وأفادت وكالة مهر للأنباء أن العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وبريطانيا شهدت تقلبات عديدة وخاصة بعد انتصار الثورة الاسلامية (1979 ميلاديا) والتي ابتدأت بالهجوم الارهابي على السفارة الايرانية في لندن وتجميد جميع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام ذاته ، ودعم بريطانيا للدكتاتور العراقي السابق "صدام حسين" خلال الحرب الايرانية-العراقية ، ومرورا بعدم قبول السفير البريطاني دايفيد رادفي باتهام مشاركته في مخططات تجسسية وانخفاض العلاقات الثنائية بسبب العقوبات الجديدة التي فرضتها بريطانيا على ايران في نوفمبر 2011 ووصولا الى اقتحام الطلاب الإيرانيين الغاضبين ، مبنى السفارة البريطانية في طهران وإغلاق لندن سفارتها في طهران وكل هذه الاحداث تروي تاريخ العلاقات بين إيران وبريطانيا.
وفي هذا السياق قامت وكالة مهر للأنباء باجراء حوار مع السفير البريطاني في طهران نيكولاس هابتون لبحث اهم التحديات التي شهدتها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في السنوات الأخيرة.
هناك تقدم في العلاقات بين ايران وبريطانيا بعد فتح السفارة في طهران
وتطرق هابتون في حديثه لوكالة مهر للأنباء الى اعادة فتح السفارة البريطانية في طهران عام 2015 مشيرا الى انه "بعد ان قمنا باعادة فتح سفارتنا في طهران قبل سنتين ونصف تقريبا في اغسطس / اب 2015، حققنا تقدما جيدا في العلاقات الثنائية . لاشك ان الاتفاق النووي كان خطوة مهمة نجحنا على اساسها في استئناف تعاطينا مع ايران وخلال هذه الفترة اعدنا فتح السفارة البريطانية في طهران بشكل كامل ووسعنا علاقاتنا عن طريق التعاون القريب مع الحكومة الايرانية والقطاع التجاري".
واعتبر هابتون "ان ماتحقق في هذا المجال كان ايجابيا واننا نخطو في الطريق الصحيح. ومن الطبيعي ان هناك قضايا كثيرة ينبغي ان نتعاون على حلها من اجل التقدم الى الامام. فعندما تعود العلاقات بعد سنوات من القطيعة فلابد ان تواجه بعض التحديات ، لكن التحرك يسير في الاتجاه الصحيح" .
وعن العقبات الرئيسية وراء النسبة غير المرضية من حجم التعاون بين إيران وإنجلترا بالمقارنة مع المنافسين الأوروبيين مثل فرنسا وألمانيا، لفت الى انه " لابد من ملاحظة ان لندن لم تكن لها سفارة في ايران لمدة اربع سنوات في حين ان بعض شركائنا الاوروبيين كان لهم حضور في ايران حتى في فترة الحظر وصعوبة التعامل التجاري . ومن هنا ارى اننا حققنا تقدما جيدا في الجانب التجاري خلال العامين الماضيين بعد عودتنا الى ايران ، وتشير الاحصائيات في هذا المجال الى ان مؤشر التعاون التجاري مع ايران مقبول ويتطور وبين عامي 2016 و 2017، ارتفع مستوى التجارة بنحو 60٪ ، وفي رأيي سيتسارع في المستقبل" ، متابعا " ان هذا التعاون لايسير بالسرعة التي نرغب بها ولكنني ارى ان الشركات التجارية البريطانية وخاصة الشركات الكبيرة بدأت التعاون مع ايران ووقعت اتفاقيات في هذا المجال وهذه الاتفاقيات تعد ايجابية لايران وبريطانيا".
بريطانيا تتعهد بالالتزام بالاتفاق النووي
وفي معرض رده على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول الاتفاق النووي قال " اننا لا نتحدث عن اتفاق جديد ونحن ملتزمون التزاما كاملا بالاتفاق النووي ونعتقد أن الاتفاق النووي مسألة منفصلة ومختلفة عن هجمات الصواريخ الحوثية في اليمن، وهي الآن قيد نظر الولايات المتحدة وفي رأينا أن الحل الوحيد المتاح لليمن هو الحل السياسي " موضحا ان "هذه القضايا لا ترتبط بالاتفاق النووي، كما أنه لا يمكن تجاهلها ونحن نتحدث مع الشركاء الإيرانيين ونواصل الإعراب عن مخاوفنا بشأن برنامج ايران الصاروخي وملفات الشان اليمني والسوري".
ما يحدث في اليمن كارثة إنسانية بكل المعايير
وفي ما يتعلق بصفقات السلاح التي تقوم بها بريطانيا مع الجانب السعودي واستخدام هذه الأسلحة في الحرب ضد اليمن قال السفير البريطاني" نحن لا نتفق معكم في وصف تعامل بريطانيا مع هذه القضية بالازدواجية والكيل بمكيالين، ان المملكة البريطانية تحترم بشكل كامل المواثيق والقوانين الدولية، وان حكومة بلادي تسعى للتوصل الى حل هذا الصراع القائم في اليمن وما حدث في اليمن هو كارثة وراح ضحيتها أبناء الشعب اليمني، ان اليمنيين يعانون من الأمراض والأوبئة وهذه كارثة بكل المعايير".
وأكد السفير ان بريطانيا على تواصل مع طرفي الصراع وهي تسعى لايجاد حلول لهذه الازمة، منوها الىوجود علاقات وطيدة مع دول الخليج الفارسي ووجود تعاون في كثير من المجالات بما فيها المجالات الأمنية.
الحل في اليمن يتمثل في الحل السياسي حصرا
وشدد على ضرورة أن لا يقوم " الحوثيون" بأفعال استفزازية مثل اطلاق الصواريخ على السعودية،مضيفا " صحيح أن هناك اتفاقيات بين بريطانيا ودول الخليج الفارسي في ما يتعلق ببيع السلاح لكن بريطانيا تحتاط كثيرا في هذا الخصوص وذلك لكي نعرف ان يتم استخدام هذه الأسلحة البريطانية".
وقال السفير البريطاني في طهران ، نيكولاس هابتون ان بريطانيا لا ترى حلا عسكريا للازمة اليمنية وان التاريخ أثبت ان لا قوة أجنبية استطاعت فرض سيطرتها على اليمن باستخدام الأدوات العسكرية، مؤكدا ان الحل في اليمن يتمثل في الخيار السياسي تحت سقف الأمم المتحدة./انتهى/