وكالة مهر للأنباء- شيرين سمارة: كان لتصريحات وزير الطاقة القطري "سعد الكعبي" حول خروج قطر من منظمة أوبك بحلول 2019 وقع ثقيل وردات فعل مختلفة على المستوى الاقليمي والدولي. الذي أخذ بالكثيرين نحو التحليل والتوقع ما وراء الخروج من اوبك الذي نجده اليوم سياسة قد تنتهجها قطر متمثلة بنيتها للخروج من مجلس تعاون الخليج الفارسي الذي بررته منذ فترة على انه رغبة شعبية منذ بداية الحصار ومن جهة اخرى قد يكون التفكير بجدوى فعالية هذه المنظمات وما تقدمه لقطر.
على الرغم من أن المسؤولين القطريين اوضحوا أن خروج قطر من أوبك لاسباب فنية وليس سياسية ولكن ما تصبو إليه قطر واستمرارها بالتفكير للخروج من منظمات اقليمية او دولية أخرى كمجلس تعاون الخلیج الفارسی لا يدل او يقدم أي إشارة على أنه انسحاباتها التي تلحقها بدراسة انسحابات من منظمات أخرى على أنه لاسباب غير سياسية.
بعد سنتين تقريبا من الأزمة التي تعيشها قطر والحصار الذي تواجهه قد ترى أن لا نفع من بقائها في مجلس التعاون الذي كان جديرا به أن يدعو لعقد ولو جلسة واحدة مخصصة حول الأزمة القطرية وحل النزاع بين الاطراف المتخاصمة. ولكن اليوم قد تكون قطر مستمرة في إعادة حساباتها وتنظر إلى القضايا بأعين "ترامبية" اقتصادية اكثر منها سياسية متجاهلة الآخر على مبدأ "العين بالعين والسن بالسن" ملتفتة إلى مصالحها أولاً وقد تتخذ يوما ما شعار "قطر أولاً".
یمکن قراءة هذه الرؤية في تصريحات وزير الخارجية القطري "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني"، حينما قال في وقت سابق إن "استمرار الأزمة الخليجية كشف إخفاق مجلس التعاون في تحقيق أهدافه وتلبية طموحات شعوبنا الخليجية" إشارة إلى مدى الاستياء القطري على المستوى الرسمي قبل الشعبي تجاه هذا الكيان، الذي هرم قبل أن يبلغ الأربعين من عمره، بل وصار في الوجدان القطري أنه لم يعد لوجود قطر فيه أي حاجة، والانسحاب منه لن يضر قطر أكثر مما لحق بها من أضرار نتيجة الحصار.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل ستنتهج دول أخرى من دول مجلس تعاون الخليج الفارسي ما تنوي ان تقوم به قطر وهو الخروج من المجلس والذي عبرت عنه أنه مطلب مطروح منذ بداية الحصار عليها وليس وليد اللحظة. وانما هو رغبة شعبية مند حزيران العام الماضي 2017 وظناً منهم أن مجلس التعاون تحول في ظل الظروف التي تكسو العالم اليوم إلى منظمة شبيهة بمنظمة اوبك، تحاول أن تؤمن مصالح البعض متجاهلة البعض الاخر.
تنظر الكثير من الدول العربية أن مجلس تعاون الخليج الفارسي ابتعد كثيراً عن الاهداف التي تأسس من أجلها متجاهلاً حتى اسمه لتبقى كل افعاله متضاربة مع ماهيته وقد يكون من الافضل تغيير اسمه إلى "مجلس التهاون" المتعامي عن مهامه في ظل أزمات دول على حساب دول أخرى.
قد لا تكون هناك من أدلة دامغة أن قطر تتبع خطى ترامب وتنتهج سياسته الاحادية، أو أن انها استلهمت من الفردية الأمريكية ردات فعلها التي تجعل منها في عزلة يوما بعد يوم كما أننا لا نعلم مدى انصياعها لأوامر من ترامب إلا أن مدحها لأميركا في اجتماع مجلس العلاقات الخارجية حين قال وزير الخارجية القطري "نهنئ واشنطن على جمع مجلس التعاون الذي لم يلتئم منذ بدء الأزمة"، ورأى أن الأولوية هي لبحث التحديات بين دول التحالف الإستراتيجي الذي دعت إليه واشنطن. هل تعي جيداً قطر طبيعة ترامب التي ترتكز على أن لاشيء بلا مقابل أم تنظر إليه هنا بعين الحمل الوديع الذي قلبه على دول الخليج الفارسي وحل ازماتها؟
الدليل الثاني هو تصريح وزير الطاقة سعد الكعبي مؤخراً أن قطر للبترول، تدرس الدخول في شراكات لإنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة الأمريكية. من جهة قرارها صائب بأن تحول أموالها التي لا نفع منها في اوبك إلى مشاريع اكثر جدوى حسب قولها، لصالح البلد والشعب ومن جهة أخرى كم تكلف شراكتها مع ترامب في مشروع كهذا؟