وفي حديث لقناة "الكوثر" الايرانية، قال شريعتمدار ان المستشارية تتواصل مع المسلمين والمسيحيين، وهذا التوجه يأتي في سياق الا تقتصر نشاطات المستشارية على جهة معينة او شريحة معينة.
واوضح انه قد تكون هناك بعض الاشكاليات التي تحصل وتقوم المستشارية الثقافية بعلاقاتها مع الطرفين الى حل هذه الاشكاليات ما يؤدي الى ايجاد حالة من الوفاق والتوافق بين مختلف الاطراف وهذا حصل عبر العلاقة المستمرة مع كل الاطراف التي يمكن التواصل معها بغض النظر عن الانتماءات الدينية والثقافية والمذهبية والسياسية لها.
واكد المستشار الثقافي الايراني في بيروت ان سياسات الجمهورية الاسلامية الايرانية سياسيات اسلامية واقليمية وعالمية، كما ان دور المستشاريات الثقافية هو التواصل الثقافي بين الدولة المستضيفة للمستشارية الثقافية وبين دولة الجمهورية الاسلامية والتواصل الحضاري والمعرفي والثقافي بين الشعبين وتعريف الشعوب على الثقافة والحضارة الايرانية.
وتابع: بالتأكيد لكل دولة سياساتها الخاصة لكن هذه السياسات ليست على حساب جهة دون أخرى او لصالح فئة دون أخرى، اساسا نحن نقوم بدور التواصل الثقافي، وتعريف الشعوب على الثقافة الايرانية وهي ثقافة اسلامية، وايجاد جسور للعلاقات الثقافية بين البلدين في مختلف المجالات العلمية والادبية وفي مجال الآداب والفنون ومجال الاعلام وفي كل المجالات التي قد ترتبط بالثقافة.
وبين ان هذه النشاطات وهذا التواصل الايراني مع الشعوب الاخرى يقوم ضمن اطار وثوابت السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية الا ان هذه الثوابت تدعم السياسات الاسلامية والاقليمية والعالمية لاسيما في الدفاع عن القضايا الاسلامية وعن قضايا الشعوب والمستضعفين في العالم.
وبشأن تقييمه عن فعاليات المستشارية الثقافية قال شريعتمدار: تقييم فعاليات المستشارية الثقافية في لبنان يجب ان يتحدث عنه الاخرون، نحن لايمكن ان لنا ان نتحدث عن نشاطاتنا ، لكن نحن وظفنا كل الطاقات الممكنة من اجل القيام بدورنا، نشاطاتنا تشمل التعاون الجامعي مشيرا الى حضور الجامعات الايرانية العاملة في لبنان.
وبشأن علاقة المستشاارية مع المطربين والفنانين والممثلين قال ان العلاقة مع كل الفنانيين والادباء والمثقفين هي علاقة عمل ضمن ضوابط عملنا وفي هذا المجال لافرق بين عالم الدين او المثقف او الاديب او الفنان او الشاعر المطرب حتى، في جميع الفنون حتى في مجال السينما والمسرح وفي الموسيقى وكذلك الفنون التشكيلية كان هناك وفود من ايران زارت لبنان ووفود من لبنان قامت بزيارة الى ايران "حتى اننا كنا مصرين على ان يكون هناك عمل إنشادي او موسيقي مشترك بين لبنان وايران".
ولفت الى البدء في هذا الاتجاه خلال مهرجان الفجر الدولي للمسرح حيث قام فنانون من لبنان بمجال المسرح بزيارة الى ايران، و"انا حضرت اكثر من أمسية موسيقية وحفلات موسيقية بالطبع ضمن الضوابط في لبنان".
ونوه الى ان فرق موسيقية جاءت من ايران الى لبنان في مختلف المناسبات واقيمت حفلات موسيقية بين الايرانيين المقيمين في لبنان وبين المؤسسات والقاعات اللبنانية سواء كان على مستوى المسلمين او مستوى المسيحيين، حتى مع بعض المطربين او المغنيين اللبنانيين بالاضافة الى النشاطات والمعارض المقامة في مجال الفنون التشكيلية والخط والكاريكاتير والرسم.
وفي مختلف الفنون التشكيلية والمسرحية وايضا في مجال الموسيقى والانشاد اكد شريعتمدار ان هناك مجموعة من العلاقات والنشاطات "لامانع لدينا من التواصل مع بعض المعروفين في هذا المجال ، طبعا كل هذه النشاطات بالضافة الى النشاطات الاخرى التي تجري ضمن ضوابط يحددها انتماؤنا الديني او السياسي يكون ضمن السياسات المحددة والمرسومة لدينا."
وشدد على ان المستشارية الثقافية في لبنان تعد أهم مستشارية ثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية ليس فقط على صعيد العالم العربي فحسب، بل على الصعيد الدولي وذلك بسبب العلاقات الثقافية المتميزة بين البلدين مشيرا الى ان هناك اتفاقية ثقافية موقعة بين البلدين وكذلك اتفاقيات علمية موقعة بين جامعات البلدين.
وعلى الصعيد الشعبي او التواصل مع مختلف شرائح المجتمع اللبناني او حتى التنظيمات والحركات والجهات وبالتحديد شارع المقاومة في لبنان اوضح شريعتمدار ان هذه العلاقات قد تتميز عن غيرها ولذلك العلاقات الثقافية بين البلدين قد تكون في سلم الاولويات ومن ضمن الصدارة بالاضافة الى مكانة لبنان ودور لبنان على صعيد العالم العربي والاسلامي، ولاسيما في النشاطات الاعلامية، فإن لبنان له دور متميز في استضافة القنوات الاعلامية الفضائية، وفي الحركة الثقافية وحركة النشر والترجمة في مختلف المجالات الشعر والادب، ومن هذا المنطلق يعد التواصل الثقافي بين ايران ولبنان قديماً ومتيناً وخاصة بعد انتصار الثورة الاسلامية.
وفي الختام قال المستشار الثقافي الايراني في لبنان ان عشرات بل المئات من اعمال الكتاب والمفكرين والعلماء الايرانيين تم ترجمتها الى العربية وطبعت ونشرت في لبنان ولتصل من لبنان الى سائر الشعوب العربية، لذلك هنالك اكثر من عامل يجعل هذه العلاقة قابلة للتنمية وتحكيم اواصرها واركانها ومن هنا ارى ان اهمية نشاط المستشارية الثقافية الايرانية في لبنان مقارنة مع سائر المستشاريات في باقي الدول سياخذ منحى مستمرا ان لم نقل تصاعديا نظرا لما ذكرته./انتهى/