اكد الخبير الامني العراقي الدكتور محمد الجزائري ، ان الاميركان متخوفون من المرحلة المقبلة، ولاسيما انهم قد خسروا الرهان في معارك الحرب ضد تنظيم داعش الاجرامي، عندما أرادوا تقسيم العراق .

واشار في حديث لصحيفة "المراقب العراقي" شبه اليومية الي 'ان وصول الكتل السياسية المنبثقة عن الحشد الشعبي يشكل حجراً عاثراً أمام الطموحات الامريكية، لذلك تعمل واشنطن علي تحييدهم قدر المستطاع بأساليب وطرق مختلفة'، مضيفا 'ما تحقق علي الأرض من انتصارات لابناء المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي، تسعي واشنطن لتقليل حظوظه في الانتخابات المقبلة، وان ضعف الاداء الحكومي التنفيذي، فسح المجال أمام التدخلات الأميركية منذ المعركة ضد تنظيم داعش الارهابي، عندما كان الاميركان يمولون ذلك التنظيم بالسلاح، ويوفرون الغطاء الجوي له، واستمر الي اليوم للتدخل في العملية الانتخابية، وان الكثير من القوائم السياسية والكتل ليس لها حظوظ في الانتخابات المقبلة، لكنها منسجمة مع الارادة الأمريكية، لذلك تسعي واشنطن لأجل ايصالها الي سدة الحكم مجددا' .
واضاف الدكتور الجزائري، قائلا 'ان الحديث الأميركي عن حماية الانتخابات أو فرض المستشارين في المفوضية هو محاولة لجس نبض الشارع العراقي، ومعرفة ردود الفعل، وان واشنطن ترغب بفرض نفسها بكل التفاصيل، على حكومات الشرق الأوسط ومن ضمنها العراق'، مؤكدا 'ان الوضع الحالي لا يستدعي وجود الأميركان علي الارض، لاسيما في تلك التوقيتات المهمة التي تسبق الانتخابات البرلمانية، علما ان بعض الأطراف السياسية التي دعت الي تأجيل الانتخابات، كانت دعواتها بدفع من واشنطن لمخاوفها المتزايدة من صعود نجم كتل المقاومة شعبياً' .
الي ذلك، كان قائد معسكر 'فورت دروم' الامريكي، الذي يضم مقر الفرقة الجبلية العاشرة، الجنرال والتر اي بيات، قد اعرب لوسائل اعلام اميركية مؤخرا، عن استعداد الفرقة الجبلية الأميركية العاشرة التوجه إلي العراق للمشاركة بتأمين الانتخابات البرلمانية .
واطلقت الولايات المتحدة الاميركية خلال الشهور القلائل الماضية، اشارات واضحة عن نيتها، تعزيز وجودها العسكري في العراق لامد طويل، تحت حجة استمرار تهديدات تنظيم داعش الارهابي، وعدم زوال خطره عن العراق، في الوقت الذي اعلنت اغلب القوي والكيانات السياسية والاوساط الشعبية العراقية عن رفضها القاطع للتواجد العسكري في البلاد، معتبرة ان مجمل المشاكل والازمات التي حصلت في العراق خلال الاعوام الخمسة عشر الماضية، كانت بسبب السياسات والسلوكيات الاميركية التي كانت تنطلق من زاوية الحسابات والمصالح الخاصة لواشنطن، حتي وان كانت تبعاتها واثارها كارثية على الاخرين ./انتهى/