يخطأ من يتصور إن الصراع بين الجمهورية الإسلامية في إيران والولايات المتحدة قائم على المصالح البحتة والبعيدة عن القيم والمبادئ وإن هذا الصراع يمكن أن ينتهي في أي لحظة وتعود العلاقات بين طهران وواشنطن إلى سابق عهدها وإلى فترة ما قبل إنتصار الثورة الإسلامية.

وكالة مهر للأنباء ـــ مالك عساف : إيران أكدت مراراً إن صراعها مع الولايات المتحدة هو صراع إرادات وإيدلوجيات ومبادئ وقيم لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها مهما كان حجم الضغوط والتهديدات والحصار الذي تتعرض له إيران في هذا السبيل.

وخلال السنوات الماضية من عمر الثورة الإسلامية كانت الكفة دوماً في هذا الصراع تميل لصالح الجمهورية الإسلامية وتتكسر على صخرة صمود الشعب الإيراني كل المؤامرات والدسائس التي تحيكها الولايات المتحدة وربيبها الكيان الصهيونية وحلفاؤها من الرجعية العربية.

وقد حاولت واشنطن في الآونة الأخيرة تغيير أسلوبها العدائي إزاء إيران من خلال اللعب على الوتر الداخلي الحساس واستغلال أعمال الشغب والإضطرابات التي اندلعت مؤخرا في إيران، وما تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران وتغريداته النارية وزعمه بدعم المتظاهرين المطالبين بحقوقهم حسب قوله إلا دليل واضح على محاولة الأمريكان إثارة الشغب والنزاعات في الداخل الإيراني لمحاولة تفتيت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد كشفت عدة صحف أمريكية عن قيام وكالة الاستخبارات الأمريكية السي أي أيه بإنشاء غرفة عمليات كبيرة وتعيين ضابط مخضرم للتآمر على إيران مشيرة إلى أن غرفة العمليات هذه ومقرها في محافظة أربيل شمال العراق استهدفت بالدرجة الأولى إدارة الاضطرابات في المدن الإيرانية.

لكن ما حصل هو إن إيران تمكنت بحكمتها المعهودة من احتواء أعمال الشغب والإضطرابات فيما أكد الشعب الإيراني موقفه القاطع والحازم من هذه الأعمال التي لا تمت إلى المطالب الشعبية المحقة والمشروعة بأي صلة معلناً رفضه لمثيري الشغب وداعميهم الإقليميين والدوليين.

إن إخماد الإضطرابات وأعمال الشغب الأخيرة في إيران مثلت هزيمة أخرى للمؤامرات التي تحيكها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة لتضاف إلى هزائمهم السابقة التي شهدها عمر الثورة الإسلامية المبارك، ومن هنا فقد اعتبر قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي أن هزيمة أمريكا في المنطقة هي من معجزات الثورة الإسلامية مشيراً إلى إنه وبعد  مرور كل هذه السنوات من عمر الثورة الإسلامية فإن الشباب الثوري متواجدون في الساحات والميادين المختلفة وقادرون على التأثير في المنطقة، وهو ما يمثل معجزة من معجزات الثورة الاسلامية.

إذن وعلى الرغم من كل العقبات والمصاعب والمؤامرات التي حاكتها امريكا وحلفاؤها منذ بداية الثورة الإسلامية حتى الآن فقد ازدادت الثورة قوة وتماسكا وأكثر قوة على المواجهة والعطاء.

فمن بركات الثورة الإسلامية أنها وفرت الفرصة لخلق وإنتاج قوة إسلامية على صعيد الساحة الدولية، ومواجهة القوى الاستعمارية كما تمكنت من قلب المعادلات وإلحاق الهزيمة بالقوى العالمية، واستطاعت أن تعزز مكانتها وتؤثر على المستجدات والتطورات الإقليمية والعالمية، وتمكنت بانتصارها على قوى الشر أن تلهم الأمم الاخرى لتنتشل نفسها من العذاب والظلم وتصل إلى الحرية والعدالة.