ومن المقرر أن تبدأ أعمال منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي ينظمه "صندوق الاستثمارات العامة" برئاسة بن سلمان، في نسخته الثانية في الرياض، عند الساعة 09,00 صباحا بالتوقيت المحلي (06,00 ت غ)، وأن تتواصل حتى الخميس.
ويفتتح المنتدى وسط مقاطعة واسعة من قبل رجال أعمال ومسؤولين وشركات اقتصادية عدة على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول.
ومقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول يطغى على المؤتمر الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم "دافوس في الصحراء" تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الذي تبرأت من المؤتمر.
ومن المقرر أن يكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم عن نتائج التحقيقات التي توصل إليها المحققون الأتراك حول قضية مقتل خاشقجي، فقد تعهد أردوغان الأحد بكشف "الحقيقة الكاملة"، موضحا أنه سيدلي بتصريح جديد بشأن هذه القضية عندما يلقي كلمة أمام نواب حزبه الحاكم في البرلمان الثلاثاء.
فبعدما أكدت السلطات السعودية أن خاشقجي غادر القنصلية بعد مراجعتها في الثاني من أكتوبر، عادت وقالت أنه قتل في داخلها، نافية في الوقت ذاته أي دور لولي العهد في ذلك بعدما تحدثت تقارير اعلامية عن احتمال تورطه في القضية.
وينتهج الأمير محمد سياسة القبضة الحديدية في الملفات الرئيسية في المملكة، وشن حملة اعتقالات طالت رموزا دينية وثقافية وحقوقية.
وتقود الرياض في حرب باهظة التكاليف في اليمن للعام الرابع على التوالي ارتكبت فيه فظاعات ماتسبب بأسوأ كارثة إنسانية في اليمن، كما تقود الرياض حصارا على قطر، ما يثير قلق المستثمرين.
كما أن الرياض انخرطت في نزاعات دبلوماسية دولية، بينها مع ألمانيا وكندا، منذ تسلم بن سلمان، الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع، ولاية ولي العهد في يونيو 2017.
وتهدد هذه النزاعات العلاقات بين السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، ودول عدة، وقد دعت برلين الاثنين الأوروبيين إلى تعليق اي عقد تسليح جديد مع الرياض ما لم تكشف حقيقة قضية خاشقجي.
ويعاني الاقتصاد السعودي عشية افتتاح المؤتمر، من انهيار سوق الأسهم المحلية، كما تعرض موقع المنتدى للاختراق وتم وضع صورة لمحمد بن سلمان وهو يحمل منشار والصحفي خاشقجي أمام، وكتب عليها عبارات السعودية صانعة الإرهاب.
و التقى بن سلمان، أمس الاثنين وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في الرياض، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية، علما أن المسؤول الأميركي ألغى مشاركته في المؤتمر على خلفية قضية خاشقجي.
وإلى جانب منوتشين، ألغى مسؤولون دوليون ورؤساء شركات مشاركتهم في المؤتمر، بينهم رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.
وكان آخر هذه الشخصيات رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء فرنسا "أو دي إف" جان برنار ليفي. وسبقه في ذلك رئيس مجلس إدارة شركة "سيمنز" جو كايزر الذي كتب في رسالة طويلة على موقع "لينكد إن" أنه "القرار الأنسب لكنه ليس الأكثر شجاعة".
وسبق وأن أعلنت مؤسسات إعلامية بينها بلومبرغ و"سي إن إن" و"فايننشال تايمز" انسحابها أيضا.
وقام منظمو المنتدى الاقتصادي بإزالة لائحة المتحدثين من الموقع الإلكتروني الرسمي، ورفضوا الاثنين التعليق على أعداد الحاضرين./انتهى/