وأكد نقيب الأئمة فاضل عاشور لـموقه "عربي21" أن "الدعوة التي أطلقها مع مجموعة من الشيوخ والأئمة في البلاد ليس لها أي خلفية سياسية بل بهدف التحسيس ولفت الانتباه للضرر الحاصل مما تسببه الأموال التي تذهب للسلطات السعودية والتي لا تستغل لدعم الفقراء والمحتاجين المسلمين في العالم بل بالعكس لقتلهم وتشريدهم كما هو الحال الآن في اليمن".
واعتبر عاشور أن الحج أصبح مجرد "فلكلور" ومصدر للتباهي عند بعض التونسيين وليس فقط فريضة تؤدى مرة واحدة، وتابع: "الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد وارتفاع نسبة الفقر وتراجع التنمية يجعلنا نحث التونسيين للاستفادة من أموال الحج في مشاريع خيرية وهادفة لبلدهم بدل التداين من أجل الحج مرة وأكثر ولا ننسى أن أهم ركن في الحج هو الاستطاعة".
وأشار نقيب الأئمة إلى "غياب الأمن في السعودية والتي باتت في مرمى نيران صواريخ الحوثيين التي تجعل حياة المسلمين مهددة، فضلا عن تهديدات الإرهاب المتواصلة"، داعيا المملكة للقيام بـ"هدنة خلال الأشهر الحرم بهدف إيقاف الحرب في اليمن حرصا على سلامة الحجاج".
وزارة الشؤون الدينية ترد
من جانبه، وردا على الدعوات بإلغاء الحج وإصدار فتوى تبطله، أكد مستشار وزير الشؤون الدينية في تونس "حكيم عماري" أن "نقابة الأئمة لا تمثل بأي شكل من الأشكال موقف وزارة الشؤون الدينية وأن دعوات رئيسها تلزمه شخصيا".
وأوضح: "شرعا لا يجوز الإفتاء في إلغاء فريضة، وما تقوم به هذه الجمعية نعتبره تشويشا على العلاقات المتينة التونسية السعودية وقد أبلغتنا السلطات سعودية عن استيائها من هذه الدعوات وغضبها، كما أن السفير التونسي بالسعودية سيقوم بتوضيح الأمر للجهات المعنية هناك".
ارتفاع تسعيرة الحج
وكانت تسعيرة الحج لهذه السنة شهدت ارتفاعا مقارنة بالموسم الماضي بزيادة بنحو ألفي دينار تونسي -760 دولارا- وتجاوزت الكلفة الجملية 11 ألف دينار تونسي أي ما يعادل 4 آلاف دولار.
وفي هذا الخصوص أوضح غسان العليوي مدير إدارة الحج والعمرة بشركة الخدمات الوطنية والإقامات- شركة حكومية تنظم إجراءات الحج والعمرة- أن السعودية بدأت خلال هذا الموسم بتطبيق إجراءات مالية جديدة منها الزيادة بـ 5 بالمائة في الضريبة على القيمة المضافة للحج وتطبيق أداء بلدي 5 بالمائة عن السكن فضلا عن انهيار سعر الدينار التونسي مقارنة بالعملات الأجنبية وارتفاع سعرتذاكر الطائرات بنحو 10 بالمائة.
وأكد العليوي: "وجود ارتفاع في الطلب على الحج خلال هذه السنة من قبل التونسيين وقد بلغ العدد الجملي للمرسمين لهذا الموسم 10 آلاف وتسعمائة و82 حاجا، بزيادة 608 حجاج مقارنة بالسنة الماضية"، مشددا على ما وصفه بـ"متانة العلاقات السعودية التونسية" وعدم إلغاء أي حجوزات خاصة بموسم الحج لهذه السنة من قبل التونسيين./انتهى/