منذ وصول مهاتير محمد إلى السلطة في ماليزيا، بدأت العلاقات مع السلطات السعودية بالتدهور، وقد تصل حد القطيعة مع الخطوات المتخذة من قبل الأخيرة، حيث أعلنت كوالالمبور إغلاق مركز لمكافحة “الإرهاب” مدعوم من السعودية، وذلك، بعد نحو عام فقط على افتتاحه من الملك سلمان بن عبدالعزيز، أثناء زيارة للبلاد.

وزير الدفاع الماليزي محمد سابو، في رد مكتوب سؤال في البرلمان، الإثنين، قال إن “مركز الملك سلمان للسلام الدولي سيتوقف عن العمل فورا، وإن مهامه سيتولاها المعهد الماليزي للدفاع والأمن”، فيما لم يعرض الوزير الماليزي تفسيرا لتلك الخطوة.
المركز، الذي أسس بهدف جذب علماء المسلمين إلى فكرة مكافحة الإرهاب والترويج للتسامح، أعلن افتتاحه في مارس/آذار من العام الماضي خلال زيارة سلمان لماليزيا إبان حكومة نجيب عبدالرزاق، حيث كان للمركز مكتب مؤقت في العاصمة كوالالمبور بانتظار إنشاء مقر دائم في العاصمة الإدارية بوتراجايا.
وجاءت سلسلة من إجراءات اتخذها رئيس الوزراء الماليزي المنتخب مهاتير محمد، ووزير دفاعه محمد سابو، منذ انتخابات مايو/آيار الماضي التي أطاحت برئيس الوزراء نجيب عبدرزاق من منصبه، لتثير القلق في الرياض.
وكان مهاتير محمد، مع سابو، بدأا مراجعة ملف تعاون ماليزيا مع السعودية لمكافحة الإرهاب، كما أعاد محمد تنشيط التحقيقات الخاصة بمكافحة الفساد مع عبدالرزاق، الذي وصفته وسائل إعلام بأنه مدعوم من السعودية.
مراقبون شككوا في الشراكة بين الرياض وكوالالمبور لمحاربة الإرهاب، وإبراز دور الرياض العسكري والأيديولوجي في جميع أنحاء العالم، معتبرين أن الرياض غير مؤهلة لقيادة مركز كهذا بالنظر إلى مذهبها الوهابي الرسمي.