وكالة مهر للأنباء: حصلت رواية "فرنكيس" للكاتبة الايرانية مهناز فتاحي على اهتمام شعبي ورسمي في ايران حيث اثنى عليها قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي مكرماً بشكل شخصي صاحبة هذا الكتاب.
تتطرق الرواية بشكل أساسي لذكريات النساء في الحرب المفروضة ودورهن الفعال في هذه الحرب، فترى حكاية إمرأة شجاعة باسم "فرنكيس" حيث حفظ التاريخ الايراني المعاصر بطولة هذه المرأة، فدونت الكاتبة "مهناز فتاحي" قصتها بقلمها الأدبي.
حكاية "فرنكيس"
تحمل رواية "فرنكيس" ذكریات السيدة "فرنكیس حیدربور" مواليد عام 1962 من قرية "اوازین" في محافظة "كرمانشاه" غرب ايران، حيث تعرضت قرية هذه السيدة لهجوم عسكري من قبل نظام صدام أيام الحرب المفروضة على ايران عام 1980، مما دفع أهالي القرية للهروب.
قتلت "فرنكيس" جندي بفأس أبیها وأسرت الآخر بكامل اسلحته وقامت بتسلیمه الی القوات الایرانیةفي تلك الأثناء كانت "فرنكيس" تبلغ من العمر 18 عاما فلجأت مع عائلتها وافراد القرية الى الضواحي وذات مرة عند المساء ومن اجل جلب الطعام من القریة سارت برفقة ابیها واخیها باتجاه القریة حيث تعرضوا في الطریق لهجوم من جنديين من القوات العراقية فقتل ابوها واخوها الا وهي قاومت الجنديين العراقيين وقتلت أحد منهما بفأس ابیها وأسرت الآخر بكامل اسلحته وقامت بتسلیمه الی القوات الایرانیة.
فتاحي تروي لوكالة مهر حكايتها مع القلم
فتاحي: في الحقيقة لقد جعلتني الحرب كاتبةتقول الكاتبة "فتاحي": بدأت أكتب مذكراتي عن الحرب وأنا طفلة صغيرة، كنت في الصف الخامس الابتدائي عندما نشرت لي صحيفة "كيهان" أول حكايتي عن الحرب، في الحقيقة لقد جعلتني الحرب كاتبة.
تضيف فتاحي: كان والدي يعمل في الجيش في أحد المقرات الحدودية في محافظة "كرمانشاه" غرب البلاد، وكنت صغيرة أنا وأخوتي حرمتنا الحرب من والدي لمدة خمس سنوات، لجأت فيها إلى القلم، مضيفةً إن مواظبتها على القراءة في النوادي المحلية ودراستها لاحقاً للأدب الفرنسي أضاف لها الكثير.
كيف بدأت فكرة الرواية
وحول علاقتها ببطلة الحكاية تقول "فتاحي" كنت أعرف السيدة "فرنكيس" سابقاً، وبالطبع الجميع كان يعرفها، رغبت أن أروي قصتها فأنا مثلها سيدة ايرانية من كرمانشاه وافتخر بما فعلت، وعليّ أن أحفظ هذه الحكاية للأجيال فهي درس عقائدي لا يمكن نسيانه.
تردف الكاتبة "فتاحي": في البداية لم يكن عند السيدة "فرنكيس" رغبة بالتحدث حول هذه الذكرى المؤلمة حيث خسرت والدها وأبيها في تلك الليلة، إلا إنها وافقت في نهاية المطاف على أن تروي الحكاية.
تكريم قائد الثورة الاسلامية للرواية "فرنكيس"
كعادته قائد الثورة الاسلامية يتابع الانتاج الأدبي في ايران، وبالطبع توقف عند هذه الرواية معرباً عن إعجابه بها في تقريظ جاء فيه إن: هذا الكتاب يشرح حياة سيدة شجاعة ومضحيّة. لقد تحدّثت إلينا السيّدة فرنكيس الشجاعة بنفس معنوياتها الصّلبة والقويّة، وبلسان قرويّ صادق وودود، وبعواطف ومشاعر سيّدة مرهفة ورقيقة وكشفت لنا عن منطقة مجهولة وهامّة من جغرافيا الحرب المفروضة بكامل تفاصيلها. لم نكن على علمٍ أبداً بما يحدث في القرى الحدوديّة أيام الحرب المفروضة ومصائبهم العديدة وتشرّدهم وجوعهم وخسائرهم الماديّة والدمار وفقدانهم لأحبّائهم؛ كما لم يكن لدينا علمٌ أيضاً بتضحيات شبابهم الذين كانوا في عداد المبادرين والمسارعين الأوائل إلى مواجهة العدوّ المهاجم. وحادثة أسر وقتل العدوّ على يد هذه السيّدة الشجاعة أيضاً تُشكّل لوحدها رواية استثنائيّة لم يكن لها مثيلٌ سوى في سوسنكرد، في تلك الأوان. يجب تعظيم السيّدة فرنكيس والتقدّم بوافر الشّكر لمؤلّفة الكتاب -السيّدة فتّاحي- لما تملكه من أسلوب بليغ وسلس في الكتابة وفنّ في إجراء الحوارات وكتابة المذكّرات.
كما استقبل قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، كاتبة كتاب "فرنكيس" بعد كتابة التعليق على الكتاب وعرضه في مراسم الدورة السابعة لمراسم تكريم أدب الجهاد والمقاومة تحت عنوان دور السيدات في فترة الدفاع المقدس. /انتهى/