اعلن الرئيس الايراني حسن روحاني ان هدفنا المشترك (ايران وروسيا وتركيا) هو مكافحة الارهاب بشكل حاسم وعودة الاستقرار والامن الى سوريا وتدوين الدستور الجديد وارساء دعائم حكومة ديمقراطية في هذا البلد وعودة النازحین واعادة اعمار سوريا.

وقال روحاني خلال مؤتمره الصحفي المشترك اليوم الخميس عقب قمة سوتشي الثلاثي ان قمة رؤساء ايران وتركيا وروسيا اليوم كانت قمة بناءة للغاية وصريحة .

واضاف روحاني انه جرى التاكيد خلال هذه القمة على ضرورة مكافحة الارهاب في المناطق الباقية من سوريا بما فيها ادلب وتم الاتفاق بشكل كامل بين الجميع على الحد من التوتر وتواجد القوات الضامنة في هذه المنطقة بشكل مؤقت فادلب جزء من البلد سوريا وينبغي تطهيرها وعلى الارهابيين تحت شتى المسميات الخروج من هذا البلد.

واوضح الرئيس الايراني بان هناك مخاوف كبيرة جدا حول مستقبل هؤلاء الارهابيين لان عددا منهم معتقلون في سوريا واذا ما عادوا الى بلدانهم فانهم سينقلون التوتر والاغتيالات الى الكثير من المناطق كما اننا قلقون جدا من قيام الاميركيين بنقل قسم من الدواعش الى افغانستان لان مثل هذه الحركة من شانها تعريض كل منطقة اسيا الوسطى وسائر المناطق الى الخطر.

وافاد روحاني بانه لاينبغي لنا الادعاء ظاهريا بمكافحة الارهاب ودعمهم في الخفاء وقال ان قلقنا الاخر من اميركا يكمن في انها تعلن بالظاهر انها ستخرج قواتها من سوريا ولكنا معلوماتنا تقول ان الاميركيين مازالوا يواصلون عملية التدخل في سوريا.

وقال روحاني ليس من المهم عدد الاميركيين في الاراضي السورية بل المهم هو ان نسمح للشعب السوري بان يقرر بنفسه مستقبل بلاده، واضاف ان على الاميركيين ان يؤمنوا بان الاكراد جزء من سوريا وان سوريا لديها شعب واحد وليس شعبين وان كامل التراب السوري يحظى باحترامنا جميعا وقد تم التاكيد في قمة اليوم على سيادة سوريا على جميع اراضيها.

واكد روحاني باننا جميعا نؤمن بضرورة حماية امن الدول الجارة لسوريا بما فيها تركيا وقال انه يتعين ان تشعر تركيا بالامن ازاء سوريا ونحن ندعو الى علاقات اخوية وودية بين جميع جيران سوريا مع سوريا وهذا بامكانه ان يبني امن هذا البلد على المدى البعيد.

وشدد روحاني على ضرورة الاهتمام بسيادة سوريا على جميع اراضيها وبحقوق الاكراد السوريين وبالقضاء على الارهاب وبامن تركيا وقال ان التدخل اللامشروع من قبل الكيان الصهيوني في سوريا مدعاة لقلق شعب هذا البلد وسائر شعوب المنطقة .

واعلن روحاني بان الاسرائيليين يريدون متى ما شاؤوا انتهاك الاجواء اللبنانية والسورية وقصف اراضي هذين البلدين وللاسف ان الامم المتحدة والمسؤولين في العالم يلتزمون الصمت ازاء الانتهاكات المتكررة للكيان الصهيوني في سوريا وان هذا الصمت يعني انهم لايتطلعون الى اقرار الامن الكامل في المنطقة وفي سوريا .

وتابع الرئيس روحاني : نحن مسرورون جدا لبذل جميع الدول الضامنة ما بوسعها للحد من التوتر والعمل على ارساء الاستقرار في سوريا وكنا منذ البداية نؤمن بان الحل في سوريا في النهاية هو سياسي وليس عسكري.

واعرب روحاني عن امله في ان يشهد الشعب السوري بعد تحمل سنوات من المعاناة مستقبلا مفعما بالسلام والاستقرار ومن اجل ذلك فان المجتمع الدولي يجب ان يعمل على اعادة النازحين على وجه السرعة وكذلك اعادة اعمار سوريا .

واشار الى ان تعاون هذه الدول الثلاث المهمة في هذه المنطقة امر مهم جدا لاعادة الاستقرار الى سوريا وقال انه ما كان احد يتصور قبل عدة سنوات ان يعود الامن الى سوريا وان تتمكن دمشق من استعادة سيادتها وان تتفتح كل نوافذ الامل امام الشعب السوري .

واوضح ان تعاون الدول الثلاث مهم جدا لامن المنطقة والعالم وبالطبع اننا بحاجة الى دعم جميع الدول والمنظمات للوصول الى الخطوات النهائية في سوريا وان هذا النموذج يمكن ان يكون نموذجا جيدا لتسوية مشاكل المنطقة .

وافاد باننا نتطلع الى ان تبذل الدول الثلاث معا مساعيها حول امن المنطقة باسرها وان توسع تعاونها في سائر القضايا ذات الاهتمام المشترك في دائرة اوسع من سوريا .

وحول مستقبل ادلب ولاسيما شرق الفرات في سوريا ومع الاخذ بنظر الاعتبار القضايا المطروحة في قمة سوتشي قال روحاني اعتقد ان وجهة نظر الدول الثلاث تتطابق مع وجهة نظر المجتمع الدولي ويتعين ان تخضع كل الاراضي السورية سواء ادلب وشرق الفرات لسيادة الحكومة الشرعية في سوريا ومن هنا فان كل سوريا هي ملك للشعب السوري وان وحدة التراب السوري وسيادتها الوطنية هي محط تاكيدنا جميعا وقد تم التاكيد على ذلك في القمة الحالية والقمم السابقة .

وتابع انه في القمة السابقة كانت المباحثات حول سبل تطهير ادلب من دون ان يتعرض الاهالي للضرر وسبل عزل الارهابيين عن الناس وتم تبني آلية لتحقيق ذلك ولكنها لم تكن ذات جدوى، وتم خلال هذه القمة التباحث من جديد حول ما يسمى بوقف اطلاق النار والحد من التوتر القائم في ادلب هو امر مؤقت وان ادلب يجب ان تطهر من الارهابيين وان تعود الى السيادة الوطنية السورية .

واشار روحاني الى ان التدخل الاميركي في شرق الفرات كان مدعاة للقلق لحد الان وقال انه مازالت هناك مجموعة من الارهابيين في هذه المنطقة تمارس نشاطها ونحن قلقون من ان يخطط الاميركيون لمؤامرة بعيدة الامد لسوريا وان قلقنا هذا مازال قائما حتى لو خرج الاميركان من الاراضي السورية وبامكانها ان تواصل اعتداءاتها الجوية .

وتابع روحاني: ومن هنا فاننا علينا ان نطهر شرق الفرات وادلب واعادتهما الى الحكومة السورية وان يتمتع الاهالي الاكراد في سوريا باعتبارهم جزءا من الشعب السوري بحقوقهم العادلة في مستقل سوريا وان يلعبوا دورهم في مستقبل سوريا.