مع تصاعد التوتر بين واشنطن وأنقرة وتصعيد مواقف الجانبين إثر فرض واشنطن عقوباتها ضد تركيا كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أن بلاده تستعد لاستخدام عملتها المحلية في علاقاتها التجارية مع روسيا وإيران والصين.

وقال اردوغان: "تمسكنا بمصالحنا الوطنية هو أهم أسباب تعرضنا لسلسلة من الهجمات الإرهابية والإقتصادية". ولفت إلى عدم وجود أي مبرر منطقي لاتخاذ مواقف معادية كالحالية في كافة المجالات تجاه دولة مثل تركيا دفعت أثمانا كبيرة بصفتها حليفة في الناتو.
أردوغان يهدد واشنطن بـ "أصدقاء جدد"
وفي ظل توتر العلاقات التركية - الامريكية انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخطوات الأمريكية الأحادية الجانب ضد أنقرة وحذر من أن الخطوات الأمريكية الأحادية الجانب ضد أنقرة يمكن أن تدفع بلاده للبحث عن أصدقاء وحلفاء جدد لها.

تركيا كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أن بلاده تستعد لاستخدام عملتها المحلية في علاقاتها التجارية مع روسيا وإيران والصين.
وكتب أردوغان في مقالة نشرت في صحيفة "New York Times": "في الوقت الذي ينتشر فيه الشر بجميع أنحاء العالم، لن تؤدي خطوات الولايات المتحدة أحادية الجانب ضد تركيا، وهي حليفنا منذ عقود طويلة، إلاّ إلى تقويض مصالح وأمن الولايات المتحدة. وقبل فوات الأوان يجب على واشنطن التخلي عن تصوراتها الخاطئة بأن العلاقات بيننا قد تكون غير متماثلة، وأن هناك بدائل عنها. وسيدفعنا عجزنا عن ردع هذه النزعة إلى عدم الاحترام واتخاذ خطوات أحادية الجانب للبحث عن أصدقاء وحلفاء جدد".
تركيا مستعدة للتعامل بالعملة الوطنية مع ايران وروسيا والصين
وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من يخطط للدخول في مواجهة مع بلاده بدفع الثمن في المنطقة، وفي سياسته الداخلية، مؤكدا استعداد أنقرة للتعامل بعملتها الوطنية في التجارة مع روسيا، وإيران، والصين لمواجهة العقوبات الأمريكية على خلفية احتجاز القس آندرو برونسون.
وقال أردوغان، في كلمته في اجتماع المجلس الاستشاري لحزب العدالة والتنمية بشمال تركيا "حاولوا أسر بلادنا في 15 تموز/ يوليو 2015، وقمنا بالرد عبر عملياتنا في سوريا، أما الآن فهم يسعون لفعل ذلك عن طريق الاقتصاد".
وأضاف أردوغان "الذين يدخلون في مواجهة مع تركيا في سبيل الحسابات الصغيرة سيدفعون ثمن ذلك في المنطقة وفي سياستهم الداخلية".

تراجع الليرة التركية الى مستويات غير مسبوقة
وهبط سعر العملة التركية في سوق التعاملات المبكرة في آسيا والمحيط الهادي نقطة 7.06 ليرة لدولار أمريكي واحد، وذلك بعد أن لامست نقطة 7.24 ليرة في وقت سابق. ويأتي هذا التطور مع تخوف ملموس في تركيا من انهيار جديد مع افتتاح البورصة.

وفقدت العملة التركية نحو 40 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام، وهو ما يرجع بشكل كبير إلى المخاوف المتعلقة بتأثير الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على الاقتصاد ودعواته المتكررة إلى خفض أسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع التضخم، فضلا عن الخلاف مع الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات اقتصادية على تركيا.
تدابير المركزي التركي لدعم الاستقرار المالي
وأعلن البنك المركزي التركي، أنه اتخذ سلسلة تدابير لدعم الاستقرار المالي واستمرار الأسواق في عملها.

وتعهد المركزي التركي للبنوك العاملة في البلاد بتوفير كافة أنواع السيولة اللازمة، وسط انهيار الليرة التركية، واستمرار التوتر الحاد بين أنقرة وواشنطن.
لن نقبل إملاءات واشنطن
ورغم انهيار الليرة التركية وظهور بوادر الازمة الاقتصادية قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده قدمت ما يكفي لواشنطن لتحسين العلاقات بين البلدين.

وأضاف جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي، أن على الولايات المتحدة أن تعرف أن تهديداتها لتركيا بدون نتيجة، وأن أنقرة منفتحة على الدبلوماسية والتفاهم، لكن لا يمكنها قبول الإملاءات.
الاستقرار الاقتصادي لتركيا يصب في مصلحة أوروبا
وأجمع مسؤولون وخبراء ألمان، اليوم الإثنين، على أنّ الاستقرار الاقتصادي لتركيا يصب في مصلحة بلادهم وأوروبا، مشددين على أن أنقرة تعتبر من أهم الشركاء الاقتصاديين لبرلين.
وفي تصريحات إعلامية نقلتها صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" المحلية، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان زايبرت، إن "برلين تتابع باهتمام بالغ تطورات ملف العملة في تركيا".
روسيا تسعى للتجارة مع تركيا بالعملات الوطنية
وفي حين أفاد المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، بأن روسيا تسعى لاستخدام العملات الوطنية في حساباتها التجارية مع تركيا، لكن المسألة بحاجة لدراسة دقيقة.
وأوضح أن موضوع استخدام العملات الوطنية في التبادل التجاري بين البلدين طرح عدة مرات خلال اللقاءات على مختلف المستويات، وقد دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرارا لاستخدام العملات الوطنية في العلاقات الثنائية.

وعن مدى تأثير الأزمة الاقتصادية والمالية، التي تواجهها تركيا في الوقت الراهن على تنفيذ المشاريع المشتركة بين البلدين، قال بيسكوف إن الوضع  المالي والاقتصادي في تركيا لم يؤثر على تنفيذها.
ويرى محللون ان الرئيس التركي لا ينوي في الوقت الحالي اي تغيير في استراتيجية المواجهة والتحدي أمام الولايات المتحدة، بغية تليين الأزمة مع الأمريكيين. وقد يكون السؤال الأبرز في الساعات والأيام القليلة القادمة، هل سيهدأ مسار تدهور الليرة التركية أم سيتسارع؟

المصدر: العالم