ويشارك الفلسطينيون اليوم في الجمعة الـ37 من مسيرات العودة تحت عنوان انتفاضة الحجارة الكبرى، في ذكرى الانتفاضة الاولى.
وفشل مشروع القرار الذي تقدّمت به السفيرة الأميركية نيكي هايلي في الحصول على أغلبية الثلثين اللازمة لإقراره، وذلك بعد أن نجحت الكويت بأكثرية ثلاثة أصوات فقط في تمرير قرار إجرائي ينصّ على وجوب حصول مشروع القرار على أكثرية الثلثين لاعتماده، وهي أغلبية تعذّر على واشنطن تأمينها.
ونصّ مشروع القرار على إدانة "حماس لإطلاقها المتكرّر صواريخ نحو كيان الاحتلال الإسرائيلي وتحريضها على العنف معرّضةً بذلك حياة المدنيّين للخطر". وطالب النصّ "حماس وفصائل أخرى بما فيها حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بأن توقف كلّ الاستفزازات والأنشطة العنيفة بما في ذلك استخدام الطائرات الحارقة".
وأيّدت مشروع القرار الأميركي 87 دولة وعارضته 57 دولة بينما امتنعت 33 دولة عن التصويت.
ولم تتمكّن واشنطن من حشد التأييد لمشروع القرار على الرّغم من الضغوط التي مارستها في الأيام الأخيرة والتي أثمرت دعماً بالإجماع من دول الاتحاد الأوروبي في تأييد نادر.
وفور سقوط مشروع القرار سارعت حماس إلى الترحيب بنتيجة التصويت، معتبرة إياها "صفعة" لإدارة ترامب. ووجهت حماس الشكر للدول التي أفشلت المشروع الأمريكي في الأمم المتحدة.
وقال الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري إنّ "فشل المشروع الأميركي في الأمم المتحدة يمثّل صفعة للإدارة الأميركية وتأكيداً على شرعية المقاومة ودعماً سياسياً كبيراً للشعب والقضية الفلسطينية".
وخلال إلقائه كلمته، شجب مُمثّل إيران النصّ الأميركي واكد ان حركة حماس حركة مقاومة قانونیة تناضل من اجل تحریر ارض فلسطین من الاحتلال الاجنبی. حماس جزء من الشعب الفلسطیني وتدافع عن المواطنین الفلسطینیین امام الهجوم العسكري الاسرائیلي. وبای معیار كان فان هذا الحق القانوني الذاتي یاتي في اطار القوانین الدولیة.
فيما قال ممثّل السعوديّة إنّ "إسرائيل لم تحترم يومًا قرارات الأمم المتّحدة".
وقبل التصويت قالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي إنّ الجمعيّة العامّة التي تُعتبر قراراتها غير ملزمة "لم تقُل يوماً أيّ شيء عن حماس"، منتقدةً ما وصفته "سياسة الكيل بمكيالين" على حساب إسرائيل، واعتبرت هايلي أنّ "قرار التصويت الإجرائي يهدف إلى إعاقة تبنّي مشروع القرار الأميركي.
لكن دبلوماسيين قالوا في وقت سابق إنّ هايلي التي تُقدّم دعمًا غير مشروط لـ"إسرائيل"، جعلت من إدانة حماس هذه "قضيّة شخصيّة جداً". ورأى أحدهم أنّها "تُريد مغادرة الأمم المتحدة بعد إنجاز شيء ما". فيما أكد دبلوماسي آخر بأنه "لم يطلب أحد في واشنطن من هايلي استصدار قرار في هذا الشأن"، مشيرًا إلى أنّ "المتّفق عليه حاليًا في واشنطن هو اعتبار أنّ الأمم المتحدة لا تُفيد في شيء وأنّ إدانة من الجمعيّة العامّة ليست ما سيحلّ المشكلة".
غير أنّ المندوب الإسرائيلي داني دانون هاجم الدول التي رفضت مشروع القرار. كما أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالدول التي صوتت للمشروع. فيما اعتبرت صحف عبرية بينها "هآرتس" نتيجة التصويت "صفعة للإدارة الأمريكية وإسرائيل".
وردا على قرار المشروع الأميركي، تقدمت إيرلندا وبوليفيا، الخميس، بمشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، يدعو إلى تحقيق حل للقضية الفلسطينية، استنادًا إلى القرارات ذات الصلة، بما فيها قرار مجلس الأمن 2334، الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وشرقي القدس. وصوتت 156 دولة لصالح فلسطين، و6 أصوات معارضة، بينما امتنعت 12 دولة عن التصويت.
واعتمد مجلس الأمن، القرار 2334 في 23 كانون الأول/ ديسمبر 2016، قبل أسبوع واحد فقط من انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والذي امتنعت فيه واشنطن عن استخدام حق النقض، ودعا للوقف الكامل والفوري للاستيطان باعتباره غير شرعي، مع تأكيد مبدأ "حل الدولتين".
وبالتزامن مع الذكرى الـ31 للانتفاضة الفلسطينية الاولى، تواصل مسيرات العودة وكسر الحصار فعاليتها في قطاع غزة للجمعة السابعة والثلاثين على التوالي، تأكيدا لاستمرار النضال الفلسطيني حتى عودة الحقوق كافة.
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار على اليوم، جمعة "انتفاضة الحجارة الكبرى"، في ذكراها الـ31، وذلك "تأكيدا لاستمرار العودة، واستحضارا للبطولات والتضحيات التي خاضها الشعب الفلسطيني خلال انتفاضة الحجارة". وأكدت الهيئة في بيان، أن الشعب الفلسطيني أصبح، "أكثر إصرارا وعزيمة على التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية".
ونوهت إلى أن "الإدارة الأمريكية لا تزال تحيك المؤامرات لتبديد إنجازات شعبنا وحقوقه المشروعة، من خلال دعمها الواضح للاحتلال، ومحاولاتها المتواصلة تصفية قضيتنا الوطنية، وفي مقدمة تلك المؤامرات؛ صفقة القرن"، مشددة على وجوب أن تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها؛ "بوضع الاحتلال موضع المساءلة والمحاسبة والردع على جرائمه بحق الأرض والإنسان"./انتهى/