صرح وزیر الخارجیة الایراني محمد جواد ظریف أنه يعتقد أن هناك إرادة سیاسیة للاستمرار في العمل وحفظ الاتفاق النووي، ولكن علينا أن نشاهد كيف تترجم هذه الإرادة عملياً.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن  وزیر الخارجیة الایراني محمد جواد ظریف أشار في تصریح صحفي ادلى به أمس الجمعة في ختام اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي فی فیینا أمس الجمعة، ان الجميع يعلم أن ایران أظهرت ضبط النفس، والآن نحن ننتظر لنرى هل ستنفذ الاطراف الاخرى في الاتفاق النووي النقاط التي بحثناها الیوم واتفقنا بشانها ووردت فی بیان اللجنة المشتركة، ام لا.
وتعليقاً على سؤال أحد الصحفيين فیما اذا كان سیعقد اجتماع اخر للجنة المشتركة قال ظریف، انه من المحتمل عقد اجتماع وزاري حول الاتفاق النووي على هامش اجتماع الجمعیة العامة للامم المتحدة، مضيفاً انه تقرر في اجتماع الأمس ان تعقد اجتماعات خبرائنا بصورة مكثفة لتنفیذ هذه السبل العملانیة لنطمئن الى ان جمیع السبل التی طرحت الیوم تاخذ بنظر الاعتبار جمیع التفاصیل وان یكون بالامكان تطبیقها عملیا.
وحول رزمة المقترحات قال ظریف، باعتقادنا انها لم تكن كافیة ولا دقیقة، والیوم وردت فی البیان بعض النقاط التي لم تكن فی رزمة المقترحات وهنالك ایضا تعهد سیاسي وقانوني من جانب الدول الاعضاء لتفعیل النقاط المتبقیة في الرزمة.
وتابع وزیر الخارجیة الایراني، ان الوزراء طرحوا خلال الاجتماع مقترحاتهم شفهیا بصورة اكثر تفصیلیة وعملانیة وان زملاءنا یعكفون الان على دراستها ولقد تقرر ان تكون لنا اجتماعات مشتركة مع كل منهم لنرى مدى تطابق هذه المقترحات العملانیة مع حاجاتنا بالضبط، سواء فی مجال النفط او المصارف او سائر المجالات.
وعن الموعد النهائي لرزمة المقترحات قال، ان هذه الرزمة نهائیة والتعهدات محددة ویجب فقط تنفیذها عملیا.
واعتبر ان عملیة التنفیذ تكون تدریجیة واضاف، انه حینما نصل الى النتیجة اللازمة في كل من هذه القضایا نبادر الى تنفیذها، وبطبیعة الحال فان بعض هذه الاجراءات یمكن ان تاخذ بعض الوقت، وان المهم هو ایجاد الاطمئنان والثقة بالمستقبل لدى الاسرة التجاریة العالمیة والاسرة التجاریة داخل ایران وما نامله هو ان یتحرك الشعب خاصة خالقي فرص العمل الایرانیین بثقة تجاه المستقبل.
واعتبر اجواء اجتماع الیوم بانها كانت تشیر الى وجود ارادة سیاسیة ان هذه الارادة یمكن تقویتها باجراءات متبادلة خاصة من جانب القطاع الخاص الایراني سیما ایجاد اجواء الثقة والامل بالمستقبل وتصبح اجواء العمل فی ایران مغریة للاجانب.
وحول استفسار عن موعد تنفیذ الاجراءات المضادة من قبل ایران فیما لو لم یتم تنفیذ اجراءات الاطراف الاخرىى في الاتفاق النووي، قال ظریف، ان القرار متخذ على مستوي عال فی البلاد حول الجدولة الزمنیة للاجراءات المضادة بصورة عامة، لكننا نامل بان لا تكون هنالك حاجة لتنفیذ هذه الاجراءات.
وقال ظریف: أجرینا اجتماعا جادا وبناءا للغایة، وخلال الشهرین الماضیین بعد ان انسحبت امیركا بشكل غیر قانوني من الاتفاق النووي، بذل الاعضاء الباقون فی الاتفاق جهودا كبیرة من اجل ان تتمكن ایران من الاستفادة من منافع الاتفاق النووي وخاصة منافعه الاقتصادیة رغم الخطوة الامیركیة غیر القانونیة.
وأوضح ظریف أن ایران احتفظت بحقها بالقیام بإجراءات فی مقابل الخطوة غیر القانونیة الامیركیة في الانسحاب من الاتفاق النووي، هذه الاجراءات موضحة ضمن الاتفاق، وقد أجلت هذه الاجراءات بطلب من سائر اعضاء الاتفاق لتتأكد من ضمان مصالح الشعب الایراني.
وتابع: لقد أكدنا الیوم في هذا الاجتماع ان الشعب الایراني یجب ان یلمس مصالح الاتفاق النووي، فیما أكد جمیع الاعضاء المتبقین فی الاتفاق التزاماتهم فی مختلف المجالات وهذه هی المرة الاولى یتم طرح هذه الالتزامات على شكل تعهد لهذه الدول، بدءا من تصدیر النفط الایرانی وصولا الي العلاقات المصرفیة والنقل والتعاون التجاری والتعاون فی مجال الاستثمارات.
ولفت ظریف الى ان طهران استلمت امس الاول رزمة المقترحات الاوروبیة وقد صرح الرئیس روحاني انها غیر كافیة، والیوم سمعنا ایضاحات اكثر بشأن هذه الرزمة، فقد أوضحوا بشأن الاجراءات في المجال المصرفي والنفطي وسائر المجالات، والتي یجب ان تدخل مرحلة التنفیذ، ولابد ان نشاهد اننا نستفید من منافعه بشكل ملموس، وبالطبع وضعنا بعین الاعتبار جدولا زمنیا یتطابق مع الحظر الامیركي، اي عندما یتم تطبیق هذا الحظر یجب ان یبدأ تنفیذ هذه الالتزامات.
وقال: ان موضوع انتهاك امیركا للاتفاق النووي لم یحل لغایة الان، اي ان احدا لم یستطع حل وتسویة خروج امیركا من الاتفاق النووي، لذا فان قرارنا هو ان ننقل هذه الالتزامات التی طرحت الیوم الي طهران، وسیتخذ كبار مسؤولي البلاد القرار اللازم بشأن كیفیة استمرار العمل. 
وقال ظریف: اننا واثقون الیوم بان بقیة العالم لا يقف الى جانب امیركا في فرض الضغوط على ایران بل هي حتي تقف فی هذا المجال امام امیركا. اننا یمكننا عبر الاعتماد على المصادر الداخلیة والاستفادة من التعاون الدولي متابعة مسیرة الازدهار الاقتصادي فی ایران بشموخ. /انتهى/.

سمات