وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن الباحث والمحلل السياسي في الشؤون الاقليمية "نجاح محمد علي"، انتقد الاجواء التي تجوب العراق اليوم تحضيرا للانتخابات التي يتم تكليلها بأكاليل غير نزيهة من خلال مال سياسي من شأنه الحلول دون استقرار وتطور العراق ووصول جهة معينة لا تستحق من خلال شراء اصوات الناخبين وهكذا يجد الناخب نفسه غير مطمئن لعملية الانتخابات التي قد يعزف عن المشاركة بها. وفيما يلي نص المقابلة مع نجاح محمد علي:
س: كيف يستقبل الشعب العراقي الانتخابات العراقية في الدورة الثانية بعد الانسحاب الامريكي من العراق والرابعة بعد الغزو الامريكي للعراق؟
اعتقد انه هناك احاديث كثيرة عن العزوف حالياً عن المشاركة في الانتخابات، لان هناك اتهامات للبرلمان السابق والبرلمانات السابقة ايضاً منذ 2003 بانه لم يحقق شيئاً للعراقيين ويضم وفاسدين ومتورطين ببعض جرائم الحرب كما ان هناك حديث في وسائل التواصل الاجتماعي يشير إلى ان الاستقبال لن يكون بالمستوى المطلوب على الرغم من الضغط الاعلامي للقوائم الكبرى التي هي تسيطر بشكل اساسي على مجريات العملية السياسية .
س: ما هو توقعاتك بشأن ما يشاع بعمليات تزوير قد تحدث في الانتخابات التشريعية العراقية؟
ان ارى رائحة تزوير، والحديث على قدم وساق حول عملية التزوير وخصوصا ان المفوضية العليا التي تسمى بالمستقلة للانتخابات وهي بالحقيقة غير مستقلة لانها تشكلت حسب نظام المحاصصة لانها تضم الاحزاب الرئيسية المسيطرة على العملية السياسية والموجودة في الساحة السياسية والبرلمان الحالي وهي متهمة بانها غير مستقلة وهي حتى هذه اللحظة ولاول مرة منذ اشرافها على الانتخابات البرلمانية منذ 2003 لم ترسل اسماء او القوائم المرشحة إلى هيئة النزاهة للتدقيق بها وابداء رأيهم فيها، كما أن هناك حديث عن الفرز الآلي حيث تم الاتفاق مع شركة كورية للقيام بالفرز الألي لاصوات الناخبين كما انه لا يوجد ما يطمئن الشارع العراقي ان عملية الفرز الالي او حتى الفرز اليدوي كخطة فشلت كي تكون ضامنة لاصوات الناخبين.
س: ما هي الغاية مما يقال عن ال تزوير بالانتخابات؟
هناك مجموعتان تريدان التزوير: مجموعة تدعمها الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية والدول الاخرى في الاقليم تريد الزج بما يسمونهم بالمعتدلين الذين بامكانهم ان يواجهوا مايسمونه بالنفوذ الإيراني في العراق ومن جهة اخرى الاطراف المسيطرة حاليا على العملية السياسية الاحزاب الكبرى، التي من مصلحتها ان يبقى الوضع على ما هو الان، وهذه الجهة هي التي ركزت قانون الانتخابات الحالي بطريقة "سانت ليغو" بشكل تضمن حقها وحتى ان لم تحصل عملية التزوير او جرت عملية الانتخابات بشكل سلس وطبيعي فان بقاءهم في البرلمان القادم سيكون مضمونا مئة بالمئة وفق هذا القانون " سانت ليغو".
س: ما مدى تأثير زيارة بن سلمان الى امريكا مؤخرا على سير عملية الانتخابات في العراق؟
هناك لوبي امريكي قوي جدا وكذلك سعودي خليجي وايضا دول اخرى حليفة للمملكة العربية السعودية بل وحتى اسرائيل وهناك مال سياسي الذي تضخه السعودية ودول حليفة لها وهذا الحديث الذي يشغل الوسط العراقي اليوم بشكل واسع وتؤثره على العملية الانتخابية وشراء اصوات كما انه يجري بيع البطاقات الانتخابية وتمويل الحملات الانتخابية بشكل هائل جدا الان. الحملة الانتخابية لم تبدأ لكن هناك اوراق واضحة في كل شوارع العراق تجد خاصة في العاصمة بغداد والمدن الكبرى ولوحات كبيرة وفاخرة بالاسماء والقوائم وهناك توزيع اموال و بطانيات واموال نقدية بشكل مثير للسخرية حيث السؤال الذي يطرح نفسه هنا من أين لك هذا؟ ومن الذي يدفع وهذا الذي تحدثت عنه السعودية بصراحة انها تدعم جهات معينة في العمليات السياسية.
س: لماذا تصر السعودية على تمتين العلاقات مع امريكا رغم ان ترامب وصف سابقا السعودية ببقرة حلوب؟
وصفها ولايزال يصفها بالبقرة الحلوب، المملكة العربية السعودية الان في عهد جديد تتجه إلى ما يمكن ان نسميه في المرحلة المقبلة بالمملكة العربية السلمانية. هذا عهد محمد بن سلمان والحكم الان ليس افقي وانما عمودي فيما كان افقيا سابقا حيث الاخوان يتوارثون السلطة اما الان نرى اذا توفي سلمان يأتي محمد والاخير يأتي بابنه و.... محمد بن سلمان يريد ان يصبح بأي شكل من الاشكال ملك السعودية لذلك يدفع هذه الاموال لكي يتم تنصيبه بلا أي مشاكل. المملكة العربية في الاساس مثل اسرئيل لأنه تم زرعها في المنطقة لتنفيذ اجندة استعمارية.
س: هل تعتقد ان السعودية تريد فتح صفحة جديدة في المنافسات الاقليمية من خلال الهجوم الاعلامي على ايران وتوجيه تهديدات وتلميحات بشن حرب في المنطقة؟
الان هدف السعودية الاول منذ وفاة الملك عبدالله هو إيران. صحيح في السابق كانت إيران على رأس القائمة ولكن الان إيران هي الهدف الاول والاخير للملكة العربية السعودية تفتيتها من الداخل والعمل على زعزعة امنها القومي وفقا لما قالها محمد بن سلمان بشكل واضح وصريح "نريد نقل المعركة إلى إيران" كما قالها في مقابلة له مع مجلة تايم الامريكية "عدونا نحن واسرائيل المشترك والوحيد هو إيران". وهذه السياسة التي يتبعها بن سلمان وبالطبع الرئيس الامريكي دونالد ترامب يستغل هذه الفوبيا والهراء لإيران، للمزيد من الحلب والحلب اكثر حتى آخر قطرة وبعد ذلك تسلخ الشاة. حيث ترامب يصير على اظهار السعودية كبقرة حلوب لاذلالها اكثر ولاجبار الاخرين كي يحذوا حذوها./انتهى/
أجرت الحوار: شيرين سمارة