وصف الفنان السوري "دريد لحام"، العلاقة الايرانية السورية بالمتينة بما ان الهدف واحد وخاصة تبني ايران للقضية الفلسطينية التي تتبناها سوريا وبالتالي هذا المحور المقاوم هو محور قوي جدا يتميز بمتانة علاقاته ونقائها.

وأوضح الفنان السوري القدير "دريد لحام"، في مقابلة خاصة مع وكالة مهر للأنباء انه فنيا مشهود لايران وخاصة في مجال السينما انها متطورة جدا وتسبق كل جوارها في الاخراج السينمائي فضلا عن انواع الفنون الاخرى والحرف التي يتقنها الشعب الايراني فعلى سبيل المثال يكفي ان يكون لديك سجادة ايرانية لتملك ثروة مالية ورمزية وتراثية في نفس الوقت.

وفي معرض سؤاله عن سبب استقالته من منصب سفير النوايا الحسنة وحقوق الطفل في منطقة الشرق الاوسط مع اليونيسيف والتي امضى فيها 7 سنوات يستعرض دريد لحام القصة الكاملة لأول مرة  بأنه بدأ هذا المسار الانساني في سوريا فقط وبعدها بسنتين عرض عليه ان يكون سفير لليونيسف في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا، وقال السفير المستقيل " قمت بجولات كبيرة في الوطن العربي من المغرب حتى الكويت لاجل الطفولة والاطفال ولكن وبعد عدوان تموز على لبنان في العام 2006 وعلى اثر تصريحي من جنوب لبنان ومن على بوابة فاطمة بأني افتخر ان اكون صديقا للمقاومة اعتبروني ارهابيا واشتكت حكومة الكيان الاسرائيلي لمنظمة اليونيسيف ان لديكم سفير يدعم الارهاب وقامت المنظمة حينها بارسال محقق من قبلها ليحقق معي ولم انكر اي كلمة قلتها حينها لا بل صادقت على كلام الصحف الاسرائيلية عني وقلت له اذا اتيت لكي تخيرني بين جوازي الدبلوماسي وموقفي الوطني فانا اختار موقفي الوطني وسلمت جواز السفر وانتهت العلاقة لأن الحياة وقفة عز".

وتطرق الفنان السوري إلى لحديث عن اللاجئين السوريين قائلا ان اكثر من غادر سوريا خلال الأزمة كان لا يملك خيار اخر خصوصا بعد الحصار والتدمير الذي حصل بينما سافر البعض بسبب طمع او  الوقوف ضد بلده ولذلك الذي يرغب في العودة لحضن الوطن سيعود مع انتهاء الازمة من اي مكان في الدنيا وسنكون يد واحدة.

اما في الحديث عن وضع سوريا على الصعيد الفني اثناء سنوات الأزمة يقول لحام ان الدراما السورية خلال الأزمة قفزت الى الامام بدل ان يصيبها الجمود ويعود ذلك للدور الفنية والمسرحية والثقافية التي لم تتوقف عن اقامة فعالياتها طوال سنوات الحرب الظالمة على سوريا لا بل كثفتها وقد ساهم هذا الاستنفار والوقوف في وجه الأزمة في زيادة الانتاج السينيمائي حيث كانت سوريا تنتج فيلمين في السنة الواحدة اما الان فالانتاج السنوي لا يقل عن خمسة افلام ومن هنا تستمر الدراما والفن في رسالة ذاتية انه يجب علينا الوقوف الى جانب امنا سوريا في هذه السنوات العجاف التي مرت وفي وجه الظلم الذي تتعرض له مضيفا ان حب الوطن هو كالام ويشبهان بعضهما وطالما اننا مغروسين مثل اشجار الزيتون في رحم امنا سوريا سنبقى نثمر افضل للمستقبل وخاصة في اعادة الاعمار.

وفي ختام الحوار كان لنا وقفة مع السيرة العظيمة والطويلة للفنان الذي اعتنق الفن بعدما بدأ حياته كاستاذ للكيمياء وشهدت حياته محطات كثيرة يقف عند بعضها منذ انطلاقه من على خشبة المسرح وصولا الى فيلم "المنتمي" الذي يجسد ابرز ذكريات دريد لحام خلال خمسون عاما من العطاء مرورا بمراعاة النظام السوري لمسرحياته ذات الصوت العالي لا بل دعم الراحل حافظ الاسد له مذ كان وزيرا للدفاع.

اجرى الحوار: حسين شعيتو

/انتهى/