اكد وزير الخارجية الايراني "محمد جواد ظريف" ان سياسة الجمهورية الاسلامية تعتمد دائما على التعاون مع دول منطقة الخليج الفارسي ، بينما تسعى السعودية الى الدخول في صراع مع ايران.

وقال ظريف في حوار اجرته معه مجلة لوبوان الفرنسية في معرض اجابته على سؤال عن تحالف جديد في الشرق الأوسط بين طهران والدوحة وانقرة من جهة، وبين محور واشنطن، تل ابيب، الرياض وأبو ظبي من جهة اخرى: ان ايران لم تسع مطلقا الى دخول صراع مع اي بلد، فالجمهورية الاسلامية الايرانية دافعت دوما عن التعاون مع جميع بلدان منطقة الخليج الفارسي، في حين تسعى السعودية للدخول في صراع مع ايران في الشرق الاوسط، وذلك عبر الهجوم على اليمن ومحاصرته اقتصاديا.

واشار الى ان ايران ساعدت قطر عندما تم فرض الحصار عليها وحرمان شعبها من احتياجاته الاساسية، وهو ما قامت به ايضا عام 1990 عندما اجتاح العراق الكويت، وهو ما ستفعله اذا ما تم مهاجمة السعودية في المستقبل من قبل اي بلد.

وحول سؤال المجلة الفرنسية بان ممارسة السعودية ضغوطا على قطر بهدف ارغامها على قطع علاقاتها مع ايران، ادى الى نتائج معكوسة، قال ظريف: هذا بالضبط ما حدث، قبل اربعين عاما ادت سياسات السعودية الى نتائج عكس ما كانت تتوقعه، فالسعودية قدمت مساعدات الى صدام ( خلال الحرب العدوانية على ايران) بقيمة 75 مليار دولار، فماذا حدث بعد ذلك؟ لقد استخدم نفس الأسلحة التي تم منحها ضدهم، وهذه السياسة خاطئة من الاساس، لأننا نرى السعودية تكرر نفس الخطأ في لبنان وسوريا والعراق واليمن وافغانستان وقطر! وهذا يعني أن الرياض انتهجت هذه السياسة تجاه هذه الدول بسبب عدائها لايران، حيث ادت الى نتائج معكوسة  عادت تداعياتها على الرياض نفسها.

وتابع قائلا: ان مشكلة المنطقة هي السعودية التي تحاول بدعم من اميركا وفرنسا وبريطانيا القضاء على ايران او عزلها في الشرق الاوسط على الاقل، فالسعودية مدفوعة فقط بالعداء لايران، في حين أن هذه السياسة لم تسفر عن أي نتائج، فما يحدث في المنطقة ليس نتيجة سياستنا، بل نتيجة لما تفعله الرياض.

واكد ظريف ان ايران لا تسعى مطلقا الى شطب السعودية من الشرق الاوسط، ولم نسع في اي وقت من الاوقات الى شطب اي بلد، وعلى العكس، كان هؤلاء السعوديون يسعون لايذاء ايران، ولأنهم فشلوا، فانهم يتهموننا بالتوسع.

وحول عدم قدرة السعودية على ادارة الحرمين الشريفين، قال وزير الخارجية الايراني: ان دولا مختلفة في العالم تؤكد بان السعودية غير قادرة على ادارة مكة، وان ايران  أدركت ذلك قبل فترة قصيرة من بقية دول العالم، وعلى العكس، لم نقم أبدا بأي اجراء ضد الحكومة السعودية، فايران ترسل سنويا  ثمانين ألف شخص للحج، وهي واحدة من اكثر الدول التي ترسل الحجاج في العالم.