وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الآية14/سورة التوبة/صدق الله العلي العظيم.
تمر الذكرى السنوية السابعة للإحتلال والغزو السعودي الإماراتي للبحرين ، ولا زالت البحرين محتلة من قبل هذه القوات الغازية ، حيث أصبحت بلادنا حضيرة خلفية للكيان السعودي والإماراتي ، هذه الغدد السرطانية التي ترعاهما واشنطن وبريطانيا والإستكبار العالمي لتدمير بلادنا والأمة الاسلامية.
إن خيار شعبنا أمام هذا الغزو والإحتلال الغاشم هو خيار المقاومة الشعبية ، هذا الخيار الذي عمدته دماء الشهداء الأبرار ، وسيجاهد ويناضل ويستمر شعبنا في مقاومته حتى خروج آخر جندي سعودي إماراتي عن أرضنا ونستعيد سيادتنا الوطنية التي دنستها تلك القوات الغازية التي أهلكت الحرث والنسل في ضل صمت دولي مطبق وبغطاء أنكلوأمريكي ، حيث تم سفك دماء الأبرياء من أبناء شعبنا وأنتهكت الحرمات وهدمت المساجد والحسينيات وتجاوزت تلك القوات المحتلة على كل المقدسات في تكالب طائفي بغيض ضد شعبنا الأعزل المسالم الذي كان يتطلع الى تحقيق حريته وإستعادة كرامته وإستقلاله وحقه في تقرير مصيره.
إن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير إذ تدعم فعاليات القوى الثورية المعارضة في البحرين ، فإنها تحيي صمود جماهير شعب البحرين الذي قاوم الإحتلال والغزو طيلة سبع سنوات متوالية ، وطالب بخروج أشباه الرجال التي جاءت تحت مسمى قوات درع الجزيرة ، وما هي إلا قوات عار الجزيرة ، حيث دنسوا أرض البحرين الحبيبة وأهلكوا الحرث والنسل كما جاء في الآية القرآنية الشريفة (34) من سورة النمل: (قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ).
إن الكيان الخليفي بعد ثورة 14 فبراير الشعبية ، بات سقوطه قاب قوسين أو أدنى لولا تدخل قوات الغزو والإحتلال السعودي الإماراتي ، حيث حاولت تلك القوات دعم الكيان الخليفي المغتصب للسلطة والمتهاوي آنذاك ، بعد أن كانت أركانه متهاوية بخروج جماهير الشعب عن بكرة أبيها وملئت الشوارع والأزقة والميادين في مشهد تاريخي قل نظيره ، مطالبة بإنهاء عهود وقرون من الظلم والإستبداد والديكتاتورية والقتل والتعذيب وفقدان العدالة الإجتماعية ، رافعين شعار إسقاط الكيان الخليفي القمعي الدموي وحقهم في تقرير المصير وإختيار نوع نظامهم السياسي.
أيها الشعب البحراني الثائر الصامد..
يا شباب ثورة 14 فبراير الأبطال ..
إن تاريخ 14 مارس 2011م هو اليوم الأسود في تاريخ بلادنا وذاركرة شعبنا الذي لا ولن ينسى هذا اليوم المشؤوم، حيث إجتاحت قوات الغزو والإحتلال تراب وطننا البحرين ، وقد شهد العالم أجمع بعد ذلك الإحتلال حجم الجرائم والإنتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان ، وجرائم الحرب والمجازر الدموية لهذه الجيوش الغازية ، وكيف كانت تهاجم القرى والبلدات بدءاً من جزيرة سترة "عاصمة الثورة" ، وهم مدججين بمختلف الأسلحة الأمريكية البريطانية الإسرائيلية وأوغلوا في قتل المواطنين وسفك دمائهم ، وإستباحوا حرمة هذه المناطق ، فكان رأس الشهيد المقاوم أحمد فرحان شاهداً على العقلية الفرعونية القمعية الدموية لآل سعود وآل نهيان ، وشاهداً على السكوت المخزي للمجتمع الدولي ،إلا أن دماء شهداءنا وخروج جماهير شعبنا الشجاعة الى الشوارع رغم تنفيذ الأحكام العرفية والعسكرية وإعلان حالة الطوارىء ، شاهداً صمود هذه الجماهير وصلابتها أمام آلة القمع والقتل وكل صنوف التخويف والترهيب وما إرتكبته قوات الإحتلال من جرائم حرب ومجازر إبادة جماعية بالهجوم الغادر على دوار اللؤلؤة وإرتكاب أبشع المجازر بالتعاون مع مرتزقة الكيان الخليفي، إلا خير شاهد على بربرية ووحشية هذه القوات الغازية والمحتلة.
وتمر علينا الذكرى السابعة للإحتلال والغزو السعودي الإماراتي ولا زال شعبنا الثائر الصامد يقاوم هذه القوات المحتلة ، ولم يفلح الإنجليز والأمريكان عبر دعمهم للكيان الخليفي من إعادة عقارب الساعة الى الوراء الى ما قبل 14 فبراير 2011م ، وإستمرت جماهير شعبنا بالمقاومة المدنية بمختلف أنواعها في ساحات العز والكرامة ، رافعة شعار المقاومة والدفاع المقدس عالية خفاقة مؤكدة على ضرورة خروج قوات الغزو والإحتلال ،وتحقيق مطالبها العادلة والمشروعة التي طالبت بها في ثورة 14 فبراير المجيدة.
إن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير ودعماً لبيان وفعاليات القوى الثورية المعارضة في البحرين ، وكما أكدت منذ بداية تفجر الثورة والى يومنا هذا على التالي:
أولا : خروج قوات الإحتلال والغزو السعودي الإماراتي من البحرين ، وإن بقاء هذه القوات على أرض البحرين وتنديس سيادتها الوطنية يعزز من خيار المقاومة كخيار مشروع لدحر هذا الغزو، فلا مشروعية لهذا الإحتلال ، ولن يسمح شعبنا بأن تكون البحرين الخاصرة الرخوة والحضيرة الخلفية لهذا الإحتلال ، ولن يقبل بالمشاريع التآمرية لآل سعود بضم البحرين للسعودية ضمن فيدرالية أو كونفدرالية.
ثانيا : نطالب بتفكيك القواعد العسكرية الأجنبية ، وعلى رأسها القاعدة البحرية الأمريكية في الجفير ، والقاعدة البريطانية التي أقيمت حديثاً ، كما ونطالب بخروج كافة المستشارين الأمنيين والعسكريين من البحرين.
ثالثا : إن النظام السعودي والإماراتي ينفذان مشاريع التآمر الإستعمارية لأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني ضد الأمة العربية والإسلامية ، وما نراه في العراق وسوريا واليمن ، إلا شاهداً على جرائمهم ضد شعوب الأمة ، وتنفيذ مشاريع التآمر الصهيوأمريكي ، ولذلك فإن على جماهير الأمة العربية والإسلامية وقواها الثورية والنضالية في جبهة المقاومة، بأن تتحد من أجل إجتثاث الغدة السرطانية للنظام السعودي والإماراتي ، هذه الغدد المتعفنة والقذرة التي تقف حجر عثرة أمام محور المقاومة ،وتدعم التطبيع مع الكيان الصهيوني وتتآمر على القضية الفلسطينية وتدعم قرارات الرئيس الأمريكي الأحمق بجعل القدس عاصمة الكيان الصهيوني.
رابعا : ندعو جماهير شعبنا البطل والثائر في الذكرى السنوية السابعة للإحتلال والغزو المشؤوم لبلادنا للإستعداد التام لإحياء فعاليات هذه الذكرى في داخل البحرين وخارجها بكل عنفوان وقوة وحيوية، كما عهدناها من قبل طوال مسيرة الثورة ، فإن مواقف جماهيرنا الثورية ورفضها وتظاهراتها ومسيراتها ستشكل رسالة مهمة وحيوية للقوات الغازية والمحتلة ، وللكيان الخليفي الذي يتخندق ويتمترس خلف هذه الأنظمة العميلة والقوات المحتلة من أجل الإستمرار في البقاء في الحكم، وإن المشاركة الفعالة في الفعاليات الثورية التي ستعلن من قبل القوى الثورية ، سترعب الكيان الخليفي وأسياده وداعميه ، وإن النصر حليف شعبنا وجماهيرنا البطلة ، وما النصر إلا من عند الله العلي القدير.
حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
9آذار/مارس 2018م