اختتم المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للوحدة الاسلامية أعماله أمس ضمن بيان ختامي يؤكد ضرورة ان تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للامة الاسلامية وان العدو الحقيقي للامة هو العدو الصهيوني الغاصب

وافادت وكالة مهر للأنباء إن المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للوحدة الاسلامية الذي عقد خلال في طهران من 24 الى 26 نوفمبر 2018 تحت عنوان " القدس ، محور وحدة الامة" أصدر أمس الاثنين بيان ختامي يؤكد على التركيز على المشتركات العقائدية والثقافية لدول الاسلامية ونبذ الخلافات والصراعات وتوحيد المواقف .

كما شدد المشاركون في المؤتمر على رفضهم القاطع لصفقة ترامب حول القضية الفلسطينية وكل مشاريع التسوية مع العدو الصهيوني والمشاريع الاستسلامية ، مؤكدين على ان تبقى القدس عاصمة فلسطين ومدينة الاديان والحضارات والسلام .

واليكم نص البيان  :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الرحمة والوحدة، وعلى آل بيته المطهرين، وصحبه الميامين، ومن تبعه باحسان إلى يوم الدين.

انعقد بفضل الله وتوفيقه المؤتمر الدولي الثاني والثلاثون للوحدة الإسلامية بطهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في ذكرى مولد النبي الأعظم(ص) وحفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع)، وفي أسبوع الوحدة الإسلامية من 16 إلى 18 ربيع الأول 1440هـ (24-26 تشرين الثاني/نوفمبر2018) تحت عنوان: «القدس، محور وحدة الأمة» بحضور أكثر من تسعمائة من الشخصيات الدينية والفكرية والسياسية من مختلف أنحاء العالم.

وحظي المشاركون بلقاء قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي واستمعوا لتوجيهاته التاريخية الحكيمة التي فتحت آفاقاً جديدة في مسيرة وحدة المسلمين ونهضتهم لمواجهة التحديات ودعم القضية الفلسطينية وبناء الحضارة الإسلامية الحديثة.

وافتتح المؤتمر بكلمة قيمة لفخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حجة الإسلام والمسلمين حسن روحاني، واختتم بتكريم لروّاد الوحدة والتقريب وبكلمة لرئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني.

وتدارس المؤتمرون خلال الاجتماعات العامة وجلسات اللجان قضايا الأمة الإسلامية، والصحوة والوحدة والمقاومة، وضرورة الدفاع عن القضايا العادلة وعلى رأسها القضية المركزية للعالم الإسلامي وهي قضية فلسطين وحيى المشاركون في المؤتمر مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني (ره) رائد صحوة الأمة ووحدتها وباني مسيرة المقاومة والتحرير. والذكرى الأربعين ﻻنتصار الثورة اﻻسلامية المباركة.

وبعد ثلاثة أيام من المداولات، أكد المشاركون في المؤتمر على التوصيات التالية:
1 – يؤكد المؤتمرون أن قضية فلسطين هي القضية المركزية العادلة للأمة الإسلامية وأن العدو الأول هو الكيان الصهيوني الغاصب، ويدعون إلى توجيه كل الطاقات لمقاومته بكل أشكالها، لأنه يمثل الغدة السرطانية التي زرعت في قلب العالم العربي والإسلامي لإضعافه وضرب نهضته وتحقيق الهيمنة الأمريكية وزعزعة الأمن والاستقرار في منطقة تتميز بأواصر المحبة والعزة والكرامة في ظل تعددية إنسانية راقية.

2- يرى المؤتمرون ضرورة توحيد الصف وإنهاء كل الصراعات بين البلدان الإسلامية وداخلها، عبر تحديد العدو بشكل دقيق، وتجاوز الخلافات وتأكيد المشتركات، والدعوة إلى الحوار بين الدول والقوى الفاعلة لمصلحة الأمة، وتفعيل لجنة المساعي الحميدة لفض النزاعات، ما يحقق الأمن واﻻستقرار والسلام لأمتنا وشعوبها، بعيداً عن اللجوء إلى القوى الأجنبية والاستقواء بها أو استعداء القوى الحليفة والصديقة.

3- رفض المشاركون صفقة ترمب لتصفية القضية، وكل أشكال التسوية مع العدو الصهيوني، والمشاريع الاستسلامية، وعمليات الاستيطان والتوطين وإلغاء حق العودة، وتهويد القدس والأقصى الشريف، ونقل عاصمة الكيان المحتل إليها. كما يستنكرون مبادرة الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس مؤكدين ضرورة التصدي لها وإبقاء القدس مدينة السلام والأديان والحضارات كما كانت دائماً في ظل الإسلام.

4- يطالب المشاركون المسلمين والأحرار بدعم الشعب الفلسطيني في مواجهته لجرائم الكيان الصهيوني والتحرك الفوري لإنهائها والعمل على رفع الحصار الظالم على غزة، ويحيّون مقاومة أبطالها والانتصارات التي حققوها مؤخراً، إلى جانب سائر أبناء فلسطين في القدس والضفة وسائر الأراضي المحتلة والشتات مؤكدين ضرورة وحدتهم ووفاقهم لمواجهة التحديات الراهنة.

ومن هنا يثمن المؤتمرون مسيرات يوم القدس العالمي، وحضور عشرات آلاف المصلين في الأقصى، ومسيرات العودة والمخيمات ، والتضحيات التي قدمت من خلال مئات الشهداء وآلاف الجرحى، شاكرين للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية مبادرته لتبني عوائل شهداء مسيرات العودة وتكريمهم، مطالبين المجتمع الدولي بإدانة الإرهاب الصهيوني والاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

5- يؤكد المؤتمرون الرفض القاطع لكل أنواع التطبيع السياسية والتجارية والثقافية والرياضية مع العدو الصهيوني، لأنه فعلٌ محرّمٌ شرعاً وسياسة وعقلا ويجب على كل مسلم مواجهته بكل الوسائل. كما يشيدون بالمواقف المشرفة التي اتخذها الرياضيون والفنانون والبرلمانيون والناشطون لمقاطعة العدو الصهيوني، ويدعون إلى استمرار المقاطعة لتشمل كل القوى المتحالفة مع العدو الصهيوأمريكي.

6- يقف المؤتمرون إلى جانب أبناء الأمة الشرفاء، في الدفاع عن نهج المقاومة في المنطقة، والذي يعد الخيار الأوحد الذي أثبت جدواه وفاعليته في الصراع مع العدو الصهيوني وتحرير الأرض والإنسان بعد فشل كل الخيارات الأخرى.

7- يناشد المؤتمرون المجتمع الدولي وكل الأطراف لإنهاء الحرب الظالمة على اليمن، وفك الحصار ومكافحة المجاعة الجماعية، ودعم الحل السياسي والجنوح إلى السلام عبر الحفاظ على وحدة التراب اليمني والمصالحة الوطنية الشاملة والتعاون بين أطياف الشعب اليمني قواه لبناء بلدهم كما يطالب المؤتمرون بانتهاج السياسات ذاتها في كل مناطق الصراع والأزمات، من نيجيريا إلى بورما مروراً بالبحرين، وفض النزاعات عبر الركون إلى ثوابت الدين الحنيف وتأكيداً سيادة الشعوب، والعمل على إطلاق سراح القادة المعتقلين ومنهم العلامة الشيخ زكزاكي.

8- يؤكد المؤتمرون ضرورة مواصلة مسيرة الصحوة الإسلامية  التي عبر عنها نهج الإمام الخميني الراحل وكل دعاة الوحدة، ﻻ سيما الإمام البروجردي وشيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت والإمام حسن البنا والإمام موسى الصدر والعلامة المودودي والإمام محمد باقر الصدر وغيرهم من رجاﻻت الأمة.

9- يحيي المؤتمرون الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعباً على صمودها ومواقفها الثابتة تجاه القضايا العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين، ويدينون الحصار الأمريكي على الشعب الإيراني مطالبين المجتمع الدولي عدم الاستجابة لهذه الضغوط الظالمة، ويهنئون الجمهورية على الانتصارات السياسية والعلمية والتقنية الباهرة وتحدي الضغوط الاقتصادية وتشكيل قوة الردع لأي عدوان محتمل، مؤكدين أن كل ذلك يعدّ انتصاراً للشعوب الإسلامية، ويثمنون بشكل خاص مواقف الإمام الخامنئي «مد ظله العالي» التي تعبّر عن العزة والكرامة وتشكل سنداً للقضايا المحقة ومكافحة قوى الشر والظلام.

10- إذ يؤكد المؤتمرون محورية القدس والأقصى في تحقيق وحدة الأمة، وضرورة تحرير كل التراب الفلسطيني من النهر إلى البحر، يتقدمون بالشكر والثناء للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على اختياره عنوان القدس لهذا المؤتمر في الظروف التي تمر بها منطقتنا، وعلى جهوده ومسؤوليته الكبيرة في توحيد صفوف المسلمين، لتوجه كل الطاقات من جديد نحو القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين ومعراج الرسول الأعظم(ص) ورمز وحدة المسلمين ومنطلق عزتهم وكرامتهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين /انتهى/.

سمات