شئنا أو أبينا هذه هي مجمل الحكاية، وهذه هي الديمقراطية الغربية التي يبشرون بها، فاقدة للعدل وضد الإنسان والإنسانية، وإن قلنا أن شعارهم الذي يرفعونه عن "حقوق الإنسان" لا يعني سوى "حقوق اللاانسان" فلم نذهب بعيدا ولم نجانب الصواب.

وكالة مهر للأنباء - محمد قادري: إن فضيحة أدعياء البشر جاءت هذه المرة بعد أن تمت تصفية من كان في جبهتهم وقد حاق بهؤلاء القتلة ما اقترفوا بحق صاحبهم (خاشقجي) وربما لو لم يكن هو الضحية لراح في ذاكرة النسيان كما يحدث كل يوم لعشرات الآلاف من الأبرياء من كبار وصغار في اليمن وفلسطين والعراق وسوريا والبحرين وبورما وكشمير.

لنترك تلك الحالات التي يتم فيها تصفية وقتل الأبرياء ومن يصطفون في جبهات الحق ضد  أنصار الشيطان ولا نرى حديثا من أدعياء حقوق الإنسان ولا ضمير يقول " بأي ذنب قتلت" ، لكن لا يمكن لمن كان له ذرة من العقل والضمير إلا أن يتساءل ما الفرق لدى أدعياء حقوق الانسان بين قتل وتصفية رجال أمثال الشيخ نمر النمر  وصالح الصماد وغضنفر ركن آبادي وعماد مغنيةوابنه جهاد وحسن شحاتة ومصطفى بدرالدين وسمير قنطار وفتحي شقاقي و... مع شخص كان عاملا لدى الظلمة يدعى "جمال خاشقجي" لنشاهد أي كلمة من في تلك الحالات فيما نشاهد اليوم أنه يقيمون الدنيا ولم يقعدوها من أجل هذا الصحفي؟

لكن ينبغي أن نبحث عن الإجابة في الايديولوجيات التي تنطلق منها الديمقراطية الليبرالية في الغرب ، هذه الرؤية التي تجعل الناس طبقات وشرائح خلافا لما أراده الخالق سبحانه ويحكمون على الحقوق والقوانين بازدواجية مقيتة تتمخض عنها بيع وإبرام صفقات الأسلحة التي تستخدم في قتل الأبرياء والمدنيين.

طبعا لا فائدة من مخاطبة من فقدوا الضمير والوجدان ولم تعد قلوب حية ومسامع تصغي لما يقال، لكن يبقى الأمل معقودا على الرأي العام العالمي وتلك النفوس التي لم تدنس  ويعقد عليه الأمل في التضامن والإصغاء.

إذا كنتم قد آلمكم خبر قتل خاشقجي فاعلموا أنكم وحدكم من جنى على نفسه وكان سببا في ما وقع للصحفي جمال خاشقجي ذلك أنكم خضعتم لهيمنة أشخاص يخوفونكم من الاسلام السلمي والمعادي للظلم والاضطهاد، انتم قد عينتم من يدعم جماعات ارهابية ويربيها كالوهابية.

تدبروا قليلا وفكروا بالصواريخ التي تصنعها ايران والتي تخافون منها وتساءلوا مع انفسكم هل صنعت هذه الصواريخ إلا للدفاع عن المضطهدين وهل استخدم إلا ضد من يعتدون ويظلمون؟ متى كان أتباع الاسلام المحمدي هم من يبدوأون الحرب والصراع؟

لكن في المقابل هل يمكنكم انكار حقائق هيروشيما وناجازاكي؟ هل يمكن ان تتناسوا الجرائم في فيتنام وفلسطين؟ هل يمكن نسيان جريمة اسقاط الطائرة المدنية الايرانية؟ والجرائم الاخرى في البلقان والأحداث المأساوية في اليمن؟ هذه كلها حقائق لا تنكر وحجج لا تقبل النقاش أو التبرير./انتهى/