رجّح سفير روسيا في واشنطن، أناتولي أنطونوف فی مقابلة مع آر تی، أن الاجتماع المرتقب بين الرئيسين ترامب وبوتين في هلسنكي، قد لا يتمكن من حل جميع المشاكل المتراكمة، وإنما خلق "كيمياء" تفاهم بينهما.
وأضاف أنطونوف، "هذه فرصة للجلوس معا، والنظر لبعضهم البعض وبدء الحديث"، مشيرا إلى أنه "من المستحيل التغلب على جميع العراقيل في اجتماع واحد. لكن يمكن توضيح مسار التقدم نحو هذا الهدف. وتحسين العلاقات الثنائية وبدء التفاهم في الشؤون العالمية".
وفي سياق متصل، أعرب السفير الروسي، عن أمله، في أن تنشئ روسيا والولايات المتحدة مجموعة للأمن السيبراني، عقب الاجتماع المزمع عقده بين بوتين وترامب في هلسنكي.
هذا واعتبرت صحيفة أمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب، الذي يختبئ وراء الرغبة في تحسين العلاقات مع موسكو، يساعد روسيا على رفع ثقلها ووضعها، رغم العقوبات ضدها ومزاعم تدخلها بانتخابات 2016.
وكتبت الصحفية اليمينية المعروفة، أوكسانا بياسيتشكي، في صحيفة "مامي هيرالد" الأمريكية اليوم تقول: "لا يهتم ترامب بتشديد العقوبات ضد روسيا.. وستعرض موسكو عليه صفقة ذكية تقضي باحتفاظها بشبه جزيرة القرم، مقابل إنهاء الحرب في شرق أوكرانيا. وعلاوة على ذلك، سيطلب بوتين من الولايات المتحدة الضغط على أوكرانيا وإبلاغها بأن أبواب حلف الناتو موصدة أمام انضمامها إليه.
وفقا للصحفية بياسيتشكي، فإن استراتيجية الضغط المتزايد على بوتين تتغير أيضا من أجل منعه من "الاستيلاء على أوكرانيا". وتعيد التذكير بأنه على الرغم من أن كييف تتلقى صواريخ من واشنطن، إلا أن الأخيرة تفرض في نفس الوقت قيودا صارمة عليها. وتقول إنه كان من المفترض أن تزود الولايات المتحدة أوكرانيا مجانا بصواريخ، لكنها طلبت منها أن تدفع ثمنها. وأكثر من ذلك، اشترطت أنه لا يمكن إرسال هذه الصواريخ إلى الخطوط الأمامية ، ويجب أن تكون على بعد عدة كيلومترات من تلك الأماكن التي يحتاجون إليها.
وعلاوة على ذلك، يريد الرئيس بوتين أن تتراجع الولايات المتحدة عن وعدها بمواجهة بناء خط أنابيب نورد ستريم -2،(الشمالي) الذي سيتسبب بعرقلة حقيقية لتصدير الغاز الطبيعي الأمريكي المسال إلى أوروبا، كما تعتقد الكاتبة.
وتنصح هذه الكاتبة اليمينية رئيس بلادها قائلة: بدلاً من الانغماس في "لعبة بوتين الخطرة"، يجب على ترامب مواصلة الضغط بفرض حظر على النفط الروسي، وإلغاء امتيازات البنوك الروسية، ومنع الأمريكيين من شراء الأوراق المالية الروسية.
وتخلص بياسيتشكي إلى الزعم أن سيد البيت الأبيض حصل على دعم الكرملين في الوصول إلى سدّة الرئاسة، ولهذا تستنتج بأن: "ترامب مدين لبوتين بالكثير، ودلائل هذا الدين ظاهرة للعيان".
ایضا كتبت المحللة السياسية، ماري ديجيفسكي، في صحيفة "إندبندنت" أن أي اتفاق بين الرئيسين الروسي والأمريكي بوتين وترامب يخيف الكثيرين في الغرب، ويفقدهم وضعا سياسيا مريحا قائما على تصويرهم موسكو "كعدو أبدي" للغرب.
واکدت أنها كانت تعتقد بأن الخطط المبكرة لتنظيم قمة بين رئيسي البلدين كانت ستلقى التفاهم والدعم، لكن تبين لها للمرة الثانية خلال عام (بعد اجتماع ترامب مع زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون)، أن رد فعل معظم الدول الغربية هو عكس ذلك تماما.
وأردفت محللة الصحيفة البريطانية تقول: "في أوروبا، يعتقد الكثيرون أن حديث بوتين وترامب عن "السلام" يمكن أن يدمر الصورة المفيدة التي يروجونها عن روسيا كعدو دائم. وبالنظر إلى حقيقة أن بطولة العالم لكرة القدم (في روسيا) قد بددت التحذيرات الغربية "الهائلة" بشأن أمان الرحلات والسفر إلى روسيا، فقد اتضح أنه إذا استطاع قادة الدولتين بالإضافة إلى ذلك طرد "شبح حرب باردة جديدة"، فإن الوضع سيتخذ منعطفاً سيئاً للغاية بالنسبة لهؤلاء"، حسبما تعتقد ديجيفسكي.
وحسب رأيها، فإن "هناك موضوعات كافية للحديث بين الزعيمين. وبالإضافة إلى ذلك، هناك خطوط عريضة غامضة حول إمكانية التوصل إلى اتفاق في المستقبل يجعل العالم أكثر أمنا. فمع روسيا، كما مع كوريا الشمالية، يراهن ترامب على قدرة العلاقات الشخصية، على إحداث تغيير في الأجواء العامة يمكن أن يقود إلى أكثر من ذلك بكثير. فالقمة مع كيم قد أثبتت بالفعل أن هناك فرصة لتخفيف حدة التوتر في المنطقة وتسريع التنمية الاقتصادية في كوريا الديمقراطية (الشمالية). ويمكن رؤية لمحات من شيء مشابه، ولكن فقط بمقاييس كبيرة، إذا ما قرر دونالد ترامب وفلاديمير بوتين التوافق".
يفید أن وينوي قادة البلدين بحث أفاق تنمية العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، وأيضا مناقشة الموضوعات الراهنة على الأجندة الدولية.
وتدهورت العلاقات بين موسكو وواشنطن بسبب الأزمة الأوكرانية، وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا في مارس عام 2014.
وكذلك بسبب الأزمة السورية، واتهامات مزعومة بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. وتعتبر هذه الأزمة في العلاقات بين البلدين الأسوأ منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة، قبل أكثر من ربع قرن.
قالت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد يهدد بسحب قوات أمريكية من أوروبا، ومن أوكرانيا على وجه التحديد، وقد يرفض المشاركة في مناورات حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وذكرت الصحيفة، أن مصادر رفيعة مشاركة في التحضيرات لقمة الناتو التي ستنغقد هذا الأسبوع في بروكسل، عبرت عن قلقها من أن الرئيس الأمريكي سيبدأ مباحثاته مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن "إعادة رسم المشهد الأمني" في عموم أوروبا إذا رفض قادتها تلبية مطالبه بزيادة الإنفاق على الشؤون الدفاعية وتحمل حصة أكبر من "العبء" العسكري.
وتنقل الصحيفة عن شخصيات دبلوماسية وعسكرية تعبيرها عن مخاوفها من عرض محتمل يمكن أن يقدمه ترامب إلى بوتين في القمة بينهما في هيلسنكي في 16 يوليو/تموز، أي بعد أربعة أيام من قمة الناتو في بروكسل.
وتنقل الصحيفة عن وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع، توبياس إيلوود، قوله: "إذا اخذنا بعين الاعتبار الأثر الأمريكي في أوروبا وأفعال بوتين العدائية الأخيرة… تتوضح لنا مفاصل كثيرة عن نتائج القمتين القادمتين".
ورجّح سفير روسيا في واشنطن، أناتولي أنطونوف، أن الاجتماع المرتقب بين الرئيسين ترامب وبوتين في هلسنكي، قد لا يتمكن من حل جميع المشاكل المتراكمة، وإنما خلق "كيمياء" تفاهم بينهما.
وقال أنطونوف في مقابلة مع قناة "RT" بمناسبة لقاء القمة المزمع عقده بين الرئيسين بوتين وترامب: "هذا اجتماع مهم جدا بين الزعيمين. الجميع ينتظر هذا الحدث بفارغ الصبر. علاقاتنا مع الولايات المتحدة ليست في أفضل حال الآن. ومن الواضح تماما أن هذه القمة ستكون بمثابة فرصة جيدة لزعمائنا لمناقشة جميع القضايا التي تهم البلدين".
وأضاف أنطونوف، "هذه فرصة للجلوس معا، والنظر لبعضهم البعض وبدء الحديث"، مشيرا إلى أنه "من المستحيل التغلب على جميع العراقيل في اجتماع واحد. لكن يمكن توضيح مسار التقدم نحو هذا الهدف. وتحسين العلاقات الثنائية وبدء التفاهم في الشؤون العالمية".
وقال السفير ردا على سؤال، عمّا إذا كان يمكن توقع أن يلتقي بوتين وترامب وجها لوجه (على انفراد بدون أعضاء الوفدين)، قال أن "هذا اللقاء الثنائي وارد وممكن، كما أعتقد، وهو يمكن أن يساعد على خلق ما يسمى بـ الكيمياء بينهما".
وأضاف الدبلوماسي "ربما يمزحون، لا أعرف... وآمل أن تساعدهم هذه الكيمياء على حل مهامهم وإزالة المسائل العالقة بين روسيا والولايات المتحدة".
وفي سياق متصل، أعرب السفير الروسي، عن أمله، في أن تنشئ روسيا والولايات المتحدة مجموعة للأمن السيبراني، عقب الاجتماع المزمع عقده بين بوتين وترامب في هلسنكي.
يذكر أن لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعقد يوم 16 يوليو الجاري بمدينة هلسنكي الفنلندية. وينوي قادة البلدين بحث أفاق تنمية العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، وأيضا مناقشة الموضوعات الراهنة على الأجندة الدولية.
وتدهورت العلاقات بين موسكو وواشنطن بسبب الأزمة الأوكرانية، وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا في مارس عام 2014. وكذلك بسبب الأزمة السورية، واتهامات مزعومة بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. وتعتبر هذه الأزمة في العلاقات بين البلدين الأسوأ منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة، قبل أكثر من ربع قرن./انتهى/