وأفادت وكالة مهر للأنباء أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أجرى مقابلة صحفية مع وكالة اسبوتنيك الروسية تطرق الى عدة قضايا.
وإلى نص المقابلة كاملا
سبوتنيك: أعلنتم خلال مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية أن إيران سترد على انتهاك الاتفاق النووي. وما رؤيتكم لما يجري حول الاتفاق النووي حالياً. وهل ترون إمكانية تأييد الأوروبيين لرغبة الولايات المتحدة الأمريكية في فسخ الاتفاق؟
محمد جواد ظريف: اليوم ينظر المجتمع الدولي كله، بالأخص الأمريكيون، باستثناء حكومة ترامب وإسرائيل ودولتين أو ثلاث من دول الشرق الأوسط، إلى الاتفاق النووي بأنه اتفاق دولي وليس اتفاقا ثنائيا بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية. وتغيير الاتفاق الدولي من قبل أحد أطرافه لا يجوز. فإذا أصبح هذا شائعا في العالم فسوف يكون التوصل إلى أي اتفاق أمرا صعبا جدا. ذلك أن الدول التي وقعت الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية سترى عندما تتغير الحكومة الأمريكية أنه من الضروري معاودة مناقشة الاتفاق وتغييره.
في الحقيقة فإن ما يجري الآن حول الاتفاق النووي يخص النظام العالمي، فمن المستحيل التوصل إلى أي اتفاق دولي عندما تتجاهل دولة ما حتى لو كانت الدولة العظمى التزاماتها وتفسخ الاتفاق.
وترى بلدان العالم اليوم لها مصلحة في حل المشاكل التي تواجه المجتمع الدولي. لذا فلا تؤيد بلدان العالم موقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الاتفاق النووي بل على العكس ترفض هذا الموقف. ومن الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية ستفرض عزلة على نفسها وتغدو دولة منبوذة دولياً إذا قررت الانسحاب من الاتفاق النووي أو فسخه من جانب واحد.
نعتبر هذا مبدأ ثابتاً، لكن علينا أن نرى كيف سيقاوم الأوروبيون الذين يقولون خلال المحادثات إنهم سيقومون بالخطوات الضرورية (للمحافظة على الاتفاق النووي — سبوتنيك) وإنهم لن يوافقوا في حال من الأحوال على إعادة النظر في الاتفاق المبرم. هذا أولاً.
ثانياً، ندعو الأوروبيون إلى المحافظة على مصالحهم والاحتفاظ بالاتفاقات المحققة. وعلينا أن نرى ماذا سيفعل الأوروبيون وإلى أي مدى يبدون إرادتهم السياسية.
سبوتنيك: أعلنت إيران عن وجود سيناريوهات من الممكن تنفيذها في حال فسخت الولايات المتحدة الأمريكية الاتفاق من جانب واحد. وماذا ستكون ردود فعل طهران عندئذ؟
محمد جواد ظريف: لا نريد بالطبع أن نخيف أحداً، لكننا نريد أن يحكم الجميع العقل ويتخذوا قرارات مدروسة. للأسف، لم تتمسك الولايات المتحدة الأمريكية في يوم من الأيام بالتزاماتها الناشئة من الاتفاق، لكن إيران احتاطت لاحتمال فسخ الاتفاق من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، فوضعت عددا من الإجراءات التي لن ترضي الأمريكيين. وأن تنفذ إيران هذا السيناريو أو ذاك فهذا مرهون بحكمة السلطات الأمريكية التي يجب أن تحكم العقل. وأود أن أقول إنه من المفروض أن يخاف المتعقلون من هذه الإجراءات.
سبوتنيك: أعلن قادة الأجهزة الاستخبارية والأمنية التابعة للقوات البرية الأمريكية أخيرا عن بدء العمل على إنشاء برنامج لمتابعة أخبار روسيا وإيران وكوريا الشمالية على مواقع التواصل الاجتماعي والتأثير على مستخدميها. وما رأيكم في هذا وأنتم واحد من مستخدمي "تويتر" و"انستقرام" الناشطين؟ وهل ستتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من التأثير على مستخدمي الإنترنت الإيرانيين؟
محمد جواد ظريف: تحرص الولايات المتحدة الأمريكية دائما على استغلال التقدم التقني لتحقيق سياستها الهدّامة. ولا تُستثنى هذه الحالة من ذلك، لكن لا بد من التنبيه هنا إلى ضرورة ترشيد استخدام شبكة الإنترنت التي هيأت فرصة لكسر الاحتكار في مجال المعلومات. والحاصل اليوم هو أن إمبراطوريات الإعلام التي يسيطر على غالبيتها الغرب والصهاينة تنهار بسبب توسع مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن جهتها تحاول الولايات المتحدة الأمريكية استعادة الاحتكار المفقود باستخدام شتى وسائل التأثير. لذلك من الهام بمكان أن ينتهز مستخدمو الإنترنت وحكومات بلداننا هذه الفرصة بصورة علنية.
في الحقيقة فإنها فرصة جيدة لأن مواقع التواصل الاجتماعي تمكنت من كسر احتكار وسائل الإعلام الغربية والصهاينة. وعلينا أن نستفيد من ذلك على أفضل نحو متطلعين إلى المستقبل.
سبوتنيك: ختاما، هل تقرأون وسائل الإعلام الروسية وخاصة "سبوتنيك"؟
محمد جواد ظريف: نعم، بقدر الإمكان إذ أنني لا أعرف اللغة الروسية، وأتلقى المعلومات من بعض وسائل الإعلام الروسية والزملاء الذين يعرفون الروسية. ولأن سبوتنيك تنشر باللغة الفارسية أيضا فإنني أقرأها دائما./انتهى/
المصدر: سبوتنيك