمنهم الأكراد.
وتختم النائب الشيخ أمين بالقول: إن حلف واشنطن المجرد من أي أوراق تفاوضية وعلى الأرض يراهن على الوهم والعجز وإن الجيش العربي السوري والحلفاء هم من سيرسمون مستقبل سوريا والشرق الأوسط. /انتهى/