وكالة مهر للأنباء- شيرين سمارة: رجّحت الشرطة التركية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وذكرت مصادر أن فريقا سعوديا قام بتعذيبه وتقطيعه، بينما تصرّ الرياض على أنه غادر القنصلية بعد دخوله بقليل . ونقلت رويترز عن مصدرين تركيين ليل السبت أن التقييم الأولي للشرطة التركية يشير إلى أن خاشقجي الذي اختفى بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول الثلاثاء، قد تمت تصفيته داخلها بالفعل. ولكن لا معلومات دقيقة حتى حينه. يا ترى ما هو مصير خاشقجي؟
للتعقيب على الموضوع قامت وكالة مهر للأنباء، بحوار مع الاعلامي اليمني والمتخص في شأن دول الخليج الفارسي "طالب الحسني".
وكان نص الحوار:
س: هل هناك احتمالية ان السعودية قامت بقتل خاشقجي؟
حتى الآن الاحتمال الأكبر انه تم قتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" ، لانه على مدى الأيام الماضية هناك تصريحات متضاربة تاتي من القنصل السعودي في تركيا ، أو من المسؤولين السعوديين في الرياض ، وهناك تأكيد أن خاشقجي الذي دخل القنصلية السعودية بعد ظهر يوم الثاني من هذا الشهر اكتوبر لم يخرج منها ، وهذا يعني أنه إما محتجز وتم تهريبه بعد تخديره فور دخوله ، وقبل تسريب اختطافه ، أو هذا الاحتمال الأكبر أنه تمت تصفيته على الفور ، والأخبار الأخيرة التي يتم تناقلها بناء على تصريحات للشرطة التركية ترجح مقتله ، وما من شك أن القنصل السعودي هو المنفذ لهذه العملية بناء على أوامر لن تكون إلا من سلمان أو نجله إذ لا يمكن الإقدام على هذه العملية دون توجيهات من هذين الشخصين.
س: ماهو تأثير هذا الفعل فيما اثبت ان السعودية من قامت به على العلاقات السعودية التركية؟
بلا شك أن حدوث توتر وربما تبادل طرد السفراء والدبلوماسيين بين البلدين محتمل بشكل كبير إذا أن تنفيذ عملية بهذا المستوى وفي الأراضي التركية يعد مساسا كبيرا بسيادة الدولة التركية فضلا عن أن العملية جريمة اغتيال لصحفي ، ومعالجة التوتر بين أنقرة والرياض قد تتطلب وقتا طويلا.
س: هل ستتأزم العلاقات السعودية الامريكية اثر هذا الحادث؟
الولايات المتحدة الأمريكية تتاجر بالحديث المتكرر عن الحقوق والحريات ، ولكن مصالحها فوق كل الإعتبارات واستخدامها للنظام السعودي في المنطقة يفضح كل هذه المتاجرة ـ فواشنطن شريك رئيسي لما تقدم عليه السعودية من جرائم سواء خارج السعودية مثلما هو الحال في اليمن ، او في الداخل ، ورصيد انتهاكات السعودية الجسيمة والإعدامات كل هذا تسكت عنه الولايات المتحدة الأمريكية بل وتدعمه ، ففي مطلع العام 2016 أعدمت السعودية 40 انسان بينهم المرجع الديني الشيخ نمر باقر النمر وهو معارض ، لم نجد أصوات غربية وحتى عربية تستنكر هذا الفعل ، وبالتالي ، من الواضح أن واشنطن ستدين اغتيال خاشقجي ، ولكن لن تغير سياسيتها تجاه السعودية.
س: كيف يمكن تفسير او تبرير عدم علم تركيا بما يحصل على اراضيها؟
تركيا ، ربما لم تكن تتوقع إقدام السعودية على قتل الصحفي جمال خاشقجي ، لانه لم يكن معارض بتلك القوة التي يمكن الخشية عليه ، فضلا عن أن خاشقجي كان يلتقي في كثير من الأوقات السفير السعودي في الولايات المتحدة الامريكي خالد بن سلمان ، وبالتالي لم يكن يتوقع أحد إقدام السعودية على هذه الخطوة ، ولعل قرار تصفية خاشقجي جاء بشكل سريع ولم يدرس ، وهذا يكشف الاستهانة السعودية بالارواح والدماء بما في ذلك دماء من عملوا لصالح النظام لعقود مثلما هو الحال مع خاشقجي.
س: ما التهديد الذي يحمله خاشقجي للنظام السعودي حتى يتم التعامل معه بهذا الاسلوب؟
السعودية لديها حساسية مفرطة من كل المعارضين ومن كل الأصوات التي تناوئ السياسة السعودية ، السعودية طوال العقود الماضية ، لا تسمح بأصوات معارضة ، بما في ذلك أصوات داخل العائلة الحاكمة نفسها ، وأقدمت على إعدام واختطاف امراء بنفس الطريقة التي جرت مع خاشقجي ، ومن بينهم ثلاثة امراء كشفت قصصهم بتفاصيلها البي بي سي في أحد أهم الافلام التحقيقية التي تطرقت لهذا الأمر ، والأمر الآخر أن الاتزان غاب تماما من المملكة ، فمحمد بن سلمان وهو الحاكم الفعلي معروف بعدم الإنصات لأي صوت ، ويقوم بأعمال فيها الكثير من التهور ، وقدم على خطوات لم يقدم عليها أحد من قبل تكشف الرعونة وعدم الإتزان ومن بينها احتجاز سعد الحرير رئيس الحكومة اللبنانية ، النقطة الأخرى أن خاشقجي بدأ يكتب في عدد من الصحف الغربية من بينها الواشنطن بوست ، وهذه الصحف لها صوتها القوي والمؤثر على الرأي العام الغربي وعلى صناع القرار ، وهذا قد يكون جانب آخر من اقدم السعودية على هذه الخطوة.
س: ما هي الرسائل الموجهة من اختطاف وقتل خاشقجي؟
الرسالة الواضحة هي اسكات الأصوات المعارضة./انتهى/