وکالة مهر للأنباء- مريم معمارزاده: أجريت الانتخابات التشريعية في العراق أمس السبت (12 من مايو) حيث سبقتها الانتخابات الخاصة بقوات الجيش والشرطة ، والتي هي كانت ثاني انتخابات شهدها العراق بعد انسحاب القوات الامريكية عام 2011 ورابع انتخابات بعد سقوط النظام البعثي عام 2003.
وخرج آلاف التركمان العراقيين في محافظة كركوك عشية يوم السبت، إحتجاجا وتنديداً بعملية تزوير التي حصلت في الانتخابات، متهمين أحزاباً كردية بتحويل أصوات ناخبين تركمان لصالحها.
وفي هذا السياق أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع الناشط والمحلل السياسي "مهدي سعدون البياتي"، يلي نص الحوار التالي:
س: ما هي النتيجة الاولية للانتخابات العراقية لحد الآن؟ اي تيارات تتقدم؟
ج: أمس بعد إغلاق صناديق الاقتراع توجه اعضاء المفوضية العليا لإنتخابات في المحافظات، لإحتساب الاصوات التي خرجت من الصناديق الالكترونية بإعتبار أن هذه السنة التصويت كان بشكل الكتروني عبر صناديق الكترونية. حسب البيان الصحفي الذي اعلنته المفوضية العليا أمس، أن نسبة المشاركة في عموم العراق لحد هذه اللحظة كانت 44.5 في المئة، أي قرابة 11 ملايين ونصف مليون عراقي شارك في الانتخابات النيابية من مجموع 24 ناخب عراقي يحق له التصويت.
بالنسبة للقوائم المتصدرة الان الوقت مبكر للإعلان عن ذلك، لان المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات اعلنت البارحة في مؤتمرها الصحفي البارحة، أنه سيتم الاعلان عن النتائج النهائية خلال اليومين المقبلين، لذلك ينبغي أن يتم الاعلان عن النتائج النهايية خلال اليوم وغد.
هناك بعض التسريبات الاولية تشير الى أن بعض القوائم، كقائمة النصر وقائمة الفتح وقائمة ا"سائرون" هي المتصدرة، لكن هذا الاعلان ليس على اساس وثائق او نتائج رسمية، لكن افصح عنه المراقبين عن الكيانات السياسية الحاضرين في المراكز.
س: كيف تقيم نسبة مشاركة الشعب العراقي في الانتخابات؟
ج: للأسف الشديد نسبة المشاركة مقارنة للإنتخابات السابقة كانت ضئيلة للغاية، وذلك يعود لسببين: اولها الفساد المتفشي المالي والاداري، وفشل الحكام في إدارة البلاد وإدارة منظومة الدولة والمؤسسات الخدمية والاقتصادية منذ 15 عام ، ومن جانب آخر عدم وجود فرص العمل للشباب والوضع الامني المتأزم.
السبب الثاني يعود لمفوضية العليا للأنتخابات، لأن الكثير من المناطق في مختلف المحافظات مثل تلعفر وديالي وكركوك وايضا بعض المناطق في بغداد وبعض المناطق في المحافظات الجنوبية، شهدت مشكلة كبيرة من خلال العطل التقني لصناديق الاقتراع الالكترونية، أذ أدى ذلك الى تاخر في عملية التصويت وبعض المواطنين لم يتمكنوا من الادلاء بأصواتهم.
س: ما هي حقيقة احتجاج التركمان على الانتخابات واتهام الاكراد بالتزوير؟
ج: هناك مشكلة ظهرت في كركوك وسليمانية وأربيل. في حقيقة الامر في الانتخابات الخاصة لرجال الجيش والشرطة يوم 11 مايو، صادف تزوير كبير في قضاء الحويجة، حيث تسكنها أغلبية عربية، لكن بعد الفرز الالكتروني تبين أن 90 في المئة من الاصوات ذهبت الى كيان سياسي حزبي معين بعيدا عن المرشحين العرب وهو الاتحاد الوطني الكردستاني.
جميع القيادات العربية والتركمانية والاحزاب والكتل السياسية اجتمعت امس في كركوك، لأن نفس الشيء حصل مع انتخابات البارحة في كركوك، إذ ظهر أن نسبة الاصوات لدى صناديق المناطق ذات كثافة تركمانية واسعة كانت لصالح الإتحاد الوطني الكردستاني وأنها تجاوزت عن وجودهم على الارض الواقع، بينما أصوات التركمان ذهبت هباء منثورا. فذلك يظرالتزوير في العملية الانتخابية بشكل واضح.
ونحن كتركمان نحمل الاتحاد الوطني الكردستاني المسؤولية الكاملة لهذا التزوير.
التزوير حدث من خلال تغيير ميموري الجهاز الالكتروني لصندوق الاقتراع قبل يوم. العرب والتركمان اكتشفوا هذا الامر شهدت محافظة كركوك يوم أمس تجمعا واسعا للكتل التركمانية والعربية، حيث أمهلوا المفوضية العليا والحكومة في بغداد 24 ساعة للتدخل وحل هذه المشكلة، بإعتبار أن عدم حل هذه ستدخل كركوك في مشكلة سياسية وامنية كبيرة.
وبناء على أمر من الحكومة العراقية توجهت لجنة تقصي الحقائق منذ صباح اليوم نحو كركوك ومن المفرض ان تصل اليوم للقيام بالاجراءات اللازمة من اجل التقصي لهذه الحادثة. نحن التركمان طالبنا بأن يكون العد يدوي وليس الالكتروني، لأن العد الالكتروني بات مزورا.
كركوك وضعها متأزم منذ أمس ونفس هذه الحالة ظهرت في سليمانية ودهوك واربيل ايضا، فيما ندد حزب التغيير بعملية التزوير هذه التي حصلت لصالح مرشحين من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وأدت الى فقدان اصوات بقية الحزاب الكردية./انتهى/
أجرت الحوار: مريم معمارزاده