وكالة مهر للأنباء ـــ الدكتور راشد الراشد: المحطة الأولى: رغم ما قام به من دور كبير في مسيرتنا النضالية إلا أنه ابتعد عن الأضواء وبريق الشهرة الذي كان يجيد صناعته بتفوق وإقتدار.. فقد كان إعلاميا لم يوظف وميض وبريق الإعلام وأدواته للبروز الشخصي أو لتحقيق الشهرة وإنما كان يقوم برسالة تتجاوز الأنا التي سحقت هامات الكثيرين.. كان يحمل كإعلامي آلامنا وأوجاعنا كشعب وأمة ووطن ليوصلها للعالم رغم شدة مرضه وآلامه وأوجاعه الشخصية.. التي لم تمنعه من وصل الليل بالنهار من أجل قيمة الوطن والناس.. وهي القيم التي عاشت بين ضلوعه وصدره كقلبه ووجدانه..
المحطة الثانية: كان عطاؤه بلا حدود ودون ترقب جزاء أو شكر من أحد.. لا يستنكف من مد يد العون والمساعدة حتى لمن تطاولت ألسنتهم عليه وهو يسدي اليهم الخدمة تلو الخدمة بلا تلكؤ أو ملل.. فلم تمنعه غلظة البعض وقسوتهم من التقصير في مد يد العون لهم كلما عرف بأنهم بحاجة إلى مساعدته.. لم يتوقف ولم يتردد ولم يفكر يوما بالرد على من تطاولوا عليه أو حتى شتموه أن يوجد المبرر او الفرصة للإعتذار او للهروب من تحمل المهام الصعبة التي كان مؤمنا بها.. حقا لله درك يا من لم تغب عنا لحظة..
المحطة الثالثة: تصدى وتحمل المسؤولية القيادية في ظرف يعرف الجميع مدى قسوته وصعوبته ولكنه كان الرجل القائد ليس في المكان المناسب وإنما في الوقت الذي كان الوطن وكنا بأمس الحاجة إليه..
تحدى كل صعوبة وأثبت أنه بمستوى التحدي المفروض ونجح بتفوق وإقتدار أن يصنع الفرق في مسيرتنا نحو الحرية والكرامة..
كان يصنع الفرق بهدوء وعزيمة القادة الكبار ، لم يحدث الضجيج لتضخيم الأنا أو الإستعراض..
كثير من القريبين ربما لم يكونوا يعلموا حجم "القائد" الذي يأكلون معه من طبق واحد..
ذلك هو الرجل الذي فقدته مسيرة الحرية والكرامة وهو القائد الذي نعاه الوطن وجموع الأحرار الشرفاء الذين تخرجوا من ميدان عطائه وساحة تميزه..إنه القائد السيد علي الموسوي "أبو هادي".
لله درك.. والسلام عليك يوم ولدت ويوم حملت راية الجهاد والعمل ويوم تبعث حيا..