أكد عضو مجلس الشورى العماني "توفيق اللواتي"، على أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران وعُمان في الواقع هي أقل من مستوى الطموح وهذا ما تعكسه طبيعة العلاقات السياسية الموجودة كما ان هناك طموح عند حكومتي البلدين لزيادة حجم التبادل والعلاقات التجارية المشاريع المشتركة لا سيما في حقول نفط وغاز مشتركة بين البلدين.

وكالة مهر للأنباء، محمد مظهري: تربط الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعمان علاقات ودية ليست بحديثة وانما تعود إلى مابعد قيام الثورة الإسلامية، حیث أدت عمان دورًا محورياً في المفاوضات الإيرانية مع دول الـ5+1، التي أدت لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني، كما زار سلطان عمان "قابوس بن سعيد" طهران في 2013، وزار الرئيس الإيراني "حسن روحاني" مسقط في 2014 و2017. ويؤكد البلدان دوما على ضرورة تعزيز العلاقات بينهما في جميع المجالات الا ان بعض المعوقات قد تحول دون تطور ملحوظ في هذه العلاقات مثل معوقات جيوسياسية وبعض المشاكل التي تشوب المنطقة.

ولبحث مختلف الجوانب العلاقات الايرانية-العمانية قامت وكالة مهر للأنباء بحوار مع نائب في مجلس الشورى العٌماني "توفيق اللواتي"، فيما يلي نص الحوار:

1. كيف ترى مكانة عمان في اقتصاد وسياسة المنطقة؟

تتمتع سلطنة عُمان بموقع استراتيجي في منطقة الخليج (الفارسي) وشبه الجزيرة العربية وتطل أيضاً على المحيط الهندي هذا مما جعلها تلعب دوراً رئيسياً اقليمياً في المجال الاقتصادي. والحكومة انتبهت وركزت على هذه المقومات والتي هي نقاط قوة للاقتصاد العماني في مجال الخدمات اللوجستية والاستيراد والتصدير والموانئ بالاضافة الى الجانبين السياحي والصناعي وخاصة الصناعات الثقيلة القائمة على النفط والغاز، لذلك نملك ثلاثة مواقع استراتيجية في صحار" و"دقم" و"صلالة" بالاضافة إلى منطقة رابعة في "صور" التي يوجد فيها مراكز للغاز المسال ولبعض الصناعات البتروكيماوية اليوروا والامونيا، لذلك تعتبر هذه المناطق صناعية واستراتيجية ثلاث منها تتمتع بوجود موانئ على المستوى العالمي تستقبل السفن العملاقة مما يمكن السطنة ان تقوم بدور اكبر مما هي عليه الآن وهذا ما تركز عليه الخطط الحكومية في 20-40و20-20 وبرنامج التنويع الاقتصادي الجاري تطويره الآن والعمل عليه.

2. كيف ترى مستوى العلاقات الاقتصادية بين ايران وعمان مقارنة باخرى دول الخليج الفارسي؟ هل هناك افق منفتح لتطوير العلاقات والتبادل التجاري بين البلدين رغم الحظر الامريكي؟

بالنسبة للعلاقات التجارية والاقتصادية بين إيران وعُمان في الواقع هي أقل من مستوى الطموح وهذا ما تعكسه طبيعة العلاقات السياسية الموجودة كما ان هناك طموح عند حكومتي البلدين لزيادة حجم التبادل  والعلاقات التجارية المشاريع المشتركة لا سيما في حقول نفط وغاز مشتركة بين البلدين. بالطبع في حدود مائية مشتركة أيضاً علاوة على وجود طموح ان تكون العلاقات الاقتصادية والصناعية او الاستثمارية حتى في مجال النفط والغاز والمفترض ان تكون اكثر مما هو موجود الآن والذي يعتبر قليلا ولا يذكر ايضاً. لذا نأمل في السنوات القادمة ان تتحسن الأوضاع الجيوسياسية وتكون في صالح تطوير وتشجيع الاستثمار المتبادل والمشترك بين البلدين.


3. کیف تری موقع ايران استراتيجيا واقتصاديا في المنطقة؟ ايران وعمان كيف يمكن ان تؤديا دورا مكتملا مع بعض في اقتصاد وسياسة المنطقة؟

مع الأسف من المعوقات في هذا المجال عدم وجود خط بحري مباشر ما ترفع الكلفة وبالتالي تضع حدا على حجم التبادل التجاري بين الدولتين حتى على مستوى المواد الغذائية والسلع الأساسية لان حجم التبادل بينهما قليل جداً.


4. ما هو سر العلاقات الودية والطيبة بين طهران ومسقط؟ لماذا ايران واثقة في عمان لهذه الدرجة وتعتمد عليها كوسيط امين؟و هل تتوقع ان عمان تلعب مرة ثانية دور الوسيط بين ايران وامريكا لتذليل الخلافات؟

إيران دولة إقليمية فاعلة ومؤثرة ولها ثقلها الاقتصادي والبشري والصناعي كما ان عمان دولة تتعامل مع الدول الموجود في المنطقة ودول اخرى خارج المنطقة في تبادل اقتصادي تجاري صناعي في هامش كبير لزيادة التعامل  والتبادل مع إيران سواء بالذات في السلع الأساسية والغذائية وغيرها من المنتجات التي يمكن بحكم القرب الجغرافي. ولكن للاسف كما اسلفت وقلت سابقا أن عدم وجود خط نقلي بحري مباشر وبعض العوائق الاخرى التي لم تعزز ان يكون تطور او زيادة في حجم التبادل. كما انه تجمعنا علاقة مستقرة وطيبة مع إيران الدولة المسلمة الجارة، وهي ليست حديثة وانما منذ بداية النهضة المباركة على أسس وتفاهم مشترك بين البلدين يمكن ان تلعب دورا اقتصاديا أكبر في المنطقة وهذا ما نتمناه وان تشهد الدول تنمية حقيقية وفائدة تعود بالنفع على كل دول المنطقة بما فيها إيران./انتهى/