وكالة مهر للأنباء : ولكي لا ينسى الشعب الجزائري المغزى من استشهاد الملايين من الشهـداء لتحرير الجزائر وكذا لإرساء الروابط بين الأجيال وتذكير الشباب بتضحيات الأسلاف من أجل استخلاص العبر والاقتداء بخطهم الشريف .
ويمثل هذا اليوم وقفة لمعرفة مرحلة الإستعمار التي عاشها الشعب الجزائري في بؤس ومعانـاة وليستعيد الشعب الجزائري إلى ذاكرته بهذه المناسبة شريط التضحيات والدم والنار والعذاب وجثث الشهداء وجراح أيام الإستدمار الفرنسي، وليتذكر أن هؤلاء الشهداء ماتوا من أجل حرية شعب الجزائر العربي الأبي المسلم و ضحوا بالنفس والنفيس ولم تلهيهم الدنيا عن الوطن وحريته.
ولقد تم الإحتفال بهذا اليوم الوطني لأول مرة بمبادرة من تنسيقية أبناء الشهداء الذين قرروا خلال إجتماعهم عام 1990 على اختيار يوم 18 فيفري كيوم وطني للشهيد وهذا انطلاقا من قناعتهم بأن مقام الشهيد في أعلى مقامات التبجيل و التكريم لما خصه به الله من مكانة رفيعة في الدنيا والآخرة، وكذلك تكريما له لما قدمه من تضحيات جسام دفاعا عن الوطن و الحرية، بالإضافة الى أن الشهيد يبقى في كل الأزمان المتعاقبة رمزا للحرية والكرامة التي ينعم بها الشعب حاضرا ومستقبلا.
إن إتخاذ هذا اليوم يوما وطنيا للشهيد فيه رجوع إلى البطولات والمقاومات والثورات الشعبية التي قام بها الشعب الجزائري طيلة فترة إحتلال بلاده وفيه وقفة على تاريخ كفاح هذا الشعب الطويل حتى الإستقلال وفيه عبرة للشعب ليقف فيها على معاني التضحيات الحقيقية من أجل الوطن .
كما ان يوم 18 فبراير سيبقى رمزا حيا للجزائر ومعنى غاليا لا يزول من ذاكرة الأجيال الصاعدة ويبقى رمزا لشهيد الجزائر الذي سيبقى شوكة عالقة بحلق فرنسا الإستعمارية مذكرا الأجيال والشباب بالجرائم النكراء ولاإنسانية التي اقترفتها في حق الجزائريين.
إن الجزائر قاومت بشدة الإستعمار الفرنسي الإستيطاني الشرس و قدمت قوافل من الشهداء عبر مسيرة التحرر التي قادها رجال المقاومات الشعبية ضد الإحتلال منذ 1830 مرورا بكل الانتفاضات والثورات الملحمية التي قادها الأمير عبد القادر والمقراني والشيخ بوعمامة وغيرهم من أبناء الجزائر البررة، وكانت التضحيات كبيرة مع إندلاع الثورة التحريرية المباركة في أول نوفمبر 1954 ، التي التف فيها الشعب الجزائري مع جيش التحرير وجبهة التحرير الوطني فكانت تلك المقاومة والثورة أهم محطة في نضال الشعب الجزائري الطويل من أجل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة والذي توج باستقلال الجزائر في 5 جويلية 1962.
وتخليدا لهذه الذكرى الكبيرة تقام العديد من التظاهرات في كامل أرجاء الوطن، فبالإضافة إلى مراسيم الترحم على أرواح شهداء ثورة التحرير، تنظم معارض للصور وتوزع هدايا تشجيعية على المتفوقين في مختلف المسابقات التي نظمت بالمناسبة و إطلاق أسماء بعض الشهداء على مؤسسات تربوية وعرض أفلام حول الثورة المسلحة و تكريم عائلات بعض الشهداء../انتهى/