دعا امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الاميرال "علي شمخاني" الى انشاء تحالف من اجل السلام والصداقة والاخوة بدلا من انشاء تحالف من اجل الحرب.

وافادت وكالة مهر للأنباء ان الاميرال علي شمخاني ممثل قائد الثورة الاسلامية وامين المجلس الاعلى للامن القومي القى كلمة في المؤتمر الامني الدولي التاسع الذي افتتح اليوم الاربعاء في مدينة سوتشي الروسية.
وقال شمخاني: ان العالم المعاصر اليوم بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى السلام والاستقرار والامن، وان مسار تحقيق ذلك يتم عبر الحوارات السياسية والامنية والعسكرية للتوصل الى فهم مشترك وازالة سوء الفهم وبالتالي التوصل الى حل.
واضاف: يجب انهاء الحروب واعمال العنف، وبدلا من انشاء تحالف من اجل الحرب، يجب انشاء تحالف من اجل السلام والصداقة والاخوة، وبدلا من انفاق ثروات الشعوب في السباق التسليحي، يتعين انفاقها من اجل اجتثاث الفقر وتحقيق التنمية والرخاء للشعوب.

واكد امين المجلس الاعلى للامن القومي ان الازمات الراهنة في العالم بما فيها ازمات سوريا واليمن وليبيا وافغانستان وشبه الجزيرة الكورية ليس لها حل الا عن طريق الحوار والتسوية السياسية، متسائلا لماذا يجرى تجاهل الحلول السياسية في هذه الازمات ويتم الدق على طبول الحرب فيها؟ .

واشار ان بعض حكام المنطقة مخطئين باعتقادهم انه بالامكان انهاء هذه الازمات عن طريق شن الحروب.

واعتبر شمخاني ان اسباب عدم الاهتمام بالحل السياسي والدق على طبول الحرب بانها تعود الى "التصور الخاطئ في اذهان بعض الحكام بانهم يمكنهم حل الازمات بالحرب" و"غياب الشجاعة لدى البادئين بالحرب وحماتهم للقبول باخطائهم والعودة الى المسار الصحيح" و"مصالح بعض اللاعبين في الاستمرار بالفوضى والتشتت في المنطقة لتفريغ الطاقات" و"إضعاف ركائز القدرة الوطنية للدول" و"تدمير البنية التحتية وتاجج النزاعات الطائفية والقومية والعرقية" و"مصالح باعة الاسلحة والاعتدة".

واشار الى مثال على ذلك وهو امريكا باعتبارها اكبر مصدّر للسلاح والعتاد حيث تستحوذ على اكثر من ثلث سوق الاسلحة في العالم وان اكثر من 70 بالمائة من هذه الاسلحة تباع لمنطقة الشرق الاوسط وازدادت خلال العقد الاخير الى الضعفين بحيث حولت المنطقة الى مستودع للسلاح والبارود.
وتسائل شمخاني،بالرغم من وجود مثل هذه السوق الرابحة جدا، هل يمكن لامريكا حتى ان تكون لها مجرد الرغبة بانهاء الحروب؟ هل بامكانها ان تبيع اكثر من مائة مليار دولار من الاسلحة في زيارة للسعودية دون الايحاء بان ايران تشكل تهديدا امنيا؟ هل بامكانها اطلاق سباق لشراء الاسلحة في العالم دون رسم صورة مفترضة وفارغة عن تهديدات مزعومة تشكلها روسيا والصين وايران؟  هل كان بامكان الجماعات الارهابية مثل داعش السيطرة على نصف اراضي العراق وسوريا من دون تلقي الدعم من امريكا ؟ هل بامكان الارهابيين الانتقال الى مناطق الصراع الجديدة في افغانستان وآسيا الوسطى من دون الدعم من امريكا؟.
واضاف: من الطبيعي ان الاجابة سلبية على جميع هذه الاسئلة لان سياسة امريكا  في هذه المنطقة هي ادارة زعزعة الامن وعدم الاستقرار ونشر القواعد العسكرية وبيع الاسلحة والتدخل في شؤون المنطقة.

وفيما يخص الموضوع النووي، اعتبر شمخاني المفاوضات النووية بين ايران والمجموعة السداسية الدولية مثالا واضحا للعالم بامكانية الوصول الى اتفاق عبر الحوار والتفاوض لانهاء ازمة مفتعلة،  الا ان الاهم من مبدأ الوصول الى الاتفاق هو التزام الطرفين بتعهداتهما من اجل استمرار الاتفاق، لكننا للاسف نواجه اليوم حكومة لا تسخر فقط من اتفاق الحكومة الامريكية السابقة لها بل تتجاهل المبادئ الاساسية للقوانين الدولية ليس فقط بشأن الاتفاق النووي الايراني بل ايضا بشأن معاهدات بلادها الثنائية والدولية.

أكد امين المجلس الاعلى للامن القومي بانه لا قيمة لاي توافق بين اوروبا والولايات المتحدة حول مستقبل الاتفاق النووي والبرنامج النووي الايراني، مشددا على ان مخططاتهم حول ايران ستبوء بالفشل./انتهى/