وكالة مهر للأنباء - مريم معمارزاده : للأمام الحسين (ع) مكانة لدى كل حرِّ ومناضل في سبيل الحق، لكل من لا يرضح لأوامر الظالم والمستعمر والمحتل، حيث لايختلف في أحقيته ألسِنة الناطقين بالحق إن كانوا شيعة أو سنة، او من أديان ومكاتب فكرية أخرى. أخذت قضية الامام الحسين صدى بوسع جغرافيا العام وعلى مدى التاريخ، فأنه يبقى رمزا للحرية في العالمين، وأن مسيرته الاربعينية تعكس هذه الحقيقة عندما نرى العشاق والموالين من مختلف الالوان ومختلف الشعوب، يأتوا ليضموا صوتهم الى صوت ابى الاحرار من خلال التوجه عن بعد عشرات من الكيلومترات نحو مضجعه المقدس مشي على الاقدام.
في هذا الاطار اجرت وكالة مهر للأنباء مقابلة مع منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان "الشيخ زهير"، فيما يلي نص اللقاء :
س: أين تكمن أهمية زيارة الامام الحسين عليه السلام؟
ج: الامام الحسين هو سيد شباب أهل الجنة وهو سبط رسول الله وريحانته في الدنيا. حين نزور هذا الامام الكبير أننا نستذكر كل معاني الاسلام القيمة وكل الجهاد الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم، ناهيك عن الدور الذي قام به الامام الحسين (ع) في خدمة الاسلام وفي المحافظة عن الاسلام المحمدي الاصيل، خاصة حين قام يزيد وقبله ابيه (معاوية) بتحريف هذا الدين وتشويهه.
جاء الامام الحسين لينقي الدين الاسلامي ليعيده لما جاء به رسول الله (ص)، لذلك زيارة الحسين (ع) هي صلة برسول الله وصلة بعلي وصلة بالسيدة فاطمة وصلة بكل المبادئ والقيم التي يحملها الاسلام.
س: ما هي الرسالة التي تحملها نهضة الامام الحسين عليه السلام في نهضته للعالمين؟
ج: الرسالة التي يحملها الامام الحسين هي رسالة الحق، رسالة عدم الخوف من الظالم، عدم الخوف من السلطان حتى لو أدى بأي كان. الامام الحسين (ع) يمثل لنا القدوة والاسوة الحسنة وهو القائد الذي يدلنا على طريق الحق. أصحاب الحق لا يخشون في الحق لومة لائم والامام الحسين يحمل هذه الرسالة حين يقدم أغلى ما يملك، حين يقدم أولاده وأهله جميعا، فقط لقضية واحدة وهي الاسلام والحق وعدم الخشية في ذلك مهما كانت التضحيات.
من هذا المنطلق نحن دائم نستذكر هذه الرسالة سيما في الفترة التي نعيش حاليا، والتي هي فترة الغربة، إذ يوجد هناك أكثرمن مليار ونصف مسلم في العام ونجد ما قلة الذين يحافظون عن الحق ويحملونه ويقفون في وجه أمريكا والعدو الصهيوني، بالاخص مع وجود التنازلات وللقاءات التي تعقد في بعض الدول العربية. في العصر الحالي نجد أن من يحمل الأسلام المحمدي الحسيني الاصيل عددهم ضئيل، لذلك دائما رسالة الامام الحسين هي قدوتنا في طريق الحق الذي نسير فيه.
س: برأيك ما السبب في إستمرار المنهج الحسيني الى يومنا هذا؟
ج: ابو الاحرار هو المنتصر دائما وهو الذي يذكر. لو ننظر في التاريخ فلا نجد للظالمين ذكرا ولا نجد لهم طريقا. الامام الحسين هو الذي سار وحافظ على درب جده رسول الله وهو الذي حافظ على الاسلام.
يقول الله سبحان وتعالى: "ان الدين عند الله هو الاسلام"، وفي مكان آخر يقول "انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". لذلك هذا المنهج هو محفوظ حتى يوم القيامة. نظرا الى ان الحسين يشكل رمزا لهذا الدين ولطريق الحق وأنه رمزا للنقاء والصفاء الاسلامي، لذلك فإن مسيرته باقية وأن دربه مستمر الى يوم القيامة إنشاء الله.
س: هل ان قضية الامام الحسين تشكل رمزا للوحدة بين مختلف المذاهب؟ كيف يمكن ذلك؟
ج: حين قال الامام الحسين (ع): "إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله" ذلك يعني إنه لم يخرج لجماعة أو لمذهب أو لقوم أو لأي جهة محددة. الامام الحسين خرج لإصلاح الباطل، لذلك انه يشكل رمزا للحق والحقيقة ليس فقط للمسلمين فقط، بل هو رمز لكل احرار العالم.
كما أن الاحاديث التي وردت في حق الاما الحسين عن فضله وكرامته ومكانته هو وأخيه الامام الحسن وفي حق أمه سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة (س) وفي حق ابيه الامام علي (ع)، لا خلاف عليها بين المذهبين الشيعي والسني.
فإن قضية الحسين هي القضية الجامعة للأمة، وحين نرى أن المقاومة في لبنان تسير على هذا الدرب ونرى أن المقاومة في فلسطين أيضا تسير على هذا الدرب، نجد أن قضية الحسين هي القضية الجامعة بين كل المجاهدين، ولو ادعى أحد أن هناك مسلما، إن كان سنة أو شيعة، يبغض الامام الحسين (ع) فكلامه هراء وكذب.
هناك حالة سلفية او حالة وهابية تريد أن تبعد المسلمين عن اهل البيت (ع) وكان يبقى الاسلام والمسلمين الحقيقيين هم الاقوى وهم الاشد تمسكا في الحق.
س: ما رأي اهل السنة بتحرك الامام الحسين عليه السلام ضد يزيد حيث البعض لم يؤيد هذه النهضة؟
ج: هذا الكلام غير صحيح وأنه لايوجد من أهل السنة من لا يؤيد هذه النهضة. يوجد هناك بعض من العلماء الذين لم يتكلموا خشية من الظالم وبوجود يزيد والقمع الذي كان يمارسه. فأنهم لم يعلنوا البيعة والتأييد للإمام الحسين، لكن هناك الكبار من أئمة اهل السنة، كسيدنا عبدالله إبن عمر ابن الخطاب الذي أيد الامام الحسين رغم أنه كان ينصح الامام بعدم الخروج من البداية، إذ أنه لم يبايع يزيد وكان الى جانب الامام الحسين.
فعلماء اهل السنة بعد إن انتهى عصر الظلم كلهم كتبوا في مآثر الامام الحسين، حيث يمكن أن نجد ذلك في الكتب. أن اغلب الذي يروى عند الاخوة الشيعة أتى من كتب اهل السنة، مثل تاريخ البداية والنهاية، تاريخ الطبري، تاريخ ابن اثير، تاريخ المسعودي وغيرها. هذه الكتب كتبت ونقلت بإنصاف ماحدث للإمام الحسين. والمسلم لا يستطيع الا يكون مع الامام الحسين بكليته، وهو بالنهاية سيد شباب اهل الجنة، اي منطق واي عقل يقبلها، لذلك جميعنا تربينا وترعرعنا على حب الإمام الحسين.
اعترف أن هناك تعبيرا اكبر عن هذه القضية لدى الاخوة الشيعة ولكن اهل السنة يعتبرون أن خروج الامام الحسين (ع حق مطلق في وجه ظالم مطلق./انتهى/.