وكالة مهر للأنباء، في الوقت الذي يدعم الرئيس الامريكي زيادة انتاج النفط السعودي ويحث الدول على تخفيض وارداتها من إيران واجهت السعودية حدث ما لم يكن في الحسبان، الا وهو انخفاض معدل انتاجها للنفط وفقا لاحدث الاخبار. وكل ما يرغب به ترامب من هذه المسرحيات هو صب جهود الولايات المتحدة للاستفادة من نفسها كعضو مؤثر في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وسوق النفط ، وهذاا ما حدث في مقدمة الاجتماع الـ 174 لأوبك.
هذا واختار ترامب التويتر منبراً رسميا يعلن من خلاله مواقفه السياسية حيث كتب في 30 تموز/يونيو، "تحدثت مع الملك بن سلمان ولي العهد السعودي، وووضحت له اننا نريد زيادة انتاج النفط السعودي الى 2 مليون برميل يومياً، بسبب الفوضى والاضطرابات الحاصلة في إيران وفنزويلا بالاضافة الى اسعار النفط المرتفعة جداً. والملك بن سلمان وافق على ذلك".
بعد نشر هذه التغريدة في وسائل الاعلام، اكدت وكالة الانباء السعودية الرسمية الاتصال الهاتفي الذي جري بين ترامب وبن سلمان ولكنها لم تذكر شيئاً حول زيادة معدل انتاج النفط.
كتب وكالة الانباء الرسمية السعودية: اكد الرئيسان على ضرورة الحفاظ على استقرار اسواق النفط والنمو الاقتصادي العالمي وسعي البلاد المنتجة للنفط من اجل تعويض أي نقص في الاسواق. كما ان البيت الابيض اعلن موقفه حول زيادة معدل الانتاج، واتفق الرئيسان على ضرورة حفظ توازن اسواق الطاقة.
كما اعلن بن سلمان في رده على تقييم ترامب حول نقص النفط في الاسواق، استعداد وقدرة بلاده على انتاج 2 مليون برميل نفط يومياً من اجل تلافي النقص في الاسواق واستقرار اسعار النفظ عند معدلاتها.
ومن جانبه اعتبر ممثل إيران في منظمة الاوبك، طلب امريكا من السعودية بمثابة طلب خروج الاخيرة من منظمة الاوبك.
وفي السياق ذاته، نشرت وكالة مهر للأنباء في 11 تموز/يوليو، تقريراً بعنوان "الرقص بأيدي فارغة" لتسليط الضوء على خفايا وكواليس ادعاء السعودية لزيادة انتاج النفط، شرحت من خلاله حالة انتاج واستهلاك النفط السعودي مدعومة بالارقام والاحصائيات حيث يمكن استخلاص نتيجة من ذلك ان وعود السعوديين لترامب ليس الا كمثل من "يدهن من قارورة فارغة".
زيادة انتاج نفط السعودية ليس الا ادعاء اجوف من قبل السعوديين
قبل عدة ايام وكالة رويترز للأنباء ، والتي غالبا ما تلقي الضوء على أهداف أمريكا، نقلت عن اثنين من مصادر أوبك قائلة: ان السعودية في شهر تموز/يوليو، من السنة الحالية انتجت يومياً 10 ملايين و209 الف برميل يعني تقريباً 200 الف برميل شهرياً مع كل ذلك ان عرض النفط السعودي في الاسواق العالمية في هذا الشهر كان 10 ملايين و380 برميل وهناك احتمال ان جزء منهم تم سحبه من مخزون احتياط البلاد.
كما انه كان انتاج النفظ السعودي في شهر حزيران/يونيو، 10ملايين و488 برميل يومياً، وبالنظر الى حالة الانتاج السعودي وتكيفها مع الإمكانيات التشغيلية للبلاد تبين أن السعوديين لا يستطيعون زيادة ناتجهم عن الرقم الحالي لمدة طويلة، بسبب نقص الاستثمار في قطاع النفط ، فضلا عن الانخفاض في المستودعات والتركيز على تطوير المصافي.
قد تتمكن السعودية من زيادة انتاجها لمدة شهر او شهرين من خلال استخدامها المخزون الاستراتيجي وصادراتها ولكن التجربة التاريخية السابقة اثبتت ان بعد مدة قصير من الزيادة يتم انخفاض معدل الانتاج بلا شك.
حلم حذف إيران من سوق النفط
بغض النظر عن نظرية ايصال صادرات النفط الإيراني الى الصفر، وحذف إيران من سوق النفط، ينبغي القول ان السعوديين اثبتوا تاريخياً انهم ليس لديهم القدرة على زياد انتاجهم عن المعدل الحالي رغم انها تتطلع الى ايصال حجم انتج نفطها الى 10 ملايين برميل يومياً حتى 2025. ومثال على ذلك ما تكررته السعودية حينما تريد تقديم خدمة الى بعض البلاد يتم انخفاض انتاجها بعد شهر تماما من الزيادة القليلة التي تقوم بها.
واكد هذا الكلام الممثل السابق الايراني في البرلمان، "محمد علي خطيبي"، خلال مقابلة مع وكالة مهر للأنباء، ان السعودية تحدثت كثيرا خلال السنوات الماضيةحول قدرتها على زيادة انتاجها من النفط ولكن في الحقيقة من الناحية العملية لم تفلح في أي مرة حاولت فعل ذلك ولم تستطع ايصال انتاجها الى اكثر من 1.5 مليون برميل في اليوم.
وأشار إلى ان امكانيات انتاج الكويت والامارات من النفط في حال لم يتم عرض النفط الايراني في السوق يصل من 200 الى 300 الف برميل. بينما يبلغ تاريخ إنتاج السعودية للنفط فقط 50 سنة، وهذا يعني ان المخازن ستواجه انخفاضا بنسبة 5% على الاقل ./انتهى/