يتبجح رئيس حكومة العدو بأنه يحقق انجازات سياسية واستراتيجية بزياراته المكثفة الى الدول الاسلامية والعربية .
نتنياهو الباحث عن الدعم الدبلوماسي لحملته الانتخابية يجول في عواصم العالم يوزع الابتسامات والاحتفالات يمينا وشمالا ويطالب النظراء بمدحه ، فيغدقون عليه الصفات الوطنية والرجل الكبير وخادم الامة ، صفات لن تنفعه في الايام الانتخابية ..!
حدد المرشح للانتخابات القادمة وزير الحرب في الكيان العبري استراتيجيته في العمق قائلا: "إسرائيل تسعى للانتصار، وبأقل ثمن ممكن، وهذا هو الاختبار الحقيقي للقيادة."
بعد الهزائم الاسرائيلية المتتالية والمدوية بدأ نتنياهو بالإنذار بمصطلح الإختبار الحقيقي فما هو هذا الإختبار وما هو هذا الانتصار ، يقول المثل الشعبي "لو بدها تشتي غيمت...!"
نتنياهو الحالم على سرير الحكم لتولي فترة زمنية ثانية فهل يدخل زنزانة الفساد خائبا منكسرا بسبب قضايا الرشوة ....؟
قادة العدو يعلمون ونتنياهو بالأخص يعلم علم اليقين بأن السيد نصر الله هو الرجل الذين يمدون عنقهم اليه حين يتكلم ويضعون رؤوسهم على شاشة التلفاز حين يخطب ويصغون بكلهم حين يحاور نصر الله مستمعيه .فالسبت كان موعدا حاسما في مسارات الأمور، أقلها كان الحوار التاريخي أرضية خصبة لهزيمة نتنياهو سياسيا وانتخابيا في الانتخابات المقبلة .
الحملة الانتخابية فرضت على نتنياهو وخاصة بعد فشل عملية درع الشمال تغيير قادة الجيش المهزوم .
تبدلت قيادة الأركان في الكيان الصهيوني فخرج غادي إيزنكوت بعد استقالة ليبرمان قائلا لخلفه : "سأترك مهمة استعادة الجنود للقائد الجديد للجيش فكوخافي سيعمل على استمرار تفوق الجيش على أعدائه والحفاظ على إنجازات القادة الذين سبقوه."
تسلم أفيف كوخافي القائد الخائف من اربع جبهات مطلقا صواريخ طائراته باتجاه سوريا ومعلنا أن هدفنا هو الحرس الثوري .
بالطبع هو يريد توجيه البوصلة الى الوجود الايراني في سوريا .
استراتيجية العدو ستجعل من الوجود الايراني هدفا لها فستحرض الإعلام عليه وستردد هدفنا هو ايران، وكل ذلك والصمت الدولي والعربي يخيم على منابر اصحاب القرار .
فالعدو يستخدم اُسلوب الحرب بدون حرب اي ضربات متقطعة ،تشبه خدوش القطة الخائفة من التدحرج الى الامام ، ولكن لا حرب في الأفق رغم بقاء الاحتمال وارد بسبب حماقات العدو المتكررة .
بل أن سياسة الدق على اللحام لم تنفع العدو بل ممكن ان يتفلت الزناد الى ما لا يحمد عقباه .
ان ضربات الطائرات المتوترة من فوق رؤوس القمة العربية الغير منعقدة في بيروت كان هدفها الأساسي تحسين الريتنغ لنتنياهو في الإنتخابات الاسرائيلية وكان ذلك متوقعا لان العقلية الانتخابية في مراكز القرار الصهيوني تستخدم أساليب الانتقام من اجل أهداف محلية وسياسية داخلية.
العدو الاسرائيلي يحاول إثارة موضوع الوجود العسكري الايراني في الاعلام وفي اللقاءات الدولية ليجعل من ذلك قضية مركزية تدغدغ مشاعر العرب المطبعين ودوّل الخليج (الفارسي) المتهافتة الى دمشق وتظهر نتنياهو بأنه بطل قومي يدافع عن شعب الله المختار .
قلق نتنياهو هو في محله من الوجود الايراني ومن قوة الجيش السوري ومن تنامي القوة الصاروخية لمحور المقاومة وخاصة العقل اليمني بطائراته المسيرة .ولإن الجمهورية الاسلامية تنادي بزوال دولة اسرائيل وتساعد الشعب الفلسطيني لتحرير ارضه وتساهم بكل قوة في بقاء سوريا موحدة وتدعم الحركات المقاومة ستبقى الدولة العبرية في حالة خوف ورعب .
لو نظرنا الى المصطلحات المتداولة في الاعلام الاسرائيلي وعلى ألسنة القادة الصهاينة، لاحظنا بأن استراتيجية الدفاع والردع والتصدي أخذت باحتلال العقل الصهيوني فمثال درع الشمال ومثال الجيش الواقي ومثال حماية المستوطنات من مقاتلي حزب الله وغيرها من العبارات التي تدل على القلق الصهيوني والخوف والرعب، فهذه عينة من كلام كو خافي "ألتزم ببذل كل الجهود للدفاع عن إسرائيل.. وسأكرس نشاطي لتعزيز الجدار الواقي (الجيش)، وفي صلب ذلك زيادة القدرة على ضرب العدو ".
الجدار الواقي زيادة القدرة وغيرها توشي بالخوف والقلق والفزع بينما الرد الايراني الاخير بدفاعات الجيش العربي السوري كان بإطلاق صواريخ وإسقاط اكثر من ثلاثين صاروخا.
إنها وحدة القيادة لمحور المقاومة جعلت الرد متعدد الاوجه فقد اطلق صاروخ الى الجولان برأس يزن ٥٠٠ كلغ وقوة تفجيرية عالية .
ويبقى السؤال ماهو السبيل الأنسب لإسقاط نتنياهو سياسيا في الداخل وكيف يضغط محور المقاومة نحو ذلك ..؟
كان خطاب السيد نصر الله إسفيناً وخنجرا في قلب نتنياهو ولأحلامه الحمقاء ، لقد أخرج السيد نصر الله نتنياهو من الحكومة الى السجن المرتقب ...!
واذا أخذنا بعين الاعتبار ردود حماس والجهاد على الهجوم وعلى الاعتداء الاخير على الأراضي العربية في سوريا ،كل ذلك يوحي بان الجبهة أصبحت موحدة اكثر من اي وقت مضى ، ومن كل الاتجاهات من الشمال والجنوب وهذا ما يزيد قلق العدو الصهيوني .....
فهل كورنيت غزة سينتقل الى الضفة الغربية ...؟
كورنيت غزة اطاح بليبرمان وأسقط حكومة نتنياهو وذهب الى الانتخابات مبكرة .
تحاصر رئيس حكومة العدو قضايا الفساد ويعده خصومه بالسجن فهو يحاول الهروب الى الامام بإثارة موضوع الوجود الايراني وبأنه الخطر الحقيقي .
الضفة الغربية هي الخاصرة الرخوة للكيان العبري، وكان قائد الثورة الايرانية السيد على الخامنئي قد وعد بتسليح الصفة منذ سنوات ، فهل هناك حراك لإستراتيجية الهجوم برأس اللواء سليماني مثلا صاروخ كورنيت بالضفة ...؟
لعل الرد على نتنياهو سيأخذ منحى داخلي ضمن الضفة الخاصرة الرخوة للعدو .. ولا يخلو الامر من الرد الطبيعي للجيش العربي السوري المقاوم ....؟
واذا لاحظنا مقتل الجنود الأمريكيين في هذا الايام في عدة أماكن ، يطرح السؤال الجوهري هل بدأت العمليات على الوجود الامريكي في سوريا والعراق ..؟
فما بين رد نصر الله الحاسم والوضح وصواريخ سليماني سيقف نتنياهو خارج السلطة بل في السجن على اغلب الظن ...؟
بقلم الدكتور حسان الزين
تاريخ النشر: ٢٩ يناير ٢٠١٩ - ١٠:٣١
كتب الصحافي اللبناني حسان الزين مقالا اشار فيه الى ان الجبهة أصبحت موحدة اكثر من اي وقت مضى ، ومن كل الاتجاهات من الشمال والجنوب وهذا ما يزيد قلق العدو الصهيوني.