تاريخ النشر: ١٨ أغسطس ٢٠١٨ - ١٨:٣٦

في ظل تزايد تحركات الولايات المتحدة لتطبيق أشد العقوبات الاقتصادية والتجارية قسوة علی الجمهورية الإسلامية الإيرانية قام أهم شركاء إيران بالتواصل هاتفيا وإصدار بيانات بشأن مواصلة وتوسيع العلاقات مع طهران من خلال الاجتماع مع كبار المسؤولين الايرانيين.

كان يوم الجمعة مليئا بالاخبار من هذه الناحية فتزامنا مع اعلان تشكيل فريق عمل حول إيران في الخارجية الاميركية اكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تواصل التعاون بين بكين وطهران.

وذكر وانغ يي في المحادثة الهاتفية أن برنامج العمل المشترك الشامل (الاتفاق النووي) يتماشى مع مصالح المجتمع الدولي.

واضاف وزير الخارجية الصيني: لقد أعلنا بشكل صريح أننا ضد الأفعال غير المشروعة والعقوبات الأحادية الجانب.

وقال بريان هوك، مدير فريق العمل حول إيران في وزارة الخارجية الأمريكية: ان الهدف من تشكيل هذه المجموعة هو زيادة الضغط الاقتصادي على إيران من خلال استقطاب الدول التي تتعامل مع إيران اقتصاديا، وخاصة مشتري النفط الإيراني. وأعلنت الولايات المتحدة أنه سيتم تغريم الشركات التي تتعامل مع إيران وتنشط في سوق الولايات المتحدة. 

الصين هي أكبر مورد للنفط الايراني في العالم. فاستوردت بكين 718 ألف برميل من النفط يومياً من إيران في الفترة من يناير إلى مايو 2018، والتي تظهر زيادة بنسبة 10٪ تقريبًا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وقد اشترت شركة النفط الوطنية الصينية (CNPC) حصة شركة توتال الفرنسية بعد انسحابها من الاتفاقية المبدئية لتطوير المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي.

من ناحية أخرى، قالت الخارجية الروسية في بيان لها يوم الجمعة إنها عازمة على اتخاذ جميع التدابير اللازمة للحفاظ على الاتفاق النووي الايراني وتنفيذه.

وجاء في بيان الخارجية الروسية : موسكو تواصل تنفيذ التزاماتها في إطار الاتفاق النووي. ونؤكد التزامنا الراسخ باتخاذ جميع الخطوات الضرورية للحفاظ على إنجازه الكامل.

واضافت الخارجية الروسية أن الشحنة الثانية من الوقود النووي جاهزة لارسالها إلى إيران. وقبل سبعة أشهر، تم إرسال أول شحنة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20٪ إلى مفاعل طهران. والآن، وفقاً للاتفاق النووي سيتم ارسال شحنة ثانية من اليورانيوم إلى إيران.

ويحاول دونالد ترامب من خلال تقديم تنازلات للاطراف التجارية مع ايران إقناعها بخفض العلاقات مع طهران وخاصة وقف شراء النفط الإيراني. وتعتبر الصين وروسيا وتركيا والهند من أهم الشركاء التجاريين لإيران. وبخلاف الهند، تخضع الثلاث دول الأخرى للعقوبات الأمريكية لأسباب مختلفة.

ويعتقد دونالد ترامب أنه يستطيع فرض متطلباته على الدول الأخرى بفعل العقوبات.

ورغم أن الولايات المتحدة نجحت في تمرير ستة قرارات في مجلس الأمن الدولي ضد إيران قبل الاتفاق النووي، فقد اختارت في نهاية المطاف طاولة المفاوضات لحل الخلافات. واليوم، فإن أقرب حلفاء أميركا لا تدعم واشنطن في فرض العقوبات الاقتصادية على إيران.

وتسعى الحكومات الأوروبية، من خلال استمرار مفاوضاتها مع إيران، إلى إيجاد طرق للحد من العقوبات الأمريكية ومواصلة تعاون الشركات الأوروبية معها.

العالم ينتقل إلى نظام جديد. وفي هذا التحول، تضعف مكانة وقوة أميركا بالتأكيد. إن إيران واحدة من أهم النقاط الاستراتيجية في العالم، سواء من ناحية مصادر الطاقة أو موقعها الجغرافي السياسي. وستكون لها دور خاص في الاصطفاف العالمي الحديث.

إذا كانت الصين والهند وروسيا والاتحاد الأوروبي، تريد تحقيق مكانة وموقع خاص لها في المستقبل، فإن ذلك لن يتحقق برفقة الولايات المتحدة.

ورغم الصعوبات التي سوف تواجهها ايران بفعل الحظر الأمريكي فان الصمود أمام الغطرسة الاميركية تبعث على الامل في مستقبل العالم.

ولم يتمكن الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش من فرض الهيمنة الأمريكية على العالم من خلال شن حربين كبيرين تكلفتها 7 تريليون دولار. فجاء باراك أوباما ليطهر صورة الولايات المتحدة.. واظهر دونالد ترامب انه رئيس فاشل منذ البداية.

*مرتضى مكي