أكَّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "محمد الهندي"، انالقدس لنا وكل فلسطين لنا، معتبرا أنَّ مسيرة العودة وكسر الحصار تُراكم الإنجازات ونقاط القوة لصالح القضية والشعب الفلسطيني، وأنها وضعت (إسرائيل) في مأزقٍ كبيرٍ على جميع المستويات.

وأوضح القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في حوار خاص مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن مسيرة العودة وكسر الحصار ستدفع "إسرائيل" خطوة للوراء، وهو الأمر الذي أجبرَ الاحتلال للبحث عن مخارج وحلول للفكاك من مأزق المسيرة عن طريق تخفيف الحصار وتقديم حلول إنسانية لغزة.

وقال الهندي: مسيرة العودة استطاعت أن تراكم نقاط قوة اعتماداً على إرادة شعبنا المجاهد المصر على مواصلة النضال، الأمر الذي أربك إسرائيل ووضعها في مازق دفعها للتفكير بالالتفاف على المسيرة من خلال تقديم عروض تخفيف الحصار وتقديم الحلول الإنسانية لغزة، وهذه الدعاوى والأفكار الإسرائيلية ما جاءت إلا للالتفاف على روح الشعب الفلسطيني التي تتفجر وتنتصر للحق قرب السياج الزائل شرق قطاع غزة.

وأشار إلى أن (مليونية القدس)  تحمل رسائل واضحة في أكثر من اتجاه اولها أن شعبنا قرر الاستمرار في مواجهة تصفية القضية الفلسطينية، وانه سيقف سداً منيعاً في مواجهة المؤامرات التي تستهدف القضية مهما بلغت التضحيات، وهي رسالةٌ بأنَّ شعبنا شعب حي، لن يقبل بأي حل ينتقص من ثوابته الدينية والوطنية والسياسية. 

وشدَّد الهندي على "أن شعبنا الفلسطيني قادرٌ على التصدي وإفشال المؤامرات التي تحاول تصفية القضية"، مشيراً أن "كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية والالتفاف على حقوق شعبنا الصابر المجاهد ستبوء بالفشل".

وبين أنَّ "إسرائيل" تخشى تحرك شعبنا الفلسطيني في جميع مناطق تواجده بشكل موحد والدخول معها في مواجهة شاملة على غرار ما يحصل في غزة، لذلك تبحث عن حلول للسيطرة على المسيرة.

وأشار إلى أن جزءاً كبيراً من الأفكار والأطروحات والرؤى التي تتحدث عن تقديم حلول إنسانية لقطاع غزة وتخفيف الحصار هي أفكار إسرائيلية، تريد "إسرائيل" من خلالها الالتفاف على انتفاضة شعبنا، لافتاً إلى أنَّ انتفاضة شعبنا لا يمكن اختزالها بالبعد الإنساني، إذ أنَّ شعبنا ضحى بالغالي والنفيس وبذل النفس والدماء لتجسيد حقوقه الوطنية والسياسية، ونهض ليدافع وينافح عن مسرى نبيه.

وقال الهندي: محاولة "إسرائيل" اختزال مسيرات العودة وانتفاضة شعبنا في الحلول الإنسانية وتخفيف الحصار يهدف لتخدير شعبنا والتأثير على صورته أمام العالم لإظهار أن مشكلة شعبنا مشكلة إنسانية، لكن كل المؤامرات الإسرائيلية ستبوء بالفشل، ولن يستطيع الاحتلال الالتفاف أو خنق هذه المسيرة التي عبدت بدماء الشهداء.

وأضاف: "إسرائيل" عودتنا أنه عندما ينهض شعبنا الفلسطيني قوياً في وجهها أن تبحث عن حلولٍ للالتفاف على نهضته وانتفاضته ففي الانتفاضة الأولى عام 1987 "إسرائيل" استدارت 180 درجة وعقدت اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير التي كانت تعتبرها العدو رقم واحد، وفي الانتفاضة الثانية في العام 2000 حاولت الالتفاف على الانتفاضة وخنقها، والآن تحاول إسرائيل خنق الحراك من خلال اختزاله بالبعد الإنساني لقطاع غزة.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي أن الوعي أساس المعركة مع العدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أن شعبنا الفلسطيني يشكل وعيه في هذه المرحلة من خلال تلك المسيرة، قائلاً "شعبنا لم ينهض ليخفف الحصار فقط، وإنما نهض ليقول أن الأرض لنا والقدس لنا وكل فلسطين لنا".

ودعا الهندي أبناء شعبنا الفلسطيني لعدم الاستعجال في قطف ثمرة إنجازات مسيرة العودة، قائلاً "يجب أن تكون الأهداف واضحة، نحن ندرك أنَّ المسيرة لن تحرر فلسطين ولن تحقق حق العودة بضربة واحدة، وعلينا أن ندرك أنَّ المسيرة هي رسالة لشعوب العالم خاصة العربية والإسلامية والاحرار أنَّ شعبنا الفلسطيني هو صاحب الأرض وصاحب الحق، وأنه نهض ليواجه مؤامرات تصفية قضيته".

وأضاف: "تعلمنا أن المواجهات التاريخية الطويلة وحسم المعارك لا يتم انجازها بضربة قاضية، وإنما بالتدريج ومن خلال مراكمة نقاط القوة، وشعبنا والحمدلله يراكم نقاط القوة منذ السنوات الماضية والتي ليس آخرها ما حققته مسيرة العودة". 

ودعا الهندي إلى وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، قائلاً "الوحدة هي الأساس، وهي الطريق الصحيح والقويم لمواجهة الإدارة الامريكية والاحتلال الإسرائيلي ومؤامرات تصفية القضية، عندما توحدنا في ميدان المقاومة وفي مسيرات العودة استطعنا تحقيق الإنجازات والاختراقات المهمة".

وعن انتقال فعاليات مسيرات العودة إلى الضفة، قال: نتوقع مشاركة فعالة وهبة كبيرة في الضفة رغم اليد الثقيلة من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على المجاهدين خاصة وأبناء شعبنا عامة، وستجد الضفة الوسائل اللازمة للخروج بشكل متفاعل وبشكلٍ قوي"، مشيراً إلى أن المعركة الحقيقية تدور رحاها في الضفة والقدس، حيث تهدم المنازل، وتسرق الأراضي، ويعتقل الآلاف من أبناء شعبنا.

وعن موازنة الفصائل بين المقاومة العسكرية ومسيرات العودة السلمية، أكد الهندي أن الأدوات والوسائل تتغير من مرحلة لمرحلة، مع الحفاظ على أن المقاومة هي فكرة تشمل جميع الأدوات والوسائل بما فيها الوسائل العسكرية والشعبية والسلمية.

وشدد الهندي على أن الفصائل وشعبنا الفلسطيني يعطي الأولوية في هذه المرحلة لمسيرات العودة السلمية، التي يخرج فيها شعبنا موحداً بكافة توجهاته لمواجهة العصابات الإسرائيلية.

وعن التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل محاولات تصفية القضية، قال: الذين يحاولون استغلال الأوضاع الإقليمية، والتوترات والانقسام في الموقف العربي، واستغلال الوضع المتردي للتطبيع مع إسرائيل، مآلهم إلى فشل ذريع (..) من يتوهم أن "إسرائيل" يمكن ان تكون شريكاً له أو حليفاً فهو واهم، "إسرائيل" زرعت في الوسط العربي والإسلامي للسيطرة على المنطقة ومقدراتها وثرواتها واقتصادها... الخ.

وأضاف: المطبوعون يعيشون مرحلة كبيرة من الوهم وسيكتشفون في نهاية الأمر أن إسرائيل ستتخلى عنهم في أقرب محطة، من يريد أنْ يبني دولته ويبني شعبه عليه أن يواجه إسرائيل اليوم، لأن إسرائيل هي عبارة عن مشروع استعماري كبير زُرع في المنطقة لمنع أي نهضة أو استقلال حقيقي./انتهى/