وكالة مهر للأنباء - ديانا المحمود: تبادلت ايران وسوريا خلال السنة الماضية عدداً من الوفود الاقتصادية كان بعضها على أعلى المستويات وبعضها الآخر على رجال الأعمال وغرف التجارة، كما كان لإيران حضور قوي في معرض دمشق الدولي ومعارض خاصة بالبناء أقيمت خلال العام المنصرم في سوريا، كما افتتح العام الحالي بزيارة نائب الرئيس الايراني اسحاق جهانغيري لدمشق على رأس وفد اقتصادي أبرم عدد من الاتفاقيات أعلن عنها في ختام الزيارة إلى جانب الكشف عن إطلاق بنك مشترك بين سوريا وإيران.
حول هذه الاتفاقيات والخطط الزمنية اللازمة لتنفيذها تحدثت مراسلة وكالة مهر للأنباء مع المحلل السياسي السوري طارق الأحمد رئيس الدائرة الخارجية في المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي.
وفي رد على سؤال وكالة مهر للأنباء عن العلاقات الإيرانية السورية قبل الحرب قال الأحمد إن العلاقات الاقتصادية بين إيران وسوريا إحدى القضايا المهمة والتي يجب التعامل معها بشفافية بعيداً عن المجاملات... قبل الحرب كانت العلاقات رسمية حكومية ولم تلبي الهدف المطلوب فقد اقتصرت على مجموعة مشاريع صغيرة وفي الحدود الدنيا بالنسبة إلى دولتين قريبتين وتربطهما علاقات قوية ضمن محور سياسي واحد هو محور المقاومة.
الأحمد: التعاون الدفاعي بين ايران وسوريا خلال سنوات الحرب انعكس على العلاقات الاقتصاديةوأضاف الأحمد إن التعاون الدفاعي بين ايران وسوريا خلال سنوات الحرب انعكس على العلاقات الاقتصادية، قائلاً: من الناحية النظرية والإيمانية يجب أن تكون العلاقات أقوى مما هي عليه الآن، للأسف التعاون الحالي لا يلبي المطلوب ولا يتسع لأحلام البلدين حتى بعد الحرب والتعاون الكبير الذي شهدته السنوات الثمانية الماضية.
ونوه السياسي السوري إن الاتفاقيات التي وقعت من الناحية اللوجستية تعكس التكامل الحقيقي بين إيران وسوريا لكن المعضلة التي تواجه تطوير هذه العلاقات حالياً هي النقل، مبيناً إن مشكلة النقل بين البلدين هي تكلفته العالية جداً فهو يقطع مسافات هائلة فيعبر بحر عمان نحو مضيق عدن ثم البحر الأحمر ليدخل البحر المتوسط ثم الموانئ السورية، منوهاً إلى إن الحل الحقيقي في فتح معبر البوكمال الذي يوصل الدولتين براً عبر العراق، وهذا يعني ضرورة خروج القوات الامريكية من المنطقة.
الأحمد: النقل البري سيكون مفتاح التجارة بين دمشق وطهران في الأيام القادمةوأشار الأحمد إلى ان النقل البري سيكون مفتاح التجارة بين دمشق وطهران في الأيام القادمة، حيث فرضت المقاومة سيطرتها على المعبر لكنه لم يفتح بعد بسبب وجود بعض العوائق، محملاً الحكومة العراقية السابقة جزءاً منها وداعياً الى ايجاد الحل لتبدأ الحركة التجارية في المنطقة من دمشق إلى طهران مروراً ببغداد، منوهاً إلى إن هناك بعض القوى في العراق اليوم تسعى لتحقيق هذا الأمر لأنه في مصلحة الجميع.
ورأى طارق الأحمد إن الممر البري بين دول المقاومة سيقلب المعادلة في المنطقة ويصنع جسراً قوياً يربط المنطقة بمشاريع أولها السكك الحديدية الذي سيترجم الاتفاقيات التجارية التي توقع سنوياً إلى أرقام واستثمارات.
الطريق لفك الحصار والمقاومة الاقتصادية هو بتفعيل العلاقة بين سوريا وإيرانوعن فتح المعبر أوضح الأحمد إن كل ما وقع حتى الآن من اتفاقيات لن ينفذ دون معبر آمن وسكة حديدية تمر بين مدن الدول الثلاث وتنشط حركة تجارة تغير بالفعل من واقع الحال في الصناعة والتجارة بين البلدين، مضيفاً إن النتائج الفعلية لن تحدث باتفاقيات برغم وجود أجواء إيجابية إلا إن انها لم تنعكس بشكل فعلي وحقيقي على المجتمعين، وذلك لأسباب كثيرة منها الفساد والحصار والصعوبات الواقعية، مشدداً على إن الطريق لفك الحصار والمقاومة الاقتصادية هو بتفعيل العلاقة بين سوريا وإيران وأهم مشروع هو معبر البوكمال والطرق السريعة والسكك الحديدية.
وحول احتياجات السوق الايرانية والسورية تحدث طارق الأحمد إن التجار السوريين متلهفون لإقامة علاقات تجارية مع إيران لكنه كل ما تم الاتفاق عليه حتى الآن بقي حبرا على ورق، النوايا الحسنة والرغبة لا تكفي ونحتاج إلى فتح المعبر لبدء تجربة واقعية ضخمة في المنطقة، مضيفاً إنه وبرغم وجود محصولات مشتركة بين إيران وسوريا إلا إن العمل التجاري سيركز على تبادل الخبرات بين الطرفين فإيران رائدة في مجالات صناعية يمكن تفعليها والاستثمار في سوق المنطقة فهناك السوق العراقية وغيرها من أسواق الجوار التي يمكن أن تنافس بقية الأسواق كالتركية والروسية.
امريكا عملت على فصل الحدود السورية العراقية لتقطيع أوصال المنطقةوفي تفصيل أدق عن أزمة النقل البري والمعبر أوضح المحلل السياسي السوري إنه وبشكل مباشر امريكا عملت على فصل الحدود السورية العراقية لتقطيع أوصال المنطقة وهناك قوى في المنطقة لها علاقات مع الامريكان ويجب وضع النقاط على الحروف وازالة كل ما يعيق هذه العلاقات، فالأوضاع الحالية تصب في مصلحة العدو، ومن يعتقد إن التجارة منفصلة عن السياسة مخطأ جداً فالتجارة تصب في مصلحة الشعوب بالدرجة الأولى. /انتهى/