منذ الثمانينات يحاول الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين بسط نفوذه وتقوية علاقاته مع دول القارة السمراء نظرا لشعوره بالعزلة الإقليمية والمكروهية من المحيط الإقليمي حوله في الشرق الأوسط.

وكالة مهر للأنباء ـــ حيدر الزيدي :  كنت حينذاك محررا في صحيفة الجهاد، عندما طرحت قضية هجرة اليهود الفالاشا من إثيوبيا إلى هذا الكيان، فكنت أتساءل: ما الذي يدفع بهذا الكيان لاستقدام آلاف البشر الفقراء الحفاة لكي يبني لهم مستوطنات في فلسطين بعد نقلهم عبر جسر جوي من أديس أبابا؟

يبدو أن الكيان الصهيوني - الذي لم يكن عدد سكانه الغاصبين آنذاك يتعدى الثلاثة ملايين غاصب - بدأ يستشعر الخطر من الهجرة المعاكسة لليهود الأوربيين والروس والأمريكان ويحاول تعويض التآكل المجتمعي لديه.

ولم تتوقف المساعي المحمومة لهذا الكيان من أجل دس أنفه في الخلاف الحاصل على مياه نهر النيل بين مصر والسودان من جهة والدكتاتور هيلاسيلاسي من جهة أخرى، ومن بعده خليفته منغستو هيلا مريام رئيس الطغمة العسكرية الشيوعية التي حكمت إثيوبيا من 1974 إلى 1987، والذي أصبح رئيس جمهورية إثيوبيا من 1987 حتى 1991. وأشرف على الإرهاب الأحمر الإثيوبي الذي امتد في الفترة 1977–1978، وكان يحظى بدعم الصهاينة لأن (شبيه الشيء منجذب اليه) كما يقال.

وبلغت محاولات تل ابيب لتقوية علاقاتها بأفريقيا حدا جعلها تتقدم بطلب رسمي لعضوية الاتحاد الافريقي وذلك عبر النافذة الأثيوبية.

ولحسن الحظ أن جمهورية أفريقيا الجنوبية ترأست تيارا معارضا لذلك يعاضدها كل من الجزائر  وتونس والمغرب وموريتانيا.

ولذلك بقيت دويلة إسرائيل تطالب منذ 5 سنوات ولو باعطائها صفة (مراقب) في الاتحاد الأفريقي ولكن يتأجل انعقاد المؤتمر أو اللقاء المشترك الصهيوني-الأفريقي المرة تلو الأخرى.

وعلى الرغم من استغلال الصهاينة للواقع المأساوي لبعض الدول الأفريقية والتلويح بالدولارات لبعض ضعاف النفوس من زعماء دولها الذين وصلوا للحكم بانقلابات عسكرية مفاجئة لكن محاولات الصهاينة باءت بالفشل بعد انفضاح حقيقة وجرائم هذا الكيان الغاصب والمحتل، وطالما عانت الشعوب الأفريقية من ويلات الاحتلال والاستعمار على يد أسياد وأصدقاء دويلة إسرائيل الغربيين./انتهى/