كشف عضو الهيئة التدريسية في جامعة الاديان والمذاهب الايرانية "حميدرضا شريعتمداري" ، خلال المؤتمر العلمي الدولي الرابع عشر حول دور الافكار الفلسفية في الحوار الثقافي الاسلامي عن أهم ميزات القرن الرابع الهجري فلسفيا.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن حميدرضا شريعتمداري أشار  خلال المؤتمر العلمي الدولي الرابع عشر حول دور الافكار الفلسفية في الحوار الثقافي الاسلامي في قاعة المؤتمرات ببيت الحكمة الذي انعقد في بغداد يوم الاربعاء، 21 فبراير / شباط الى انه "بعد أكثر من عشرة قرون تلت الفكر الفلسفي الإغريقي و الهيلينيستي نجد المفكرين المسلمين الذين تربوا و تعودوا على التفكير و الحوار على اساس التثقيف الإسلامي و التربية القرآنية يقبلون على الفلسفة في القرون الثالثة و الرابعة الهجریتين و هم يطبقون نفس التجربة الفلسفية العتيقة بِلغة الحوار و تبلغ هذه التجربة أوجها في القرن الرابع الهجري الذي كان متأثرا بعض الشىء بالنزعات الشيعية و الإيرانية التي كان يمثلها البویهيون في ظل الخلافة العباسية السُنّية العربية فكأن الأجواء كانت قدتوفرت و مهدت لمختلف انواع التبادل الثقافي منها التبادل الفكري العربي و الفارسي و لم تكن اللغة المفضلة إلا لغة الحوار الفلسفي ضمن الندوات الفلسفية الحرة و المحررة من أية قيود دينية أو طائفية أو قومية و عرقية".

وتابع قائلا : حاول هذه المقالة أن تقدم صورة واضحة عن هذه الندوات بمحاورها و وأساليبها و أعضائها لاسيما مجلس ابي سليمان السجستاني و مجلس ابن سعدان الوزير اللذين اتحفانا ببحوثهما القيمة و الخلابة ابوحيان التوحيدي و ذلک ضمن کتبه الرصينة سيما الإمتاع والمؤانسة و كتاب المقابسات.

هذا وذكر أنه من بين ميزات القرن الرابع الهجري، يمكن الإشارة إلى ١. التعددية الثقافية و المداراة الدينية و الطائفية؛  ٢. الاهتمام البالغ بالفلسفة ليست كنزعة كمالية و رواقية بل كحاجة ماسة كيانية و ليست كتقليد مدرسي بل كهمّ يعيشه المفكر؛ ٣. الانسنة المعتدلة المتمثلة في تكريم العقل و الاهتمام البالغ بعلوم الأوائل و العقيدة بوحدة النوع الإنساني.

ولفت عضو الهيئة التدريسية في جامعة الاديان والمذاهب الى انه الذين كانوا يحملون أعباء هذه الرسالة الفكرية لم ينحصروا في الفلاسفة الرسميين بل كان يعم أصحاب مختلف الفئات الفكرية و العلمية؛ مشيرا الى انه كانت بغداد العاصمة و المدن العامرة في ايران تحتضن مجالس علمية و حوارات فلسفية يديرها الوزراء أو مفكرون و في نفس الفترة ظهرت حركة إخوان الصفاء و خُلان الوفاء المتفانية في إصلاح المجتمع من خلال تثقيفهم على ما هو ملفق من الديانات المختلفة و الاتجاهات الفلسفيةالمتنوعة.