وكالة مهر للأنباء- ديانا محمود: أعلنت نتائج الانتخابات التشريعية اللبنانية لتتصدر المقاومة وحلفاؤها بقوة على الساحة اللبنانية او بالاحرى ساحة الصراع بين المقاومة والعدو الاسرائيلي، الامر الذي قد اثار غضب حلفاء اسرائيل الذين ضخوا بأموالهم في لبنان وفي العالم محاولةً لتقليص نفوذ وحجم أعدائهم الوهميين.
السعودية تدفع أموالها ونفطها لواشنطن وتل أبيب لتثبت مكانتها في بغداد ودمشق وبيروت سعياً لابتلاع المنطقة، وتحقيق أوهامها المختلفة تارةً بزعزعة الأمن في الدول العربية واشعال الحروب وتارةً بتحريض المجتمع الدولي لالغاء الاتفاق النووي، وتارةً أخرى تعود إلى حلقاتها الشعبية الصغيرة في المدن العربية باحثةً عن أصوات للبيع هنا وهناك لتشتري رأي الاوساط السياسية.
لكنها فشلت في بيروت كما كان متوقعاً ولم تتمكن من دعم حلفائها الذين يبحثون عن النأي بالنفس أكثر مما يبحثون عن نصر الرياض في المنطقة، لم يتبق لآل سعود حلفاء يرون نصرهم من نصرها بل كل ما لديها هو مجموعة من المتزعمين دون كراسي يرغبون في إعادة نصر اسرائيل في الحرب الاهلية اللبنانية، فما فوز القوات اللبنانية إلا فوز لاسرئيل.
ما إن علمت السعودية ببوادر نصر المقاومة في لبنان حتى شنت هجمة مسعورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، طبعاً هذه عادة الذباب الالكتروني السعودي الذي يفجر "تويتر" بوسوم ترمم الخسارة وتطعن بالانتخابات، ويحيك تهمة التزوير.
من جهة أخرى لم يستطع بعض الكتاب السعوديين السيطرة على أقلامهم وبدؤا بتخوين حليفه السني البيروتي سعد الحريري، الذي افتخر بنتائج الانتخابات وأعاد التأكيد على ان سياسة لبنان هي سياسة النأي بالنفس فيما سلاح حزب الله هو مسألة اقليمية، مبتعداً بذلك عن أي مواجهة جديدة مع المقاومة داخل لبنان.
وبينما كان بعض المحللين السعوديين واضحين في نظرتهم أكثر من قياداتهم، فدعوا بلادهم للخروج من بيروت والتوقف عن هدر أموال الشعب السعودي الذي بات يشعر بخطر كبير مع تراجع الموارد السعودية مع انتشار مظاهر البذخ في العائلة الحاكمة من جهة ودفع بأموال البلاد لرؤساء العالم لكسب دعمهم وهدر قسم آخر في دعم الإرهاب لتدمير المنطقة، إلى جانب حرب مباشرة في اليمن والتي كلفتها الكثير .
وكتب الصحفي السعودي "صالح الفهيد" في هذا الصدد أنه قلت منذ سنوات: من يكسب الحرب في سوريا سيكسب لبنان بالنتيجة "فوق البيعة" وان ايران ستسيل انتصارها بالحرب السورية في لبنان، مضيفاً أن نتيجة الانتخابات النيابية تؤكد ان الاستثمار في هذا البلد "لبنان" خاسر، ويجب تركه كما تركنا سوريا ولنترك اسرائيل تتعامل مع هذا البلد بالطريقة التي تناسبها.
كما استهزء السعودي الفهيد من جهة أخرى بحليف بلاده "الحريري" الذي يبحث عن النأي بالنفس بالتالي لا يرغب بدفع فواتير للرياض كما ترغب.
هكذا رتب لبنان أوراقه فلماذا تستعر نيران الرياض، هل ترغب في زعزعة المنطقة أكثر وهل ترغب في تمهيد كل الظروف لحليفها الاسرائيلي، الذي كان على يقين من نصر حزب الله والمقاومة في لبنان حيث توعد قائلاً: "لن نفرق بين الدولة اللبنانية وحزب الله في أي حرب في المستقبل"، ولكن صوت آخر في الكيان الصهيوني يشير إلى رغبة البعض بالتهدئة حيث أشار الكاتب الإسرائيلي "تسفي بارئيل" في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" إن حزب الله اللبناني يجب أن يكون سعيداً بنتائج الانتخابات النيابية، كما يجب أن تكون إسرائيل أيضا سعيدة بذلك" لأن استقرار لبنان يصب في مصلحة إسرائيل، رغم فوز حزب الله اللبناني الذي خاض، في السابق، حروبا ضد "اسرائيل".
على الرغم من أن ظاهرة الانتصار بالفوز عادة انتخابية تعقب النتائج موجودة في كل دول العالم إلا أن فرحة بيروت لم تعجب الكثيرين فبدأو بالتشكيك والنقد والتشهير بالمنتصرين وبشن الهجوم على الشارع الفائز، واصفين الفرحة بالنصر بالاستفزازية. /انتهى/