أكد وزير الدفاع الايراني العميد أمير حاتمي أن الحرب على الارهاب في سوريا لم تنته بعد وأن الارهابيين لازالوا يحتلون أراض، مشددا على ضرورة الاستمرار في المواجهة حتى تطهير كل الأراضي السورية.

أجرت قناة الميادين الأخبارية مقابلة مفصلة مع وزير الدفاع الايراني العميد أمير حاتمي تطرق فيها إلى عدة قضايا اقليمية ودولية كما ناقش آخر التطورات في الأزمة السورية وعلاقة البلدين التاريخية.

وإليكم نص المقابلة:

تعيش المنطقة ما يُشبه المخاض الكبير خصوصاً مع نجاح محور المقاومة في تدعيم إنجازاته على أكثر من صعيدٍ عسكريٍ وسياسي، وتحديداً في سوريا حيث يسجّل الجيش وحلفاؤه إنجازاتٍ ميدانيةً وسط أحاديث عن إقتراب حسم معركة إدلب التي يتحصّن فيها المسلّحون من جبهة النصرة والجماعات المتشددة الأخرى.
بالتزامن يتجدد الحديث عن الحضور الإيراني في سوريا وسط مساعٍ محمومة وضغوطٍ قوية من الولايات المتّحدة ومعها إسرائيل وبعض الدول العربية لتقليص هذا الحضور. وصولاً الى حدّ القبول ببقاء الرئيس بشّار الأسد الى ما لا نهاية وإسقاط فكرة الإصلاحات في سوريا إذا قبِل الأسد بإبعاد إيران عن سوريا وفق عرضٍ سعوديٍ رفضته دمشق كما كشف للميادين مؤخّراً النائب اللبناني نوّاف الموسوي.
 
لماذا يُثير الحضور الإيراني في سوريا كل هذا الإهتمام والجدل؟ وثمّة ما يمكن أن يبرّر في هذا الحضور التحريض المستمر ضد إيران، وكيف تتعامل إيران مع الحملة ضدّها؟
 
أسئلةٌ نحملها الى ضيفنا وزير الدفاع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية العميد أمير حاتمي في هذا الحوار الخاص.


الميادين: اسمح لي أن أسألك كيف يمكن تقييم العلاقة حالياً بين إيران وسوريا على الصعيدين الدفاعي والأمني؟ نعلم أن الزيارة أتاحت التوقيع على إتّفاقية للدفاع المشترك بين البلدين، ما أهمية هذه الإتّفاقية التي جرى التوقيع عليها، ما هي أبرز بنودها وما هي الرسالة الإستراتيجية التي أرادت إيصالها للآخرين؟
 
أمير حاتمي:الإتّفاقية التي وقّعناها وُقّعَت في ظروفٍ تمرّ بها سوريا، في ظروفٍ أفضل من الأوضاع السابقة وشيئاً فشيئاً يتحسّن الوضع في سوريا، في هذه الظروف، أهم موضوع مطروح في هذا الوقت هو البحث في مسألة إعادة بناء سوريا، ونحن نعتقد أن حفظ أمن سوريا، الشعب السوري والقوّات المسّلحة السورية هي التي تحفظ الأمن في سوريا، ولكن لكي تستطيع أن تقوم بحفظ الأمن عليها أن تُعيد بناء قوّاتها العسكرية وبناء البلد بشكل كامل، أهمّ بند في هذه الإتّفاقية هو إعادة بناء القوات المسلّحة والصناعات العسكرية الدفاعية السوري لتتمكّن من العودة الى قدرتها الكاملة، والجمهورية الإسلامية تستطيع في هذا المجال أن تقدّم خدمات جيّدة في هذا المجال وتستطيع المشاركة في إعادة بناء القوّات والصناعات العسكرية.
ومن خلال هذه الإتّفاقية مهّدنا الطريق لنبدأ بإعادة بناء الصناعات الحربية السورية.
 
 
الميادين: أي معالي الوزير يمكن أن تشمل أيضاً كل القطاعات العسكرية بما فيها قطاع الصواريخ؟
 
 
أمير حاتمي:إن أي شيء تعلن الحكومة السورية أنها بحاجة إليه لحفظ أمنها وتستطيع إيران أن تقدّمه لسوريا، من خلال هذه الإتّفاقية ستقدّمه للدولة الصديقة والأخوة في سوريا حسب هذه الإتّفاقية.
 
الميادين: كيف ترون في إيران أُفق الوضع الميداني في سوريا حالياً بعد أكثر من سبع سنوات على بدء هذه الحرب الكونية ضدها؟
 
أمير حاتمي:الوضع الحالي لسوريا عندما نقارنه بالأوضاع التي كانت سائدة خلال السنوات الماضية، الآن الوضع أفضل بكثير، أكثر الأراضي السورية التي كانت في أيدي الإرهابيين قد عادت الى كنف الدولة السورية وقد خرجت من أيدي المسلّحين والإرهابيين. الوضع اليوم أفضل بكثير، وأهم من ذلك أن هذا الأمر مستمرّ وبشكل إيجابي.
 
الميادين:نعم معالي الوزير، الوضع العسكري في سوويا يميل لصالح الجيش السوري وحلفائه، وأنتم طبعاً في مقدّمة هؤلاء الحلفاء. هل يمكن أن نقول أن إيران تعتبر أن الحرب قد انتهت أو أنها على وشك أن تنتهي في سوريا؟
 
 
أمير حاتمي:لم تنتهِ الحرب، لا تزال هناك أراضٍ محتلّة من قبَل إرهابيين ومسلّحين، ولكن، صحيح أن هذه النقطة أقلّ بكثير ولكن لا تزال هذه المناطق في أيدي الإرهابيين، وهذه الحرب العالمية ضد سوريا لم تنتهِ بعد لذلك يجب أن تستمر المواجهة حتى تطهير كل الأراضي السورية وأعتقد أننا لسنا بعيدين عن هذا اليوم.
 
الميادين: هل يمكننا القول اليوم أن ما يُعرَف بمحور المقاومة في المنطقة وفي أساسه وقلبه سوريا وإيران قد انتصر في الحرب على الإرهاب والجماعات المسلّحة والتكفيرية أيضاً ومَن كان معهم ووراء هذه الجماعات؟

 
 
أمير حاتمي:أكيد لا شكّ في ذلك، هذه المواجهة المهمة جداً ليس فقط شعوب المنطقة بل كل الشعوب في العالم يجب أن تكون شاكرةً للقوات العربية السورية ولحلفائها الذين قضوا على هؤلاء الإرهابيين، هذا الإنتصار لم يكتمل بعد وسيستمر حتى نصل الى النصر الكامل.
 
 
الميادين: هناك كلام معالي الوزير عن تحضيرات لعمل عسكري غربي ضد سوريا، كيف يمكن أن يكون عليه تعامل إيران عملياً إذا ما تعرّضت الدولة السورية لأي عدوان خارجي سواء كان هذا العدوان أميركياً أو إسرائيلياً؟ بمعنى أيضاً هناك مواقع سبق أن تعرّضت لاعتداءات إسرائيلية إن كانت تخصّ الجيش السوري أو حتى مواقع إيرانية، كيف يمكن أن يكون الردّ الإيراني في حال حصول هكذا إعتداء جديد؟

 
 
أمير حاتمي:إن قوّات محور المقاومة جاهزة دوماً للردّ ولمواجهة أي عدوان وللرد المناسب والمؤثّر ضد المعتدين. أنا أعتقد أنه يجب ألا يستغلّ أحد هذه الظروف.
 
 
الميادين: أي ألا يستغلّ أي طرف الظروف الراهنة، ولكن هناك تهديدات تلوح في الأفق وقد صدرت مؤخّراً عن بعض الدول الغربية، وهناك أيضاً يُحكى عن سيناريو لارتكاب عمل ما على أساس استخدام السلاح الكيميائي من أجل توجيه ضربة أو عدوان على سوريا، ما الذي يمكن أن يكون الموقف الإيراني في حال حصول هكذا عدوان بصراحة؟ الجمهور ربّما يهمّه أن يعرف ما الذي يمكن أن تقوم به إيران الآن خصوصاً أن المحور الذي يضم إيران أىضاً نجح في أن يفرض نفسه ويغيّر المعادلة.
 
 
أمير حاتمي:هذا السيناريو المطروح حالياً مع الأسف قد نُفّذ عدّة مرّات وتبيّن أنه لم يكن له أي تأثير مهم. إن الحكومة السورية حالياً في وضع أفضل بكثير ولن تسمح لأحد بالقيام بعدوان ضدها من دون أن تردّ عليه ولا سيما أن هذه الأعمال التي يقومون بها حالياً مرفوضة عالمياً وقانونياً، وظروف الحكومة السورية حالياً أفضل من السابق، لا أعتقد أن أحداً سيقبل بمثل هذه الأمور وبمثل هذه الإتّهامات التي تُنسَب الى الحكومة السورية، ليس هناك أي بلد في العالم يكون في حالة إنتصار ثمّ يستعمل الأسلحة الكيميائية.
للحكومة السورية حقّ الردّ علي أي عدوان إذا حصل كما ردّت في الإعتداءات السابقة، وفي هذه المرحلة أيضاً الحكومة السورية وحلفاؤها سيردّون وجاهزون لردّ أي عدوان.


الميادين: كلام خطير معالي الوزير خصوصاً فيما يتعلّق بإمكانية الردّ ودخول الحلفاء أيضاً على خط الرد علي أي اعتداء قد يطال سوريا.
هناك نقطة مهمة ربّما، بعض الأوضاع الأمنية التي كانت في سوريا ربّما لافتة وكانت هناك بعض المشاكل، في إطار ما تعرضونه على سوريا هل من مقترحات أىضاً من أجل المساهمة في ضبط الأمن في بعض المناطق التي استعادها الجيش السوري وحلفاؤه؟ هل من تصوّرات لديكم عرضتموها على الجانب السوري؟

 
 
أمير حاتمي:إن محور العمل هو القوات العربية السورية، وكما في السابق حلفاء سوريا سيقفون الى جانب هذه القوات حتى القضاء على الإرهابيين وتطهير سوريا من كل هؤلاء.
 
 
الميادين: أودّ أن أسألك كيف رأيتم الرئيس بشار الأسد الذي التقيتموه لأوّل مرة، وهل تعتبرون أن الأسد قد انتصر في حربه ضد الإرهاب معالي الوزير؟
 
 
أمير حاتمي:إجتماعنا بالرئيس الأسد كان اجتماعاً جيّداً جداً ووجدنا أن معنوياته عالية جداً ويعيش في ظروف جيّدة جداً وكان يتحدّث باقتدار وقوة وقاد القوات العسكرية بكفاءة، واستطاع القضاء علي هذه المؤامرة العالمية، وكما كنّا نتوقّع منه لديه معنويات عالية جداً.
 
 
الميادين: ما هي الإنعكاسات الإستراتيجية للإنتصار السوري وأيضاً للحلفاء وفي مقدّمتهم إيران في الحرب الكونية على سوريا والمنطقة؟ ما الذي سيتغيّر على صعيد المنطقة بعد كل هذه الإنجازات التي تحققت عسكرياً؟
 
 
أمير حاتمي:أعتقد أن هدف هذه العمليات هو رفع مستوى السلام والصلح في المنطقة. إن الدول التي شاركت في محور المقاومة لا تريد سوى السلام والصلح في المنطقة وكذلك في العالم. هذا الإنتصار هو لتعميق هذا السلام والثبات في سوريا وفي دول المنطقة إن شاء الله.
 
 
الميادين:  أودّ أن أسألك، هناك نقاط عديدة سنطرحها في هذا الحوار الخاص. أولاً إذا ما أخذنا الإجتماعات التي جرت مؤخّراً في روسيا وضمّت وزير الدفاع، أي نظيرك التركي الى جانب زميله وزير الخارجية التركي مع نظيريهما الروسييين، وأىضاً بحضور الرئيس الروسي فلادمير بوتين، ما يؤشّر الى أهمية المحادثات التي انعقدت. هل تنظرون الي هذا الإجتماع بإيجابية أم أن لديكم تصوّرات ما أو تعليقاً ما حول هذه اللقاءات؟
 
 
أمير حاتمي:أعتقد بما أن هناك عقود واتّفاقيات لمواجهة الإرهابيين في سوريا نعتقد أن هذا الإجتماع كان مهماً جداً وهذا الإئتلاف كان مهماً جداً لضرب الإرهابيين في سوريا، بين سوريا وإيران وروسيا. وفي هذا المسار كذلك تركيا لها دور في بعض المجالات لذلك فإن الإجتماعات المختلفة التي عقدناها في هذا المجال كانت دائماً مفيدة ومؤثّرة وبنّاءة.
 
 
الميادين: نعلم معالي الوزير أن كل دولة تسعى للدفاع عن مصالحها الحيوية، إذا ما أخذنا في الإعتبار الرؤية التركية لما يجري في سوريا ربّما لم تتغيّر كثيراً حتى الآن في ما يتعلّق بالرؤية للنظام القائم في سوريا، ربّما خفّت المطالبة برحيل الرئيس الأسد، ولكن لا تزال لدى تركيا بعض النوايا غير الواضحة وغير المعروفة. هل يمكن للقاءات التي جرت في موسكو بين الروس والأتراك أن تفتح الباب لتشكّل محوراً روسياً تركيا يمكن أن يكون على حساب إيران؟ هل تخشون ذلك؟
 
 
أمير حاتمي:نحن متفائلون بمسار أستانة وقد وصل الى نتائج جيّدة، روسيا وتركيا كان لهما دورٌ مؤثّرٌ في هذه اللقاءات ولسنا متشائمين بالنسبة لدور تركيا في هذا المجال.


الميادين: أي أنكم تنظرون بإىجابية للدور التركي يمكن أن نقول في ما يتعلّق بمعالجة الأزمة السورية، هل يمكن ربّما أن يؤسس هذا الإنفتاح التركي بين قوسين الى مبادرة إيرانية قد تُقنع ربّما الأتراك بالإنفتاح على السلطات أو الحكومة أو النظام في سوريا؟
 
 
أمير حاتمي:قلت، نحن نتحدّث عن الواقعيات، وحسب المثل الذي يقول إنه لا يحقّ لأحد القصاص قبل إرتكاب الجريمة، ما حصل الى الآن في أستانة وما شهدناه من تعاون بنّاء بين كل الأطراف، ومن بين هؤلاء الأطراف تركيا وروسيا.
 
 
الميادين:في ما يتعلّق بوقوف إيران الى جانب سوريا منذ بدء الحرب عليها ما الذي يمكن أن نقوله عن التواجد العسكري الإيراني؟ وأيضاً التواجد الإستشاري، نعلم أن إيران تقول أيضاً أن هناك مستشارين يقومون أيضاً بمساعدة في سوريا على مواجهة الإرهاب والجماعات المتشددة. وماذا أيضاً عن حضور بقية الدول الأجنبية الأخرى في سوريا؟ نعلم أن هناك قوّات فرنسية، قوات أميركية وأن عدداً من الدول إستباح الأراضي السورية من دون طلب، علماً أن الوجود الإيراني هو بالتوافق وبطلب رسمي سوري.
 
 
أمير حاتمي:سوريا طلبت من بعض الدول التعاون معها كحلفاء مثل إيران وروسيا، هذه الدول وضعها يختلف عن الدول التي دخلت سوريا من دون طلب من الحكومة السورية، حضور هؤلاء هو لتخريب الوضع الأمني في المنطقة، على الجميع أن يلتزم حفظ إستقلال الدول وخاصّةً سوريا، ولا يحقّ لأي دولة الدخول الى أراضي دولة ثانية من دون طلب من تلك الدولة وهذا يُضعف الوضع الأمني لتلك الدولة، ولا يحقّ لأحد أن يُضعف الوضع الأمني لدولةٍ أخرى، وهذا يُعتبَر إعتداء وإحتلالاً. لذلك عليهم أن يعملوا حسب ما تطلب منهم الحكومة السورية.
 
 
الميادين: أي أنها دعوة الى الانسحاب وهو ما يحظى أيضاً بتأييد روسي.
 

أمير حاتمي:بالنسبة الى روسيا عليكم أن تسألوا الروس عن ذلك، ولكن بالنسبة إلينا نقول أن الأصول تقتضي أن تنسحب هذه الدول لأنها تُضعف الوضع الأمني للمنطقة ولسوريا، لأن من يدخل الى دولة أخرى من دون طلب من تلك الدولة يُعدّ معتدياً و محتلاً، وعليهم أن يمكّنوا الحكومة السورية من حفظ أمنها بنفسها.
الى جانب إيران وروسيا هناك قوّة مؤثّرة ومهمة جداً في سوريا لمواجهة الإرهابيين وهي حزب الله في لبنان، الذي دخل بطلب من الحكومة السورية وبالتنسيق معها وكان له كقوّة مستقلّة ومقتدرة أثره المفيد في حفظ أمن سوريا، وعلينا أن نشكر هذه القوات لما قامت به من عملٍ مناسب في هذا المجال.
 
 
الميادين: سنعود الى موضوع حزب الله ربّما في الجزء الثاني من هذا الحوار الخاص معالي الوزير، ولكن أودّ أن أسألك قبل أن ندخل في فاصل قصير في ما يتعلّق بوضع القوات الإيرانية الموجودة في سوريا، هناك مطالب كثيرة وتمنّيات غربية ربّما وأيضاً إسرائيلية وخليجية بألا يعود هناك وجود إيراني، هل أبلغتكم روسيا مثلاً أن هذا الموضوع قد أُثير مع الأميركيين وماذا كان الردّ الروسي حول هذه النقطة؟
 
 
أمير حاتمي:كما قلت سابقاً بالنسبة الى حضور القوات الإيرانية في سوريا بطلب من الحكومة السورية، وهذا الحضور لا يحقّ لأي دولة ثالثة أن تُبدي رأيها فيه أو تطلب أي شيء في هذا المجال، وليس لأحد الحقّ في هذا المجال ولا داعي للبحث فيه، هذا الموضوع يتعلّق بإيران وسوريا ولا يحقّ لأحد آخر أن يتدخّل فيه.
 
 
الميادين: أنتم في وزارة الدفاع لا شكّ أنكم على اطّلاع على ما يجري، أودّ أن أسأل حيال الوضع الرهن هذا، هل هناك من علاقة بين الاتّصال الذي جرى بين الرئيس حسن روحاني وكذلك ين أمير دولة قطر، علاقة بما يُشاع عن إحتمال أن تشارك طائرات من قاعدة العديد في قطر في أي عدوان على سوريا، هل لهذا الاتّصال علاقة بهذا؟
 
 
أمير حاتمي:أنا غير مطّلع على هذه المسألة ولا أدري إن كان هناك علاقة.
 
 
الميادين: نعود الى نقطة أخرى، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل القول أن العالم وليس فقط منطقة الشرق الأوسط لن ينعم بالسلام والإستقرار إلا بتحجيم إيرن وعزلها وحصارها وربّما أيضاً باستهدافها عسكرياً، ما هو ردّكم؟ هذا الكلام يكرره نتنياهو في كل مناسبة ومن دون مناسبة أيضاً، وآخره كان في فنلندا، كيف سردّ إيرن في حال قامت إسرائيل بعملٍ ما ضد بلادكم؟

 
 
أمير حاتمي:أنا أتصوّر، لمعرفتي بإيران وإرادتها ودفاعها عن نفسها وقدراتها الدفاعية، أجد أن هذا الكلام بعيد عن الواقع وأظنّ أنه يسعى لإيجاد جو من التوتّر ويحافظ على هذا الجو المتوتّر ليؤثّر إقتصادياً على الجمهورية الإسلامية. أعتقد أن هذا ما يريده هو وغيره، إلا أن مَن يتعاونون مع إيران إقتصادياً، قد يتخوّفون من هذا الكلام، ولا أعتقد أنهم يتجرّؤون على الإعتداء على الجمهورية الإسلامية.
 
الميادين: ثمّة قمّة ثلاثية ستشهدها طهران الشهر المقبل ستجمع الرئيس روحاني الى جانب الرئيس الروسي فلادمير بوتين وكذلك نظيريهما الرئيس أردوغان، ما أهمية هذه القمّة عملياً؟
 
 
أمير حاتمي:بما أن هناك عملاً الى حدّ الآن كان ناجحاً بين هذه الدول الثلاث في سوريا، أعتقد أن هذا اللقاء سيكون كذلك مهماً ومؤثّراً.
 
الميادين: هل يمكن أن نشهد إمكانية إنعقاد أيضاً لقاء ثلاثي لوزراء الدفاع الثلاث؟ إيران، روسيا وتركيا.

أمير حاتمي:لحدّ الآن لم يُطرَح هذا الأمر.
 
الميادين: إذا كان لنا أن نسأل طبعاً عن العلاقة مع روسيا الحليف الكبير إن جاز لنا أن نقول، لكلٍّ من إيران وسوريا، كيف تقيّمون العلاقة أولاً عسكرياً ومن ثمّ سياسياً مع روسيا؟
 
أمير حاتمي:بالنسبة الى العلاقات بين هاتين الدولتين هناك عدّة دول أخرى لا تريد الخير لهذه العلاقة وأن تكون مستمرة وقوية لكنني أؤكّد أن العلاقة بين الجمهورية الإسللامية الإيرانية وروسيا هي علاقة جيّدة ومتينة وتتطوّر الى الأحسن.


الميادين: هذا على الصعيد السياسي، ماذا عن الصعيد العسكري والإستراتيجي أيضاً؟ هل يمكن أن نقول أن العلاقات بين البلدين بلغت مستوىً من التعاون الإستراتيجي بينهما؟
 
أمير حاتمي:التعاون العسكري الحالي بين إيران وروسيا حالياً لم تشهد علاقات إيران وروسيا مثل هذا الوضع، علاقات أخوية وعن قرب، وتنسيق قريب في كل المجالات. وكان لنا علاقة جيّدة سابقاً مع روسيا في المجال العسكري، ولكن الآن الى الأمام والأفضل.
 
الميادين: أودّ أن أسأل معالي الوزير طالما العلاقات على هذا الشكل من التعاون الإيجابي مع روسيا هل يمكن لإيران أن تطلب شراء طائرات مقاتلة إيرانية أو أن ذلك يندرج في إطار الحظر المفوض على تسلّح إيران؟
 
أمير حاتمي:هناك اهتمام في هذا الموضوع وروسيا تلتزم بقرارات مجلس الأمن وتعمل على هذا الأساس.
 
الميادين: قبل أيام معالي الوزير كشفتم عن طائرة حربية إيرانية مقاتلة، قبل ذلك بفترة أيضاً كشفتم عن صواريخ جديدة. هل يمكنكم توضيح حقيقة القدرات العسكرية الإيرانية بالفعل خصوصاً أن هناك مَن ينظر على أنها كبيرة وجدّية وفاعلة، بل يقول البعض أنكم لا تكشفون كل قدراتكم العسكرية الحقيقية. لكن في المقابل هناك مَن يشكك بهذه القدرات ويتهكّم ويقول أن إيران تضخّم قواها العسكرية وإنجازاتها.
 
أمير حاتمي:بالنسبة الى قدرات إيران عادةً الأعداء الذين يدّعون هذا وهذا الأمر ليس جديداً، في العهود السابقة كذلك كان هذا الأمر موجوداً، لعلّكم تتذكّرون بالنسبة الى القدرات الصاروخية الإيرانية شككوا كثيراً في ذلك وبعد فترة ثبُتَت لهم القدرات الصاروخية الإيرانية. وكذلك بالنسبة الى دقّة هذه الصواريخ كانوا يشككون بذلك، وكذلك ثبت لهم دقّة هذه الصواريخ وثبتت للجميع دقّتها.
بالنسبة الى الطائرات الأمر كذلك، في المستقبل أيضاً سيشككون في هذه القدرات وسيصلون بعد فترة الى خسارة مستمعيهم ومَن يصغون إليهم، سيخسرون الثقة بهم. لعلّكم رأيتم أن وزارة الدفاع أعلنت للصحافيين الذين حضروا بكاميراتهم وصوّروا ما يشاؤون وكتبوا ما يشاؤون بالنسبة الى هذه الطائرة، وهذا كان بثّاً مباشراً بحضور رئيس الجمهورية وهذا يعني أن الأمر كان دقيقاً وموثّقاً.
 
الميادين: معالي الوزير أودّ أن أسأل فيما يتعلّق بموضوع المقاتلة كوثر التي كُشف النقاب عنها مؤخّراً في إيران، هل يمكن لها في ظلّ ما يعانيه سلاح الجو من حصار قديم طبعاً، هل يمكن لها أن تملأ الى حدٍّ ما الفراغ في القطاع الجوي أي للدفاع عن الأجواء والأراضي الإيرانية؟
 
أمير حاتمي:نحن في منتصف الطريق، المهم أن لدينا مقاتلة لديها القدرات وكل قطعها وأجهزتها من الصناعات الدفاعية لوزارة الدفاع وللجامعات الإيرانية، وعندما تستطيع دولة أن تقوم بهذا العمل تستطيع أن تُكمل المسير في هذا المجال.


الميادين:معالي الوزير هل يمكن أن نقول أن الصناعات العسكرية الإيرانية بات باستطاعتها أن تجاري بعض دول المنطقة في ترسانتها العسكرية وأيضاً في صناعاتها العسكرية مع بعض الدول المتقدّمة؟
 
أمير حاتمي:لقد قلت ذلك مراراً، أننا نسعى دوماً الى عدم الوقوع في فخ السباق العسكري مع أي دولة أخرى، نحن لدينا قدرات دفاعية داخلية وتؤمّن الصناعات الحربية ما نحتاج إليه، نحن لدينا خططنا نعمل لتنفيذها وللدفاع عنها ولحفظ الصلح في المنطقة.
 
الميادين: معالي الوزير المنطقة تموج بقضايا ومشاكل كثيرة، طبعاً نتحدّث هنا عن سوريا التي واجهت حرباً كونية، ربّما بدأت تحاول الخروج منها بنجاح الآن. هناك العراق أيضاً الذي نجح في أن يقضي على حلم الذين يقفون خلف الجماعات المسلّحة وفي مقدّمتها تنظيم داعش. وأيضاً في ما يجري في فلسطين المحتلة، في بعض الجماعات الإرهابية التي تنشط في مصر، وأيضاً الحرب التي يشنّها التحالف السعودي ضد اليمن. كيف تنظرون أنتم الى واقع المنطقة وما تعيشه من صراعات وكيف السبيل الى معالجتها؟
 
أمير حاتمي:الجمهورية الإسلامية تسعى لأن تعيش دول المنطقة كلها في حالة أمن وسلام وهي تدافع عن المظلومين وتعمل على أساس الأصول التي تبنّتها الجمهورية الإسلامية، والدفاع عن حقّ الشعب الفلسطيني وقد أكّدنا ذلك مراراً، والدفاع أيضاً عن المظلومين كالشعب اليمني المظلوم الذي يتعرّض لظلم واعتداءات مستمرة، ندعم هذا الشعب، ونواجه الإرهاب وأعتقد أن هذا الدور كان مهماً وقد لعبته الجمهورية الإسلامية لحفظ أمن المنطقة خلال المدّة السابقة ولحدّ الآن، ولأن الأمن الذي نسعى إليه هو أمن مترابط وليس أمن لبلدٍ دون آخر، ونحن وسط هذه المنطقة لذلك فإن أمن كل هذه المنطقة يجب أن يُحفَظ.
 
الميادين: معالي الوزير قلتم في ردّكم علي السؤال أن إيران تدعم الشعب اليمني، هناك كلام كثير حول طبيعة الدعم الإيراني للجيش وأنصار الله في اليمن. هل يمكن أن نعرف طبيعة هذا الدعم هل هو سياسي فقط، تعاطف، أم ثمّة دعماً عسكرياً كما تُتَّهَمون؟
 
أمير حاتمي:لقد كررنا عدة مرات أن دعمنا للشعب اليمني هو دعم سياسي قائم على أساس العقائد والأصول التي نعتقد بها، ومع الأسف إننا لا نستطيع أن نقدّم الدعم العسكري لأن اليمن محاصَرة حصاراً شديداً، والشعب اليمني يعايش حالة صعبة جداً في حياته اليومية.
 
الميادين: في ما يتعلّق بموضوع العقوبات الإقتصادية والمالية والتضييق الذي تتعرّض له إيران على أكثر من صعيد، هناك اتّهامات أن هناك تضييق ربّما من بعض الدول الإقليمية واتّهامات لإيران بأنها ربّما ترغب أو تمارس أنشطة تتجاوز حدودها. أودّ أن أسأل في ما يتعلّق بموضوع العقوبات الإقتصادية والمالية الأميركية التي ما برحت تشتدّ على إيران، ما الذي يمكن أن تقوم به طهران من أجل الدفاع عن حقها في أن تكون دولة مستقلة ذات سيادة وتفرض على الآخرين التعامل معها بندّية؟
 
أمير حاتمي:مسألة المقاطعة ليست أمراً جديداً بالنسبة إلينا، إنّه عمل ظالم ترتكبه أميركا، من بداية إنتصار الثورة الإسلامية قامت بفرض هذه العقوبات على الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني وقد سلبت الإيرانيين حقوقهم الطبيعية والقانونية ولدينا تجارب كثيرة في هذا المجال ولدينا إرادة لمواجهة هذه العقوبات ونسعى لإفشال هذه الحركات الظالمة ضد الشعب الإيراني لكي نعيش حياةً مناسبة، ونؤمّن حياة مناسبة لشعبنا.
أما الشعب الإيراني الشريف، فقد كانت هذه التحرّكات الظالمة تدفعه الى كره أميركا أكثر، ولولا هذا الحرمان والظلم اللذان تمارسهما أميركا ضد إيران لكان الشعب الإيراني يعيش اليوم في ظروف أفضل، لذلك ترون أن الإيرانيين أينما تجمّعوا، حتى عندما يتحدّثون عن المسائل الإقتصادية المحضة، في البداية شعارهم هو الموت لأميركا لأنهم يعلمون أن كل ما نتعرّض له هو من أميركا وبسبب الظلم الأميركي للشعب الإيراني.
 
الميادين:هذا شعار الموت لأميركا كان قد تراجع في السنوات الأخيرة وها هو اليوم يعود الىالواجهة، ربّما بفعل التشدد الأميركي حيال إيران.
في شهر نوفمبر المقبل ستبدأ المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية وهي تبدو صعبة وقد تشمل منع تصدير النفط الإيراني. ما الذي سيكون عليه موقفكم وأنتم تواجهون السعي الأميركي من أجل تصفير تصدير النفط الإيراني؟
 

أمير حاتمي: كما قلت هناك ردّ فعل طبيعي من قبَل الشعب الإيراني ضد الظلم الأميركي، الشعب الإيراني هو شعب رشيد وبصير ويعرف مَن هو الذي يعاديه ومَن الذي يحبّه ويعينه. لا يهمّنا ما يقوله هؤلاء، ما يهمّنا أن الشعب الإيراني يعرف مَن هو عدوّه ومَن هو صديقه.
نحن ندافع عن مصالح بلدنا وعن الوضع المناسب لشعبنا، بقوّة سوف ندافع عن هذا الأمر.
 
الميادين: المواقف الإيرانية تبدو الى حدٍ ما غامضة في ما يتعلّق بشأن مضيق هرمز وهو معبر مهمّ للنفط العالمي، أي تسري فيه الكثير من ناقلات النفط العالمية. أودّ أن أسأل في حال تشددت السفن الأميركية التي تتواجد في المنطقة حالياً في منع تحرّك ناقلات النفط الإيرانية، كيف سيكون عليه الموقف؟ هل يمكن أن تعمل إيران مثلاً الى إغلاق مضيق هرمز بكل ما قد يحمله ذلك أو ما يعنيه من تبعات؟
 
أمير حاتمي:رئيس الجمهورية الإسلامية تحدّث بشفافية ووضوح في هذا المجال ولا أعتقد أنه يجب أن نكرر ما قاله.
 
الميادين أودّ أن أسأل أيضاً فيما يتعلّق بموضوع الحلفاء، حلفاء أميركا في المنطقة، هناك تصريحات صدرت مؤخّراً عن بعض المسؤولين الإيرانيين تهدد الى حدٍ ما بعض الحلفاء بأن الردّ الإيراني حيال أي تشدد أميركي لمنع تصدير النفط الإيراني قد يطال هؤلاء الحلفاء. ما الذي يعنيه هذا الخطاب الإيراني، الى أي حدّ يمكن أن يصل فيه الردّ الإيراني حيال هؤلاء الحلفاء؟
 
أمير حاتمي: رئيس الجمهورية الإيرانية أعلن بوضوح، وما يقوله رئيس الجمهورية الإيرانية بالنسبة إلينا هو ملزم، يجب أن يُفهَم هذا الموقف بدقّة لأنه سيُنفَّذ عملياً.
 
الميادين: سيُنفَّذ عملياً بمعنى أن ما قيل سيتمّ وضعه على أرض الواقع، وهذه رسالة واضحة لكل الأطراف، ولكن هناك بعض الأطراف المندفعة في المنطقة من أجل التضييق على إيران، وهناك أيضاً مَن يتفهّم الموقف الإيراني مثل قطر، كيف هي العلاقة مع قطر التي تتضمّن أكبر قاعدة أميركية؟
 
أمير حاتمي: الموقف الذي أعلنه رئيس الجمهورية الإسلامية أعلنه بدقّة وأكّد أن عليهم أن يفهموا الرسالة بشكل دقيق جداً، وعليهم أن يتعمّقوا فيها، وهناك أبعاد مختلفة لهذا الكلام لا يمكن أن نمرّ عليه مرور الكرام هكذا.
 
الميادين: أودّ أن أسأل عن العلاقة مع دولة قطر هي ما برحت تتحسّن وهي في تحسّن مضطرد وثّة إشادات متبادلة بين البلدين، ولكن نعلم أيضاً أن في قطر قاعدة العديد وهي الأكبر بالنسبة الى القواعد الأميركية في المنطقة، ويمكن أن تكون مسرحاً من أجل استخدامها في أي عمل عسكري ضد إيران، كيف يمكن أن يكون الردّ؟
 
أمير حاتمي:نحن نسعى الى أن تكون علاقتنا مع جميع الجيران ولا سيما المسلمين منهم والدول الصديقة، أن تكون لنا علاقات جيّدة معهم، وقطر من تلك الدول، ،عندما واجهت هي مشكلة الحصار قمنا بأداء واجبنا كجيران لها ودعمناها في هذا المجال ولدينا علاقات جيّدة مع قطر.
 
الميادين: معالي الوزير كنتَ تحدّثت عن الدور المفيد لحزب الله في سوريا، أودّ أن أسألك ونحن نعيش في هذه الأيام أجواء ذكرى إنتصار لبنان وحزب الله في مواجهة عدوان تموز 2006، وكذلك إنتصار لبنان والجيش اللبناني والمقاومة وحزب الله على الإرهاب في جرود عرسال عند الحدود اللبنانية السورية. الى أي حدّ إيران مستعدة لتقديم الدعم للجيش اللبناني؟ هذا سؤالي الأول، وأخاطبك كوزير دفاع على علاقة وطيدة طبعاً بهذا الموضوع.
 
أمير حاتمي: الحكومة اللبنانية من الدول الصديقة لإيران، نحن نتعامل مع جميع أصدقائنا ولا سيما مع الحكومة اللبنانية، لدينا إستعداد للتعاون الكبير مع هذه الدولة ونقدّم ما لدينا لها وما يحتاج إليه هذا البلد.
 
الميادين: بخبرتكم العسكرية أودّ أن أسأل ماذا تقولون أنتم عن حزب الله وقدراته وإمكاناته المسلّحة؟ وهناك مَن يخشاها في المنطقة وأوّلها إسرائيل طبعاً.
 
أمير حاتمي: حزب الله منظّمة مستقلّة ومقتدرة ولديها ماضٍ قيّم جداً في مواجهة المحتلّين والدفاع عن لبنان. أعتقد أن هذه القدرات حالياً هي قدرات أفضل من السابق في المجال السياسي وفي مجال الدفاع عن لبنان، وهناك دور فعّال وبنّاء لهذه المنظّمة.
 
الميادين: في ختام هذا الحوار الخاص معالي الوزير أودّ أن أسألك ما هي الرسالة التي يمكن لكم أن توجّهوها مثلاً الى دول الخليج الفارسي والمنطقة في ظلّ الظرف الراهن؟
 
أمير حاتمي:رسالتي هي أننا نرغب في أن تكون لدينا علاقات صداقة وأخوة مع كل جيراننا ودول المنطقة، وأمن المنطقة لا يتحقق إلا بمشاركة هذه الدول وتعاونها بعضها مع بعض، ولا يمكن أن نحقق أمن المنطقة من قبَل الدول الخارجية التي لا علاقة لها بالمنطقة، وهذا النموذج قد فشل سابقاً، لقد جرّبوه لذلك أوصيهم وأؤكّد لهم، على كل دول المنطقة أن تتعاون فيما بينها وأن تعود الى قدراتها الذاتية من دون أن تسمح للآخرين بالتداخل ومن دون السعي الى سباق التسلح ليحققوا أمن هذه المنطقة.
 
 

المصدر: قناة الميادين