يحيي الشعراء في ايران أمسية أدبية في منتصف رمضان بحضور قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي يعيد فيها المشاركون تمسكهم بقيم الثورة الاسلامية.

وكالة مهر للأنباء: في إحدى الامسيات الرمضانية عام 1990، ألح احد طلاب من الحوزة العلمية من خراسان على إقامة مؤتمر شعري للطلبة الشعراء من مختلف أنحاء البلاد، لم يكن هذا الالحاح سوى الطوبى الأولى في طريق جديد للأدب والشعر في ايران.

ربما يكون اسم حجة الاسلام عبد الله حسيني مجهولاً في الأوساط الأدبية في ايران، إلا أن أثره واضح وملموس على مسار الأدب والشعر في ايران. يروي حسيني ما حدث في تلك السنوات قائلاً: كان آية االله الخامنئي في بداية الثمانينات يزور سنوياً مدينة مشهد ويلتقي بشعرائها ضمن برنامج أدبي منظم، وفي عام 1989 اصبح آية الله السيد علي الخامنئي قائداً للثورة الاسلامية.

يتابع حسيني قائلاً: ذهبت لمكتب قائد الثورة الاسلامية وسألت مدير مكتبه محمدي كلبكايكاني حول موعد زيارة قائد الثورة الاسلامية لمشهد ذلك العام، بهدف جمع الشعراء كما هي العادة، لكن السيد كلبايكاني قال لنا أن مهام قائد الثورة أصبحت كثيرة ومكثفة وربما لن يكون في وسع القائد الحضور بينكم، إلا أنه في اليوم التالي التقى القائد بجمع من فضلاء مشهد ونخبتها وكنت أنا بينهم، وتوجه لي بالحديث وسألني عن موعد الأمسية الشعرية لهذا العام مؤكداً على ضرورة عقدها.

وأردف حسيني قائلاً: أقيم مؤتمر الشعر الطلابي عام 1989 بحضور العديد من المشاركين، ثم انتخب الأفضل للقاء قائد الثورة الاسلامية في 15 رمضان من العام نفسه، ومنذ ذلك الزمن تقام الامسيات الشعرية المعروفة باسم "رمضانيه" بحضور قائد الثورة الاسلامية تشجيعاً من للشعر والشعراء، وذلك في الذكرى السنوية لولادة سبط الرسول الاكرم (ص) الإمام الحسن بن علي بن ابي طالب (ع) الموافقة للخامس عشر من شهر رمضان المبارك .

27 عاماً على الأمسيات الشعرية الرمضانية

تعقد الأمسيات الشعرية في 15 رمضان من كل عام بحضور قائد الثورة الاسلامية، وتسجل العام دورتها السابعة والعشرين، حيث تعتبر هذه الأمسيات ندوات توضيحية لدور الأدب الثوري في مواجهة العديد من الظواهر الاجتماعية والسياسية والثقافية الاجتماعية، كما تعتبر إحدى أطول الجلسات السنوية لشريحة محددة من النخبة الادبية مع قائد الثورة الاسلامية.

حيث تبدأ الجلسة قبل صلاة المغرب بحضور عدد من الشعراء في الباحة المشرفة على حسينية الامام الخميني (ره)، وتستمر حتى ساعات متأخرة من الليل تتضمن الصلاة والافطار والاستماع إلى كلمة يلقيها قائد الثورة الاسلامية إلى جانب تناوب الشعراء على قراءة أشعارهم.

انتصار الثورة الاسلامية بداية منعطف جديد في مسار الشعر الفارسيويعتبر انتصار الثورة الاسلامية بداية منعطف جديد في مسار الشعر الفارسي لاسيما بعد دخول الشعراء الشباب المتحمسون الى ساحة الادب والشعر وانشادهم اشعار تزيد من وعي الشعب وتخدم البلاد لافتا الى اتساع دائرة مثل هذه الاشعار وشعرائهم وتطور الشعر الفارسي الذي ينسجم مع الاهداف الاسلامية والثورية.

الدّور الأساسيّ للشّعر هو في التّأثير الذي يدخله الشعر على المخاطبينتناول قائد الثورة الاسلامية في الامسيات الرمضانية السابقة مواضيع مختلفة حول رسالة الشعر ومسؤولية الشعراء وفي أحدى الامسيات السابقة معتبراً إنّ "الدّور الأساسيّ للشّعر هو في التّأثير الذي يدخله الشعر على المخاطبين. فالشعراء من خلال أشعارهم يشغلون خلوة المخاطبين. فللبشر خلوات وهذا من مميّزاتهم، لديهم خلوات، وباطن، لديهم خصوصية ذاتية، والشعراء من خلال شعرهم يحضرون في هذه الخلوات ويؤثّرون فيها ويغنونها.

وحث آية الله العظمى السيد علي الخامنئي مراراً الشعراء على الاهتمام بقضايا بلادهم، مشيراً إلى الدور التاريخي العريق للشعر على امتداد التاريخ الإسلامي، حيث كان له دوراً سياسياً وتنويرياً حيث استطاع الشعراء الملتزمون أن يحركوا المجتمع.

اللفظ والمعنى والنغمة واختيار المفردات جميعها مؤشر على نمو ورقي الشعر في البلادواعتبر قائد الثورة التزام بقضايا البلاد أحد أهم وظائف الشّعر. مخاطباً جمعاً من الشعراء في إحدى الامسيات قائلاً: " يمكنكم أن تحفظوا نضارة ونزاهة ولطافة ونشاط وحيويّة  اللحظات الأشدّ خصوصيّة لأيّ إنسان والذي هو مخاطبكم، ويمكنكم أن تغذّوا فكره وتوجّهوه، فلكلّ إنسانٍ في باطنه وأعماقه مثل هذا المنتدى الفكريّ، بحيث يمكنكم أن تصبحوا ركناً أساسياً لمنتدى فكر مخاطبكم"

 وكانت توصيات قائد الثورة الاسلامية لا تنحصر بمضمون ومحتوى الشعر بل لطالما أكد على شكل الشعر وجزالته، موصياً بالاهتمام باللغة الفارسية الأصيلة وحفظها بالقوالب الشعرية، قائلاً: "اللفظ والمعنى والنغمة واختيار المفردات وسعة الخيال جميعها مؤشر على نمو ورقي الشعر في البلاد ." مشدداً من جهة أخرى على أن يكون الشعر في خدمة المفاهيم والأهداف السامية للثورة مثل العدالة والأخلاق والإستقلال الحقيقي ومنه الاستقلال الثقافي وكذلك إعادة إمتلاك الهوية الإيرانية والإسلامية .
 

دور الشعر في القضايا الاسلامية

ويرى قائد الثورة الاسلامية  أن محاربة الظالمين لا تنحصر بمحاربتهم بالسيف بل ان اليوم يعتبر الاعلام هو المتربع على العرش وله باع طويل في توجيه مسار الأفكار ويمكن مواجهة الظالمين باستخدام الشعر والأدب وقد شاهدنا في السنوات القليلة الماضية نماذج رائعة لهذا النوع من النضال.

اي شعر ينظم اليوم ضد الظلم هو مصداق للشعر الحكيمحيث التقى قائد الثورة بعدد من الشعراء من أنحاء العالم الاسلامي عام 2015 منيباً بهم ان ينظموا أشعاراً ثورية في خدمة العدالة والوحدة، قائلاً: ان اي شعر ينظم اليوم ضد الظلم وفي سياق اهداف الامة الاسلامية فيما يخص اليمن والبحرين ولبنان وغزة وفلسطين وسوريا هو مصداق للشعر الحكيم".

الشعر جزء من الفن الملتزم

لم تنحصر توصيات قائد الثورة الاسلامية على الشعر الملتزم فقط بل رأى أن المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق أرباب الثقافة والفن في قضايا البلاد هي من المسؤوليات الملقاة على عاتق اصحاب الثقافة والفن، معتبراً أن الإنسان الفنان والمثقف يتحمل عبء المسؤولية الكبيرة والخطيرة لإظهار الحقيقة والتوضيح والتبليغ , وعليه أن يبذل الجهد ويجاهد من اجل فهم وإدراك الحقيقة ففي بعض الأحيان يكون من الصعب تمييز المهاجم عن المدافع والصديق عن العدو، قائلاً : "ان أرباب الثقافة والفن يمثلون جزءا من حركة الثورة الإسلامية العظيمة والمستمرة , وعليهم ان يوضحوا مايدركونه من الحقيقة بفصاحة وبلاغة لأنه لا يمكن التحرك في الوسط الثقافي بأسلوب السياسيين , بل ينبغي حل العقد من خلال التوضيح وإيصال الحقائق "./انتهى/.