وقال "دانائي فر في حوار مع مراسل وكالة انباء مهر للانباء: حول الاعتداء على القنصلية الايرانية في البصرة: يجب ان نعلم بداية ان سكان العراق في مختلف المدن وخاصة في المحافظات الجنوبية يواجهون مشكلات مختلفة بسبب نقص الخدمات الاجتماعية والرفاهية والموروثة من العهود السابقة، ولحد الآن لم تلق هذه القضايا محل اهتمام من قبل المسؤولين لأسباب سياسية وأمنية كانت سائدة في العراق خلال فترة ما بعد سقوط نظام صدام.
واضاف: ان ثلاثة عوامل تشكل اسباب وقوع هذه الاحداث، احدها ان الشعب لديهم مطالب واحتياجات اجتماعية ورفاهية مشروعة وعبر عنها مرارا باشكال مختلفة، ولكن وضع العراق نظرا الى مختلف القضايا ومنها تواجد داعش والارهابيين في هذا البلد، والوضع السياسي وتدخلات الاجانب في العراق، حالت دون اهتمام المسؤولين العراقيين بهذه المطالب.
واوضح سفير ايران السابق ان المنافسة الشديدة بين الاحزاب والتجاذبات فيما بينها هي احد اسباب اندلاع الاضطرابات في البصرة، مضيفا: ان التدخلات الاجنبية ومن بينها تدخلات الامريكان والسعوديين في مسار تطورات العراق، يشكل الضلع الآخر لهذه الاضطرابات، حيث قاما هذان البلدان بالتدخلات السافرة في العراق بدلا من ان يحاولا الوقوف الى جانب الشعب والحكومة العراقية في هذه الظروف الراهنة، وعملا على استغلال الاوضاع الخاصة في العراق لتحقيق مصالحهم الخاصة.
وتابع دانائي فر قائلا: شاهدنا ان امريكا والسعودية وعدد آخر من دول المنطقة تدخلت في الانتخابات الاخيرة في العراق، بحيث ان السفير الاميركي اتخذ موقفا قبل الاعلان الرسمي لنتائج الانتخابات، وادلى بتصريحات غريبة مما يدل على قلة خبرته.
واردف قائلا: فعل السعوديون الشيء نفسه من خلال التصريحات والتدخلات التي قاموا بها، لكن الشعب العراقي صوت في الانتخابات لصالح التيارات المناهضة لامريكا.
واشار الى ان الاعداء بعد ان فشلوا في التدخل بالانتخابات العراقية اعدوا سيناريو جديد للمساس بالعلاقات بين ايران والعراق، من خلال طرح مسائل تخص مجيء الزوار العراقيين الى ايران، وشائعة ان ايران نقلت صواريخ الى العراق وهو خبر زائف وملفق تماما.
واكد دانائي فر ان الاعداء غافلون عن ان الاواصر التي تجمع بين ايران والعراق شعبا وحكومة وهي اواصر ثقافية عميقة جدا، وان الجانبين يعتقدان انه بالامكان احباط مؤامرات الاعداء.
وتابع قائلا: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اثبتت كذلك انها وقفت الى جانب الحكومة والشعب العراقي في جميع الاوقات، وستقف الى جانبهم في هذه المرحلة الراهنة ايضا، وستفعل ما بوسعها للمساعدة في ارساء السلام والاستقرار والأمن في العراق.