وقال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، خلال مؤتمر صحفي للكشف عن تفاصيل عملية "حد السيف" التي تصدت خلالها المقاومة لقوة صهيونية داخل قطاع غزة، قُتل خلالها قائد القوة وأصيب آخر، إن "الكنز المعلوماتي الذي تحصلنا عليه سيعطينا ميزة استراتيجية على صعيد صراع العقول مع العدو الصهيوني".
وشدد على أن عملية "حد السيف" أثبتت صوابية مراهنة المقاومة على الحاضنة الشعبية، واعدادها المتواصل على كافة الصعد، مؤكدًا إفشال المقاومة للكثير من المحاولات الصهيونية على مدار سنوات.
ولفت إلى أن المقاومة تعطي فرصة لكل العملاء الذين سقطوا في وحل العمالة بالتوبة، مشيرًا إلى أن أي عميل يساهم في استدراج قوة صهيونية خاصة تتعهد له المقاومة بالعفو عنه، ومكافأة مقدارها مليون دولار.
وعن تفاصيل العملية قال أبو عبيدة: "إن القوة الصهيونية تلقت تدريباتها عمليا وفنيا بين شهري يناير وأكتوبر من عام 2018، وكانت العملية تهدف إلى زراعة منظومة تجسس، للتنصت على شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة في قطاع غزة".
وأضاف: "استطاعت المقاومة إفشال العملية وكشف القوة رغم المحاولات الحثيثة من قبل استخبارات العدو، وتجنيدها لكل ما توصلت إليه من تكنلوجيا وأساليب".
وتابع: "بدأت العملية من خلال إدخال السيارات والإمكانيات والمعدات قبل عدة أشهر عبر معابر قطاع غزة وخاصة معبر كرم أبو سالم المخصص للبضائع، وتم تخزينها في بعض الأماكن، ومساء يوم التنفيذ تسلل 15 فردًا من قوات الكوماندوز من الجنود الإسرائيليين ليس بينهم أي عميل فلسطيني، موزعين على مجموعتين، احداهما للتنفيذ والأخرى للتأمين".
وأردف: "تسللت القوة من منطقة وعرة في السياج الفاصل مستغلة الضباب، ودخلت وبحوزتها أدوات متقدمة ومنظومة قيادة وسيطرة، ومعدات طوارئ، وكل ما يلزم لقوة عسكرية خاصة".
وبيَّن إلى أن القوة كل الوثائق اللازمة للتمويه والتغطية، حيث زورت بطاقات شخصية باسم عائلات في قطاع غزة، وزورت أوراق مركبتين، وأوراق لجمعية خيرية لتكون غطاء لعملهم، منوهًا إلى أن الضابطة الإسرائيلية التي كانت ضمن العملية دخل إلى قطاع غزة مسبقًا تحت غطاء مؤسسة دولية عاملة في القطاع.
وأوضح أن القوة استأجرت خلال أحد الشاليهات في خان يونس لعدة ساعات كنقطة لقاء مستخدمة الغطاء المذكور والأوراق المزورة، وأثناء التحرك اعترضتها قوة أمنية تابعة لكتائب القسام، ولاحقت المركبة التي كانت تقل قائد القوة شرقي خان يونس بعد الاشتباه بها.
وأضاف: "بعد تحقيق الشهيد نور بركة وأفراد القسام مع أفراد المركبة اشتبهوا بهم وقرروا احتجازهم، وعندما باشروا بالاعتقال اشهرت القوة السلاح وأطلقت النار، مما أدى إلى استشهاد القائد نور بركة والقسامي محمد القرا، فيما قام المجاهدون بالرد على القوة بقتل قائدها وإصابة آخر، فيما تمكنت القوة من سحب القتيل والمصاب والهروب قبيل وصول مقاتلي كتائب القسام".
وأشار إلى أن مقاتلي القسام بدأوا بمطاردة القوة وإغلاق السياج الفاصل، وتأمين جميع المحاور، وأثناء المطاردة تم الاشتباك مع القوة الصهيونية الخاصة، قبل أن يتدخل الطيران الحرب الإسرائيلي والمدفعية وطائرات الاستطلاع، حيث تم تنفيذ عشرات الغارات، لتأمين الهروب للقوة المعتدية تحت الغطاء الناري، وبمساعدة طائرة كانت بانتظارهم.
وارتقى خلال مطاردة القوة الصهيونية 5 شهداء، فيما حاول الاحتلال قصف المركبات التي استخدمتها القوة الخاصة داخل قطاع غزة لتضليل المقاومة، وبعد الإفشال الميداني المباشر شرق خان يونس، بدأت كتائب القسام بالعمل الحثيث والفوري والتحقيق الواسع، وبجهد أمني واستخباراتي وميداني، تم كشف الخيوط الدقيقة للعملية.
وقال أبو عبيدة: "تم كشف أفراد القوة بأسمائهم وصورهم وطبيعة مهامهم والوحدة التي يعملون بها وأساليب عملها، ونشاط القوة في العديد من الساحات الأخرى، حيث نفذت العديد من المهام الخارجية في الأقطار والساحات العربية الإسلامية".
وأكد أن العالم شاهد أن نشر صور أفراد القوة شكل صدمة للعدو وحالة ارتباك كبيرة، مما اضطره لاتخاذ كافة التدابير في محاولة لمنع نشر الصور، من خلال الضغط وحجب وسائل الإعلام، والتآمر مع بعض مواقع التواصل، للتقليل من حجم الخسائر التي مُني بها.
المصدر: فلسطين اليوم