وكالة مهر للأنباء ـــ علي نصر الله : إنّ استباق وصول فريق التحقيق باستخدام الكيماوي المزعوم بالعدوان على سورية له دلالاته التي لا يمكن للعالم أن يفهمها إلا على طريقة الضرورة بالحاجة لتفهم الأحمق الذي يُباهي بالقوّة، أو على قاعدة الحاجة لفهم طبيعة الثور في حالة الهيجان وتقديرها، ويقود أميركا اليوم أحمقان، وتبدو كالثور الهائج فعلاً!.
هذا في التوصيف العام الذي صار لصيقاً بأميركا منذ الأحمق جورج بوش الابن، وأمّا بتوصيف الحال السياسي مع التبدلات الحاصلة في العالم بعد سلسلة الحماقات الأميركية، فإنّ حديثاً آخر صار ينبغي للعالم أن يتحدث به معها، إذ أصبح من وُجوب الواجب أن يتوجه العالم لأميركا بلغة أخرى، وأن تفهم أميركا أنّ اللغة السابقة التي كانت تُحدّث العالم بها وتُلزمه على فهمها وتداولها وجعلها تجري على المنابر السياسية وألسُن سياسييه صارت لغة بائدة.
اعتدت الولايات المتحدة على سورية بمشاركة دولتين عُظميين فرنسا وبريطانيا تحت عنوان كاذب وتلفيقات ساقطة، وبعد حملة تشويه واستهداف لم تُوفر روسيا وإيران وجميع حلفاء سورية .. نعم لقد حصل العدوان ووقع بتوجيه أكثر من 110 صواريخ ليل الجمعة فجر السبت 14 نيسان الجاري بينما يستعد فريق التحقيق بالكيماوي المزعوم للشروع بعمله في المكان الذي ادّعت واشنطن أنها على ثقة من أن هذا السلاح استُخدم، فلماذا لم تنتظر بضع ساعات لتجعل من موقفها أقوى بالدليل؟.
أميركا تعرف الكذبة وحجمها، لأنها هي من فبرك واخترع وروّج لها، وترفض على نحو قاطع أن يمنعها أحد من أن تستثمر فيها لتعويض سنوات الفشل والإخفاق قُبيل تحقق الهزيمة الكاملة لمشروعها ولمُعسكر أدواتها، ولذلك كله ارتكبت حماقة العدوان، واعتدت.
رسالتُنا الجديدة وغير الكلاسيكية لواشنطن، وبالأخص لترامب وبولتون لا تتصل بكل ما تَقدّم تفنيداً ودحضاً للمزاعم والأكاذيب رغم أنّه عمل مطلوب، وواجب قمنا به وسنُواصل القيام به، غير أننا سنقول الآن قولاً آخر للأحمقين بواشنطن وشركائهما في الغرب: دعوا مراكز البحث في بلادكم والغرب المُلتحق بكم يدرس، يُحلل ويستنتج، بعد مُحاولة الإجابة على سؤال واحد: ما الذي يجعل الشعب السوري في دمشق وسواها من المحافظات يخرج فجراً وأثناء العدوان إلى الشارع حاملاً العلم السوري، مُردداً الهُتافات والأغاني والشعارات الوطنية، ولا يهرع إلى الملاجىء؟.
طبعاً هناك أسئلة أُخرى لا تقل أهمية تتصل بعزيمة السوريين وصلابة إرادتهم وهم الذين ما جعلتهم التهديدات يوماً يشعرون حتى بالقلق لا الخوف، بل زادت مقادير التحدي لديهم وحرّضت فيهم روح الثّبات والتصدي، لكن يكفي مراكز البحث الأميركية الغربية أن تُلامس أحد جوانب الحقيقة في سياق الإجابة عن السؤال المطروح لتكتشف ربما حجم خيبتها، وقدرة هذا الشعب مع جيشه وقيادته على رد أيّ عدوان، وعلى ليّ ذراع أي مُبادر باتجاهه.. نعتقد أن رسائل إسقاط دفاعاتنا الجوية صواريخ العدوان تبلّغتها باريس ولندن وواشنطن، فهل وصلت هذه الرسالة الشعبية؟./انتهى/