أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مفصلا مع مساعد الرئيس الايراني في شؤون العلوم والتكنولوجيا "سورنا ستاري" تطرق قضايا عدة منها نسبة مبيعات الشركات المعرفية، ودوافع وتداعيات الاهتمام بالشركات المعرفية والناشئة، وارضيات تنمية الشركات الناشئة والمشاكل التي تواجهها، والبرامج والاولويات من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية بناء على العلم والتطور في مجال التكنولوجيا وإجراءات معاونية العلوم والتكنولوجيا في إطار القيام بمشاريع تساعد على رفع مشاكل البلاد وما الى ذلك.
يأتيكم نص اللقاء كالتالي:
س: كيف تقيم نمط التحول والتطور العلمي بشكل عام في البلاد؟
ج: قبل عدة سنوات لم يكن للبلاد اي إنجاز علمي داخلي، لكن اليوم نرى تطورا علميا ملحوظا في داخل البلاد، من ضمن ذلك يمكن الاشارة الى بحوثات علمية تجرى على الحيوانات في مراكز الابحاث، إذ تم افتتاح مشفى القردة مؤخرا في مركز ابحاث "رويان".
اليوم بات يشهد الشعب الكثير من التطورات في مجال العلوم والتكنولوجيا لم تقدم من قبل شركات اجنبية سابقا، وهي تعد ثمرة المساعي والجهود التي بذلها أبناء الشعب.
سوف نرى خلال السنوات المقبلة أن الشركات المعرفية والناشئة تقود جزءا ملحوظا من اقتصاد البلاد وستصل مبيعاتها الى الميليارات، حيث من المتوقع أن تتفوق هذه الشركات بعد ثلاث سنوات، على شركات تعمل في مجال صناعات السيارات والاسمنت والصلب وغيرها من حيث الارباح والمبيعات.
اليوم تتجه تطلعاتنا نحو أن تكون مدينتي طهران وكرج واحة العلوم والتكنولوجيا في البلاد، نظرا لعدد السكان فيهما الذي يفوق 16 مليون نسمة، إذ يشكل ذلك ارضية ملائمة لإنشاء وتطوير الشركات الحديثة والناشئة.
طهران تعد ضمن أفضل 50 مدينة في العالم من حيث العلوم والتكنولوجيا وإنها تحتضن لعدد كبير من الجامعات والطلاب أصحاب العقول المبدعة.
س: هل تعتمد الشركات الناشطة في مجال العلوم والتكنولوجيا بشكل كبير على موارد تحصل عليها من الدول الاجنبية ام هي مستقلة بدرجة كبيرة؟
ج: هناك العديد من هذه الشركات يمكن القول أنها مستقلة بنسبة عالية ولا تستورد سوى كمية ضئيلة من المواد الاولية من الخارج. في سبيل المثال هناك شركة معرفية ناشطة بمجال الادوية والعقارات أعلنت خلال إجتماع عقدناه معها مؤخرا في سياق العقوبات ضد ايران، أن إستيرادها من الخارج لا يتعدى نسبة 3 في المئة كما أنها قامت بتشغيل خطوط الانتاج لديها بنفسها، فضلا عن أن هذه الشركة أصدرت ما يعادل 100 مليون دولار من منتجاتها الطبية والصحية الى روسيا.
س: أين مكانة ايران من حيث التكنولوجيا مقارنة بباقي دول المنطقة؟
ج: اشدد ودون تردد على أن ايران تتفوق في جميع المجالات التقنية على بلدان المنطقة، ومن بين ذلك يمكن الاشارة الى مستوى شراء الانترنت، إذ أن ايران تحتل المركز الثاني آسيويا في ذلك.
س: دائما تؤكد على أن النمو في مجال العلوم والتقنيات يجب ألا يحصل من خلال الدعم الحكومي، ممكن أن تشرح لنا السبب في ذلك؟
ج: النمو الاقتصادي لا يتحقق أبدا من خلال النشاطات التي تعتمد على الميزانية الحكومية، وهذا الامر يتعمم على جميع المجالات إن كانت العلوم والتكنولوجيا او التعليم والطب وما الى ذلك، بل أن الاعتماد على ميزانية الحكومة والنقود التي تأتي بدون بذل الجهود، يلحق ضررا باقتصاد البلاد. ولكن في المقابل فأن المنتجات التي تأتي من خلال إستثمار القطاع الخاص على الشركات الناشئة او المعرفية، تساعد بشكل كبير في تحقيق النمو الاقتصادي.
نحن نعيش في عصر لم يعد الاقتصاد يعتمد على صناعات كالنفط والفولاد والإسمنت وغيرها، سيما أن هذه الصناعات لا تأتي بالقيمة المضافة، بل أن التكنولوجيا أخذت مكان هذه الصناعات.
حاليا توجد 450 شركة معرفية عاملة في مجال التكنولوجيا بالقرب من جامعة "شريف" الصناعية، أخذت مكان ورشات التصليح والمطاعم التي كانت هناك، ما يعد مؤشرا هاما على حدوث تغيير كبير والمضي نحو التطور العلمي والتقني في البلاد.
س: ما هي مكانة ايران علميا وتكنولوجيا على مستوى العالم؟
ج: حققت إيران نموا كبيرا من حيث معدل النمو للتطور العلمي والتقني، إذ أنه وفق المؤشرات العالمية فأن ايران كانت تحتل في عام 2013 المركز الـ 113بالمجال المذكور، بينما ارتقت خلال 5 سنوات بنسبة 48 مركز، لتكون في مركز الـ65 في عام 2018.
س: حدثنا عن تفاصيل تتعلق بالشركات العاملة في مجال تقنية النانو والتقنية الحيوية وتقنية المعلومات التي معروف بإنها الرائدة تكنولوجيا في البلاد؟ وكيف هي تقارن ببعضها البعض؟
ج: حققت هذه الشركات نموا جيدا خلال السنوات الاخيرة. في سبيل المثال فأن عدد الشركات الناشطة بمجال تقنية الاتصات هو أكثر من الشركات العاملة في مجال البايوتكنولوجيا (التقنية الحيوية) لكن ارقام المبيعات لدى كل منهما لا تختلف كثيرا عن بعضها البعض.
من جهة أخرى رغم أن الشركات التي تعمل في مجال النانو، دخلت الحيز التجاري مؤخرا، إلا أنها باتت تحقق حجما كبيراً من المبيعات بحيث ان ايران اصبحت من البلدان الرائدة في مجال صنع منتجات النانو. تقدر مبيعات هذه الشركان بنحو 1200 ميليار (تومان) إذ يعد هذا الرقم جدير بالملاحظة.
توجد حوالي 100 شركة ايرانية فعالة في مجال الخلايا الجذعية، حيث 70 شركة ايرانية تعرف ضمن الشركات المعرفية وأن عملية تسويق منتجاتها قد بدأت.
س: كيف ترى مستقبل الشركات المعرفية في ظل العقوبات المفروضة على ايران؟
ج: بالتأكيد فإن الشركات المعرفية ستشهد تطورا بشكل أكبر في هذه الظروف، وأن ذلك يعد فرصة تفتح أمام هذه الشركات.
الشركات الناشطة بمجال تقنية الاتصالات قد لا تواجه مشاكل تتعلق بإرتفاع سعر الدولار، وأن الشركات المعرفية الاخرى قد تواجه بعض العراقيل بخصوص توفير المواد الاولية من باقي البلدان. رغم ذلك لا يوجد قلق كبير حول هذا الموضوع من حيث أن الشركات المؤثرة سوف تواصل أعمالها.
س: الى أي دول تم تصدير منتجات الشركات المعرفية؟
ج: معظم هذه المنتجات تصدر الى دول الجوار كالعراق وافغانستان وغيرها، الى جانب الصين وجنوب شرق أسيا. يوجد في الصين جناحين لإيران، يمارسان نشاطاتهما في مجال النانو والتقنية الحيوية والأعشاب الطبية.
فضلا عن ذلك فإن لإيران يوجد مراكز للتبادل العلمي والتقني في 60 دولة في العالم، ينشط فيها تجار من داخل البلد المعني./انتهى/