اعتبر الأكاديمي والمفكر الفلسطيني "عبد الستار قاسم" أن الثورة الاسلامية في ايران أحدثت زلزالا من خلال بث الوعي الديني في الأوساط الشعبية العربية والاسلامية.

 وكالة مهر للأنباء - موسى جعويك: في ظل الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران قامت وكالة مهر للأنباء بإجراء مقابلة مع الاكاديمي والمفكر الفلسطيني الدكتور "عبد الستار قاسم" للوقوف عند هذه المناسبة ومعرفة دور ايران في العالم الاسلامي بعد انتصار الثورة الاسلامية وأيضا دورها في تقوية حركات المقاومة و مواجهة الاستكبار والهيمنة الاسرائيلية والامريكية. 

وقال "عبد الستار قاسم" أنه لاشك أن الثورة الاسلامية كان لها تداعيات وانعكاسات واسعة جدا في الساحتين العربية والاسلامية وهذا يعود الى أن الثورة الاسلامية تبنت الاسلام وهذا ساهم في احداث زلزال من خلال بث الوعي الديني في الاوساط الشعبية العربية والاسلامية في وقت كان الاسلام مجرد كهنوت لا اتصال له مع الارض اصبح له اتصال مع السماء والارض في آن واحد فهذا أدى الى نوع من التثوير للشارع العربي والاسلامي وهذا يعني أنه حتى ولو لم تكن ايران تخطط لنشر الثورة لانتشرت الثورة بدون أي مخطط ايراني لأن الشعوب تعلمت أن هؤلاء الطغاة لايمكن أن يزولو الا بالثورة والثورة الاسلامية هي الأقرب الى النجاح من أي ثورات أخرى.

وفيما يخص حركات المقاومة وتأثير الثورة الاسلامية على تقوية هذه الحركات اعتبر "الستار" أن وضع اسرائيل العسكري لم يهتز الا بعد الدعم الايراني للبنان وفلسطين لأن اسرائيل كانت مهيمنة تماما من خلال نظرتها الأمنية التي كانت تستند الى بقاء الهيمنة العسكرية الاسرائيلية وأن أي حرب تحصل يجب أن تحصل في أراضي الغير وليس في الاراضي التي تسيطر عليها فكان هناك عدة أركان للنظرية الأمنية الاسرائيلية لم يتمكنوا العرب من هزمها اطلاقا ، لكن تدخل ايران وتدريب وتسليح وتنظيم المقاومة في لبنان وبعد ذلك المقاومة في فلسطين أوجد ردعا حقيقيا للصهاينة، مثلا الان اسرائيل لاتسطيع مهاجمة حزب الله أو مهاجمة جنوب لبنان لأنها تعرف تماما أن هناك قدرات عسكرية تلحق بها اكبر الخسائر وبالتالي هناك ردع وكذلك المقاومة الفلسطينية في غزة  وصلت الى قوة تستطيع ان تدافع عن نفسها وان تصد الجيش الاسرائيلي صحيح أن غزة لاتشكل قوة رادعة كما حزب الله بسبب الحصار المفروض على القطاع ولكن قبل أيام قال أمين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الادميرال "علي شمخاني" أن الصواريخ الدقيقة أصبحت موجودة في قطاع غزة وهذا يشكل تطورا مهما في عملية الصراع ضد اسرائيل فالآن اسرائيل تدرك أنها لاتستطيع أن تفاجئ أحدا بالحرب كما قبل  ولاتستطيع أن تبدأ الحرب وتنهيها متى تشاء ولم تعد الحرب في أراضي الغير كما تريد  وانما أصبحت داخل أراضيها وبالتالي هناك قوة ردع حقيقية وموازين القوا في المنطقة تغيرت واسرائيل لم تعد قادرة على القيام بما كانت تقوم به سابقا.

وعن الدور الذي لعبته ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية في مواجهة الاستكبار والهيمنة الاسرائيلية والامريكية قال "الستار" أتت الثورة الاسلامية لتطرد أكبر عميل للولايات المتحدة الامريكية في المنطقة وهو شاه ايران فوجدت الهيمنة الامريكية  من يتحداها في المنطقة لذلك سارعت الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول العربية الى محاصرة ايران ومنع انتشار نفوذها في المنطقة وحتى الان المحاولات مازالات قائمة لأن اميركا والانظمة العربية احسوا بأن استقرارهم بدأ يهتز في ظل رغبة امريكا والدول العربية بالمحافظة على استقرارهم المتمثل بأن تحصل امريكا على النفط مقابل تقديم الحماية للأنظمة العربية وبالتالي الأنظمة العربية مطمئنة ولأجل ذلك هم دائما يدافعون عن الاستقرار بينما الاستقرار الذي يعنونه هو التخلف والبقاء تحت الهيمنة الامريكية واستغلال ثروات المنطقة لغير صالح المنطقة فقامت ايران باحداث زلزلال من خلال ضربها لهذا الاستقرار. وبما يتعلق بالهيمنة الاسرائيلية فكلنا يعلم ان اسرائيل كانت تلقى دعما كبيرا من الانظمة العربية ومن شاه ايران وكان النفط الايراني يتدفق الى الكيان الصهيوني وكان شاه ايران شرطي الولايات واسرائيل في المنطقة الى ان جاءت الثورة الاسلامية وكسرت هذه المعادلة.

واعتبر قاسم أنه لاشك ان  التطور العسكري الايراني بعد الثورة كان له انعكاس معنوي في البداية لأن الفلسطينيين شعرو بأن هناك من حل محل مصر  بجدية لأن مصر كان أغلب كلامها ضد اسرائيل فقط كلام دون أن يكون هناك أي سند عسكري قوي يدعم هذا الكلام أما ايران  فهناك خطاب جديد مع قدرة عسكرية  فضلا الى أنه ايضا قامت ايران بفتح ابواب مخازنها العسكرية للفلسطينيين وقالت لهم تعالو خذو ماتتمكنو من نقله اليكم وبالتالي لم تبخل لا بل أيضا قامت ايران بمساعدة الفلسطينيين في عملية ايصال الاسلحة عبر البحر الاحمر و البحر المتوسط وعبر وسائل كثيرة وبالتالي انعكست القوة العسكرية الايرانية ايجابيا على القدرات الفلسطينية والان الذي يمنع دون تقوية الفلسطينيين هي السلطة الفلسطينية التي لاتنتمي للشعب الفلسطيني بل تنتمي الى جهة أخري ولكن القوا التي تريد أن تقاوم تستطيع دائما ان تجد عون ومساعدة من ايران./انتهى/