تتميز منطقة "جابهار" في جنوب شرق ايران بطبيعة خلابة وطقس مميز في فصل الصيف بسبب الرياح الموسمية التي تجعل منها ملجأ للسياح الهاربين من حرارة الصيف.

وكالة مهر للأنباء- ديانا المحمود: تتمتع مدينة جابهار الشاطئية الواقعة في جنوب شرق ايران بظروف مناخية جغرافيا مميزة إلى جانب الامكانيات الاقتصادية الخاصة بهذه المدينة السياحية، حيث تحتوي على 200 معلم سياحي طبيعي وتاريخي، فهو أكبر ميناء محيطي ايراني المحاذي لشواطئ بحر عمان الشمالي في منطقة مكران، وأقربها من المحيط الهنديّ.

وما تميز هذه المدينة السياحية هي مناخها المعتدل خلال ايام الصيف، فمدينة جابهار أبرد الموانئ الايرانيّة مناخاً والسبب في ذلك يعود إلى الرياح الموسميّة التي تأتي من المحيط الهندي و تجعل المدينة محط أنظار السياح في أكثر أيام السنة حرارة.

الرياح الموسمية تسمية عربية أطلقت على الرياح التي تهب من البحر إلى اليابسة في الفصل الحار وبالعكس في الفصل البارد، وأخذت هذه التسمية عن العربية إلى اللاتينية فأصبحت مونسون، وهي نوع من الرياح يعود نشوؤه إلى ظروف الضغط الجوي التي تتعرض إلى تحولات كبيرة ما بين الصيف والشتاء. تهب الرياح الموسمية في مواعيد معينة على أقاليم محصورة في المناطق المدارية تجعلها أكثر اعتدالاً وألطف طقساً.

الرياح الموسمية وتغير الطقس في الشهرين الأولين من الصيف

أوضح نائب دائرة توقعات الأرصاد الجوية في محافظة سيستان وبلوشستان أن الرياح الموسمية تهب من جهات مختلفة داخل المنطقة المدارية، ومن أهم هذه المناطق جنوب وشرق آسيا، وفي فصل الصيف ترتفع درجة الحرارة كثيرا في أواسط آسيا مما يؤدي إلى نشوء منطقة ضغط منخفض تنجذب الرياح إليها من المحيط الهادي والهندي المجاورين و تتميز الرياح الموسمية بأمطارها الصيفية الغزيرة.

وأضاف "دوست محمد كليم" أن أكثر تأثيرات الرياح الموسمية تكون في الهند وباكستان، فيما يكون أكبر تأثيرها في ايران على ساحل المحيط في سيستان وبلوشستان ، كما يصل تأثيرها إلى هرمزكان وأحياناً إلى كرمان.

تلاطم الأمواج البحرية والأمواج العالية أهم ظواهر فصل الرياح الموسمية

يضيف نائب دائرة توقعات الأرصاد الجوية في محافظة سيستان وبلوشستان أن تأثير الرياح الموسمية في الموانئ الايرانية تجعل الطقس أكثر اعتدالاً وأكثر لطفاً، مضيفاً أن معدل الهطول في فصل الرياح الموسمية في مدينة جابهار يصل إلى 200 ملم في الساعة، الأمر الذي يميز المدينة عن باقي أنحاء ايران في هذا الفصل.

ويتابع "كليم" قائلاً:  تستمر الرياح الموسمية من شهر أيار حتى نهاية شهر آب ، إلا أن شهر حزيران وتموز هما أكثر الأشهر تأثراً بهذا الفصل، يمكن للزوار تجربة طقس لطيف وهواء منعش في هذه المنطقة بينما ترتفع درجات الحرارة في باقي مناطق ايران في نفس افترة من السنة.

توضح الخبيرة السياحية "طاهره شهركي" عن هذا الفصل قائلة: أن ميناء جابهار المتميز بهوائه المعتدل صيفاً ورياحه الموسمية يشهد عدد من الظواهر الطبيعية المميزة التي تجعل منه محطة جذب للسياح، موضحةً أن الساحل الصخري للمدينة يتلقى أمواجاً عالية ترتطم بالشاطئ تحت تأثير الرياح الموسمية فترتفع الأمواج وتضغط على الصخور.

وتضيف "شهركي" أن هذه الظاهرة الطبيعية تجذب الرياضيين الراغبين بركوب الأمواج العالية، والتمتع بالمشاهد الطبيعية الخلابة.

وأشارت الخبيرة السياحية إلى أن أهم البرامج السياحية التي تشهدها المدينة هي مهرجان الرياح الموسمية، الذي يستمر لمدة 15 يوم وهدفه تعريف المشاركين بطبيعة المدينة وساحلها الجميل.

وجهة سياحية منسية

تعتبر "جابهار" من أروع المواقع للسياحة والترفيهة الملائمة للرحلات الصيفيّة وهي الألطف طقساً، ويأتي اسم المدينة من أصل "جهار بهار" (ذات فصول الربيع الأربعة) بفضل طقسها المنعش طوال السنة كلها، ويمكن اعتبارها أهم وجهات السياحة في ايران في فصول السنة حارّةً أو باردةً. 

نذكر في مدينة "جابهار" إحدى روائع العالم الطبيعيّة للسياحة الجيولوجيّة الرائعة والتي تُدعى ب"الجبال المرّيخيّة"وهناك "ميناء كنارك" المميز بسواحله الخاصّة بإصطياد الاسماك و بأجوائه اللطيفة للغاية، كما نذكر "مستنقع ليبار" و زيارة الانواع النادرة من التماسيح المسمّاة بتماسيح ذات فمٍ قصيرٍ تعيش في جابهار أو"نهر باهوكلات".

من يزور ايران يتجه نحو معالمها الأثرية ومراقدها الدينية ومدنها القديمة إضافة لمناطق الشمال ذات الطبيعة الخلابة إلا أن الجنوب الشرقي لم يحظ بعد بالاهتمام المطلوب ولم يقدم للزوار كما يجب، بينما جذابيته السياحة المميزة تستحق الاهتمام وتكبد عناء السفر بعيداً عن المناطق المركزية في ايران. /انتهى/