اعتبر أكاديمي ومحلل سياسي علي رضا طاهري نوين غريب رضا أن الزيارة الرسمية التي أجراها رئيس مكتب الأمن الوطني السوري إلى القاهرة تلوح بإعادة العلاقات بین سوريا و العالم العربي ما يعني یعني إعادة ترتیب المنطقة من جدید و لصالح محور المقاومة الذي تعادي الاحتلال الصهیوالامریكي في منطقة غرب آسیا.

وكالة مهر للأنباء - علي رضا طاهري نوين: قبل ایام رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، اللواء علي مملوك، قام بزيارة رسمية إلى القاهرة بناء على دعوة من الجانب المصري و التقى فيها وزیر الاستخبارات اللواء عباس کامل و کبار المسؤولین الأمنيین.
یذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها المملوك، العاصمة المصرية، حيث سبق أن زارها العام 2016 و التقی خلالها نائب رئیس جهاز الأمن القومي في مصر و شخصیات اخری.

ولکن الزيارة الاخيرة تختلف تماما عن الزيارة السابقة التي قام بها اللواء علي مملوك إلى مصر و الأمر الملفت فيها هو ان الزيارة الاخيرة، لم تكن سرية كالزيارات السابقة بل أوردتها وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، مشيرة إلى أن تلك الزيارة كانت بدعوة من الجانب المصري.

لا يمكن تقييم زيارة اللواء علي مملوك للقاهرة بمعزل عن المستجدات الاوضاع، على سبيل المثال:

 1. زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق

حمل الرئيس السوداني خلال هذه الزيارة ملفين إلى دمشق أولهما، الدعم السعودي لعودة سوريا الى الجامعة العربية واستعداد الرياض للإعادة إعمار سوريا عن طريق دعم صندوق عربي.

2.إعادة العلاقات بين إمارات و سوريا

قبل أيام و من خلال معبر "نصيب" الحدودي مع الأردن دخلت قافلة تجارية إماراتية الأراضي السورية حملت مواد غذائية و بضائع جافة من جهة أخرى الإمارات عادت فتح سفارتها في دمشق.

يجدر بالذكر ان مصادر دبلوماسية أشارت قبل أشهر إلى زيارة رئيس الاستخبارات الإماراتي علي محمد الشامسي الى سوريا و التقى فيها علي مملوك و ناقش معه إعادة العلاقة الدبلوماسية بين الطرفين. الموضوع الذي أسفر عن أعلان النظام السوري استئناف الرحلات الجوية بين مدينتي اللاذقية السورية، وإمارة الشارقة الإماراتية في الاتجاهين.

3. القمة العربية المقبلة في تونس

تستضيف تونس نهاية مارس/آذار المقبل دورة جديدة للقمة العربية التي لم يتضح بعد ما إذا كانت ستتم دعوة سوريا إليها ولكن هناك مؤشرات تشير الى إمكانية حضور سوريا في هذه القمة، منها:

✅ أوّل رحلة جوية بين دمشق وتونس على متن اجنحة الشام بعد انقطاع لنحو ثماني سنوات.

✅ مشاورات السبسي خلال القمة الاقتصادية في لبنان بشأن دعوة الأسد إلى القمة العربية

✅ التنسيق جار بين دول عربية بينها تونس والجزائر لرفع تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية

4.إمكانية دخول التركي إلى شرق الفرات

وهناك قلق سوري ومساندة عربية بخصوص شرق الفرات لان الجانب العربي يرى خطورة من دخول أردوغان إلى شرق الفرات والتي تعني السيطرة على منابع النفط والسلة الغذائية لسوريا ولا معنى لسوريا بدون شرق الفرات
نظرا الی هذه الخطوات و التطورات المتلاحقة یمکننا القول بان الزیارة تدفع في اتجاه تعزيز العلاقات وإقامة خطوط اتصالات بين السعودية وسوريا وتأتي هذه الزيارة لترتيب لزيارة السيسي إلى دمشق وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية والتنسيق من أجل مكافحة الإرهاب.

وتؤشر هذه الخطوات المتلاحقة إلى إعادة العلاقات بین سوريا و العالم العربي  بعدما قطعت دول عربية عدة علاقاتها معها أو خفّضت تمثيلها الدبلوماسي فيها و هذا یعني إعادة ترتیب المنطقة من جدید و لصالح محور المقاومة الذي تعادي الاحتلال الصهیوالامریكي في منطقة غرب آسیا.