رأى ممثل حركة حماس في طهران خالد قدومي ان واشنطن اقترفت خطأ كبيرا بنقل سفارتها من تل أبيب الى القدس معتبرا ان هذه الخطوة تشكل انحيازا فاضحا للعدو الصهيوني.

وكالة مهر للأنباء - سمية خمارباقي: يصادف يوم الخامس عشر من ايار/مايو لعام 1948 (عام النكبة) حيث هجر في ذلك اليوم اكثر من 800 الف فلسطيني وطردوا قسرا من قراهم وبيوتهم حيث خرجوا لا يحملون معهم سوى مفاتيح بيوتهم...وآمال في العودة الى الديار. في ذلك اليوم طرد الاحتلال اهالي 530 مدينة وقرية فلسطينية بالاضافة الى اهالي 662 ضيعة وقرية صغيرة ليكون الشعب الفسلطيني ضحية اكبر عملية تنظيف عرقي مخطط لها في التاريخ الحديث.

وتوافد اليوم آلاف من الفلسطينيين لمخيمات العودة المقامة على طول الحدود الشرقية ل​قطاع غزة​ للمشاركة في المليونية المقرّرة اليوم وغداً الثلاثاء، لاقامة مسيرات العودة في الضفة إحياءً للنكبة ورفضاً لنقل ​السفارة الأميركية​ إلى ​القدس​.

في هذا السياق اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء حوارا مع ممثل حماس في طهران خالد قدومي.فيما يلي نص الحوار:

س: شهدت فلسطين اليوم قمع مسيرات العودة بشراسة من قبل قوات الكيان الصهيوني، إلی متی ستستمر هذه المظاهرات  هل تتوقع ان تنتقل  إلی الضفه الغربیه؟

فيما يتعلق بالسؤال الاول ، ان هذه المظاهرات هي رد حتمي وبلغة سلمية وحضارية من شعبنا الذي يريد ان يُسمع العالم صوت حقه المشروع وقضيته العادلة ليرفع الحصار  وليكسر هذه الحدود المصطنعة التي يحاول الكيان الصهيوني فرضها علينا . فلن نعترف بهذه الحدود المصطنعة. هذه المظاهرات والمسيرات المباركة هي رد مباشر على ما سمي ب"صفقة القرن" والتي حاول الرئيس دونالد ترامب ان يمررها على شعبنا. نحن نقول للعالم :نحن شعب يحب السلام ويريد ان يعيش بأمن وأمان وهذه رسالته لكنه لم يتخل عن حقوقه ولا عن ذرة من تراب وطنه.

 بالمقابل فانه يفضح الوجه الصهيوني القبيح الذي واجه هذه المظاهرات السلمية بقناصة جاهزة تطلق النار لتقتل هؤلاء الاطفال والشباب الذين كما قلت جاءوا بطريقة سلمية وآمنة . غدا المظاهرات ان شاء الله ستكون في عموم الوطن الفلسطيني وسيكون هناك الاحتجاجات والفعاليات في كل المناطق الفلسطينية في القدس والضفة الغربية وايضا على الحدود المصطنعة بين غزة وبين بقية الارض الفلسطينية المحتلة حتى نسجل في تاريخ القضية الفلسطينية اننا اليوم بهذه العزيمة حققنا اهدافنا وكسرنا الحصار ان شاء الله. وقلنا للعالم ان الحدود المصطنعة لا يمكن لنا ان نعترف بها ونقول ايضا للادارة الامريكية ان القدس هي اخت حيفا واخت يافا وانها كلها محتلة ومن حقنا الدفاع عنها.

س: ما هو تعليقك على نقل السفارة الامريكية إلی القدس، وما هي أهداف واشنطن عن هذا القرار وهل هذا سیؤثر علی مسار القضية الفلسطينية؟

اما السؤال الثاني حول نقل السفارة الامريكية، كما ذكرت في السؤال الاول نحن بالنسبة لنا القدس محتلة ويافا محتلة وحيفا محتلة والخليل محتلة. في وجهة نظرنا كشعب فلسطيني فان كل فلسطين ملك شعبنا الفلسطيني. قرار الرئيس ترامب هذا لا يعني لنا شيئا وانما هو بالضرورة يعني الادارة الامريكية الحالية وقفت الى جانب الكيان الصهيوني وفتحت صفحة مواجهة وعداء لشعبنا الفلسطيني وهذا العداء مكشوف ولايمكن لنا كالشعب الفلسطيني ان نصبر على هذا الظلم وان نصبر على انتزاع حقوقنا وبالتالي ان على الرئيس ترامب ان يفهم ويعي ان هذه الخطوة هي خطوة في الاتجاه الخاطئ وانها خطوة تشكل انحيازا فاضحا للعدو الصهيوني وانك تقف اليوم باتخاذك هذا القرار الى جانب الكيان الصهيوني.

نحن بالنسبة لنا في مسيرات العودة نعبر عن رفضنا لهذا القرار وشعبنا الفلسطيني لا يمكن ان يقبل هذا القرار ولا يتعامل معه . وعلى عالمنا العربي والاسلامي ان يقوم بخطوات عملية لكي يفهم صانع القرار الامريكي انه قام بخطوة خاطئة وانه ارتكب خطأ كبيرا.

س: واشنطن كشفت عن "صفقة القرن" التي وافقت علیها  بعض الدول العربیة مثل السعودیة والإمارات، کیف سیکون رد المجموعات الفلسطینیة والشارع العربي على هذه الصفقة ؟

اما بالنسبة للسؤال الثالث، لايوجد هناك شيء يمكن ان نحكم عليه بشكل دقيق حول "صفقة القرن" وانما هي عبارة عن معلومات اعلامية هنا وهناك لذلك لا اعلم من يقف معه ومن يقف ضده. ولكن هذه المشاريع التصفوية التي بدأت منذ احتلال فلسطين قبل سبعين عاما هذه ليست جديدة، وانما القصد والهدف الوحيد منها هو تصفية القضية الفلسطينية ولا يوجد فيها اي شيء من الحقوق الفلسطينية وهو انحياز فاضح للكيان الصهيوني هو التفاف على القدس والقضة الفلسطينية. يحاولون تمرير هذه الامور المهم وعلينا ان نقف نحن كفلسطينيين كخط منيع لعدم تمرير هذه الصفقة وذلك من خلال وحدتنا كفلسطينيين وعالمنا العربي والاسلامي وخاصة اخواننا في الشقيقة مصر والاردن وفي كل الدول وينبغي ان يعلم الجميع ان القدس وفلسطين عزيزة وتنتظر منا الكثير . وان شعبنا الفلسطيني لا يمكن ان يقبل بمثل هذه الصفقة التصفوية وهي صفقات كل من يوافق عليها يعلن الحرب على الشعب الفلسطيني ويعلن انحيازه ووقوفه الى جانب الكيان الصهيوني وعليه ان يختار والتاريخ ابدا لا يرحم ولا يغفل ولا ينسى المواقف التاريخية لتلك الحكومات او لهذه الشعوب. لذلك المطلوب اليوم بدل ان نتهم بعضا البعض ان نقف موحدين كفلسطينيين وعرب ومسلمين ضد الهجمة الصهيونية الامريكية التي تحاول ان تجعل من الكيان الصهيوني كياناً طبيعياً في جسدنا وهو كيان غير مرغوب فيه ومصطنع وهو زائل انشاء الله. وشعبنا الفلسطيني قرر ان يواجه هذا الكيان والصفقات التصفوية بكل ما اوتي من قوة./انتهى/