الهجمات علی سفارات ایران في بعض البلدان ظاهرة قدیمة نسبیا وجدیدة، لکن تنامي هذه الظاهرة في الایام الاخیرة یثیر في الذهن تساؤلات عدة عمن یقفون وراء هذه الهجمات اللااخلاقية وعن نوایاهم من ارتکاب هذه الاعمال، التي تستنکرها جمیع القوانین الدولية والانسانية.

وکانت الهجمة التي تعرضت لها السفارة الایرانية في اثینا قبل ایام امتدادا للهجمات التي شنت ضد السفارات الایرانية في اماكن اخری؛ فقد سبقتها هجمات فنلندا و هولندا و العراق و باریس. و قد اعلنت الشرطة الیونانية ان المهاجمين هم من اعضاء "روفیکوناس" الفوضویة، والمعارضة لسیادة القانون.           

أما المهاجمون في فرنسا فقد کانوا ینتمون الی خلیة "کومله" الارهابية و قد نفذ حکم الاعدام بشان ثلاثة من أعضاء هذه الزمرة المعادية للثورة قبل ایام ، کما تکبد بعض قادة هذه الخلية و أعضائها خسائر فادحة بعد ما تعرض مقر لهم في منطقة کردستان العراقية من قصف بالصواریخ الایرانية.  

وکشفت أحداث البصرة التدخل الامريكي و الصهيوني والسعودي خاصة بعد أن سرّب مسؤولون أمنيون عراقيون معلومات و وثائق أزاحت كل ريب وشبهة من حتمية هذا التدخل الثلاثي في الاضطرابات وقضية القنصلية الايرانية. 

ان تعرض السفارات الایرانية للهجمات في تلك الدول يدل بوضوح علی انه امر مرتب له، ويحمل مسؤولي هذه الدول مسؤولية التصدي لهذه الممارسات. فصیانة السفارات الايرانية وغیرها من السفارات مسؤولية تقع علی عاتق البلدان المضیفة . لکن الاهم في الامر هو الجهات التي تتبنی مسؤولية الهجمات و تقف وراءها و تمولها، والکشف عن نوایاها من هذا العمل.

و بشیء من التدقیق یتبین للباحث أن الانتصارات التي حققتها ایران في مختلف المجالات و لاسیما في المجال الدبلوماسي والعلمي وکذلك العسکري ضد الجماعات الارهابية في المنطقة، و افشالها المستمر للخطة الامریکية الصهیونية لانشاء شرق اوسط جدید وتخريب سوريا، و النيل من حزب الله في لبنان وتقويض محور المقاومة و غیرها من الانتصارات المتتالية، هذه الانتصارات قد کانت وماتزال بمثابة صدمة عنیفة لادارة ترامب، الذي ینوي ادارة العالم کغابة.                                                                                                  

ومثل هذه الممارسات الشنیعة ترمي اولا و اخیرا الی بث الفرقة بين ایران و الدول ذات العلاقات الدبلوماسية الجيدة معها وتأتي ضمن محاولة تشويه سمعة ایران وإظهارها بمظهر المتهم، کما تسعی لاخذ الثار من الشعب الایراني لصموده، بمواقفها المبدئية.                                                                       

فترامب أبرز عدو للاتفاق النووي و لایران الاسلامية، ولديه هدف واضح يتمثل في إلغاء نتائج الاتفاق النووي، أو إذا تعذر ذلك، جعله أقل فاعلية لإيران. هذه حقيقة واضحة. کما ان ادارته تهدف الی تشکیل ائتلاف امریکي صهیوني عربي ضد طهران التي ظلت تهدد منذ عقود السیطرة الامریکية و سیادتها وسيطرتها على المنطقة و تقید الکیان الصهیوني و تقض مضاجعه./انتهى/

المصدر: قناة العالم